انه اكثر شخص أحبه في العالم كله سأفتقده هذا ما قالته زوجة توماس يونج احد المقاتلين القدامي الذي قرر في الذكري العاشرة للحرب العراقية وضع نهاية لحياته بعد معاناة طويلة مع اصابات الحرب التي ما كان ينبغي ان تجري بحسب رأيه. قصة صراع يونج (33 عاما) ومعاناته هي قصة صراع ومعاناة مئات الآلاف من مصابي حربي العراق وافغانستان. لم يعد يونج يتحمل مزيدا من المعاناة والاجراءات والعمليات الجراحية وسأم الزيارات المتكررة للمستشفيات . كانت جولته الاولي والاخيرة في حرب العراق في 2004 ففي اليوم الخامس لوصوله للعراق اصيبت وحدته في كمين للمسلحين العراقيين وجاءت اصابته في العمود الفقري وفقد القدرة علي تحريك ساقيه واصبح يستخدم كرسيا متحركا . كان يونج واحدا من اوائل المقاتلين الذين عارضوا حرب العراق علي الملأ.. عارض بكل ما تبقي له من قوة هذه الحرب التي اصابته بالشلل. أمضي أوقاتا طويلة يلقي الخطب وينظم المظاهرات المعادية للحرب ويلهم من حوله وهو يتألم ويتعايش مع ما وصفه بالرعاية غير الكافية التي يقدمها الجيش للمقاتلين المصابين. في 2007 تحولت قصة حياته الي مادة لفيلم وثائقي بعنوان "جسد الحرب". استمر تدهور حالته الصحية يوما بعد يوم واصبح يشعر أنه بلا فائدة فهو لا يستطيع ان يرتدي ملابسه بنفسه واصبح يجد صعوبة في التحدث ويصاب بسرعة بالانهاك.. في 2008 اصيب بانسداد في الشريان الرئوي وبخلل في نسبة الاوكسجين في المخ و يتلقي الطعام من خلال انبوب يصل الي المعدة وعاني من تشقق الطبقة الجلدية في منطقة الفخذين حتي اصبح يمكن رؤية اللحم والعظام للعيان كما اجري جراحة في القولون. هو لا يرغب في الموت ولكنه لا يريد ان يستمر في تحمل مزيد من المعاناة أكثر من ذلك. يدفع يونج ثمن قرار حفنة من السياسيين المستفيدين من الحرب ويموت بسبب اكاذيبهم مثله مثل الالاف من الشباب الامريكي الذين تحطمت أحلامهم وسرقت الحرب الظالمة زهرة شبابهم ومئات الالاف الاخرين الذين يعيشون مع معاناة لا تنتهي بسبب اصابات الحرب يونج الذي حدد 20 ابريل الحالي لبدء تنفيذ قراره برفض الطعام والدواء وهو ذكري العيد الاول لزواجه من كلوديا كولار. لقد عوضه الله بحبها بعد ان تركته زوجته بعد اصابته في الحرب لقد بدأت تزوره في المستشفي بعد مشاهدتها للفيلم الوثائقي عن قصته ووقعت في حبه وهو ينتظر الاحتفال بمرور عام علي زواجهما ثم ينفذ قراره بالامتناع عن الاكل والدواء والماء. كلوديا تتقبل بشجاعة قراره فهي تتألم من التدهور الشديد في حالته الصحية وتجد مشقة كلما نظرت اليه. وآخر ما فعله قبل تنفيذ قراره كان ارسال رسالتين للرئيس الاسبق بوش الذي غزا العراق ونائبه ديك تشيني اتهمهما فيهما بالمسئولية عما اصابه واصاب الاخرين ويقول انه يكتب رسالته باسم 4488 جنديا ومارينز امريكيا ماتوا في العراق وباسم مئات الآلاف المقاتلين الذين جرحوا واصيبوا والتي دمرت آلامهم الجسدية والنفسية حياتهم وهو واحد منهم واصفا معاناة مئات الالاف من المقاتلين الذين تعرضوا لاصابات في المخ وصدمات نتيجة ما شاهدوه عانوه وفعلوه في العراق وأدي في النهاية لانتحار عددا كبير. وقال انه يكتب هذه الرسالة ايضا باسم مليون عراقي قتلوا في الحرب وعدد آخر لا يحصي اصيبوا. ويقول يونج في رسالته كانت حرب العراق فاشلة علي كل الاصعدة أخلاقيا واستراتيجيا وعسكريا واقتصاديا واضاف: انتما من بدأ هذه الحرب وانتما من يجب ان يتحمل العواقب.. ويقول اقترب يوم حسابي وسيأتي يوم حسابكما اتمني ان تقدما للمحاكمة وان تجدا الشجاعة الاخلاقية لمواجهة ما ارتكبتما في حقي وحق الاخرين الذين يستحقون الحياة وتمني في رسالتيه ان يجد بوش وتشيني القدرة لكي يقفا ،قبل ان تنقضي ايامهما ،امام الشعب الامريكي وعلي وجه الخصوص الشعب العراقي ويلتمسا منهم العفو علي الدمار الذي خلفته حربهما وأن يطلبا السماح من الضحايا الذين سيقضون ما تبقي من حياتهم في ألم ومعاناة وحزن لا ينتهي. واتهم يونج بوش وتشيني بإرتكاب جرائم حرب بشعة وانهما خاضا حرب العراق تعطشا للثروة والسلطة وقال نعلم جيدا من انتما وماذا فعلتما وقد تكونان نجحتما في الفرار من العدالة ولكن في نظرنا كل منكما مذنبا بارتكاب جرائم حرب. ويقول مخاطبا بوش أنت تزعم انك مسحي متدين أليس الكذب إثما؟ أليس القتل إثما؟ أليست السرقة والطموحات القاتلة والأنانية إثما؟ لقد قمتما بالتضحية بمئات الالاف بينهم الاطفال وانا واحد من ضحاياكم بسبب طمع شركات البترل. فهل يستجيب مجرما الحرب لنداءاته؟