سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الاثنين 8 يوليو 2024    أسعار اللحوم البلدي والمستورد اليوم الاثنين 8-7-2024 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    الطلب المرتفع للفائدة يقلل مستهدف البيع من طلبات أذون خزانة أمس    «الوزير»: إجراءات استخراج التراخيص الصناعية ستشهد تطوراً ملحوظاً خلال المرحلة المقبلة    الرئيس السيسي يجري جولة تفقدية بالأكاديمية العسكرية المصرية    روسيا تحبط محاولة أوكرانية لخطف قاذفة قنابل استراتيجية    مواجهة مكررة بين الأهلي وطلائع الجيش في بروفة أخيرة لبيراميدز    فيديو.. الأرصاد تحذر من موجة جديدة شديدة الحرارة: العظمى المحسوسة تصل إلى 42    ماجد المصري يتصدر تريند "جوجل".. لهذا السبب    خالد عبدالغفار يعقد اجتماعا لمناقشة «مشروع التطوير المؤسسي لوزارة الصحة والسكان»    إلغاء اجتماع للديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن ترشح بايدن    نتنياهو يعلن الموافقة على اقتراح يسمح بعودة المحتجزين دون التنازل عن أهداف الحرب    برلمان معلق.. مستقبل فرنسا بعد نتائج الجولة الثانية من الانتخابات    إصابة زوج كامالا هاريس بفيروس كورونا بعد لقائه ببايدن    مدبولي يطلب ثقة النواب.. اليوم    مواعيد مباريات اليوم الإثنين 8 يوليو 2024 في الدوري المصري والبطولات العالمية    بيلسا يستقر على تشكيل اوروجواي لمواجهة كولومبيا في نصف نهائي كوبا امريكا    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الإثنين    "بسبب السرعة الزائدة".. مصرع سيدة ونجلها إثر انقلاب سيارة ملاكى فى ترعة بقرية كوم أبوشيل    اليوم، الحكم في طعن شيري هانم وابنتها زمردة على حكم حبسهما    التعليم تستعد لإعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2024    الجنايات تنظر محاكمة المتهمين في قضية رشوة وزارة التموين    محافظ أسيوط يلتقي أعضاء مجلسي النواب والشيوخ    أول رد من شوبير على اتهامه بالتسبب في أزمة نفسية لأحمد رفعت    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 8-7-2024    جامعة القاهرة تتسلم شهادة حصولها على المرتبة 350 عالميا في تصنيف QS    الصحة العالمية تحذر من المُحليات الصناعية.. وتؤكد عدم فاعليتها فى خفض الوزن    ما هي شروط عضوية المجلس الأعلى للإعلام؟ القانون يجيب    تشكيل اسبانيا المتوقع لمواجهة فرنسا في نصف نهائي يورو 2024    آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بصفقة تبادل وإجراء انتخابات جديدة    حظك اليوم برج الجوزاء الاثنين 8-7-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    علي صبحي يروج لانضمامه لفيلم «سيكو سيكو» بصورة من السيناريو    عاجل.. وزير الشباب والرياضة يكشف موقفه من إقالة اتحاد الكرة    الأزهر العالمي للفتوى يوضح 4 فضائل لشهر المحرم.. «صيامه يلي رمضان»    احتفالات الأطفال بالعام الهجري الجديد.. «طلع البدرُ علينا»    محافظ المنيا يقود حملة لإزالة الإشغالات والتأكد من مواعيد غلق المحال    الناقد الموسيقي محمود فوزي: رفع علم فلسطين بمهرجان العلمين لفتة طيبة من «المتحدة»    «الشعبة»: 15301 الخط الساخن لهيئة الدواء لمعرفة توافر الأدوية بصيدلية الإسعاف    اليوم | محاكمة 6 متهمين ب«خلية حدائق القبة»    محافظ سوهاج يشهد احتفال الأوقاف بالعام الهجري الجديد بمسجد العارف بالله    قبل النطق بالحكم.. نيابة النقض توصي بتأييد إعدام زوج الإعلامية شيماء جمال وشريكه (تفاصيل)    فرنسا.. استقبال حار لمارين لوبان في مقر حزب التجمع الوطني    محمد حماقي يروج لأجدد ألبوماته «هو الأساس»    الهام شاهين ل "شيرين":" عايزين ننسى مشاكلك الشخصية"    خبير تحكيمي يوضح مدى صحة ركلتي جزاء الزمالك أمام الإسماعيلي في الدوري    "لم يكن هناك شيئا ومازحته قبل المباراة".. العشري يكشف لحظات رفعت الأخيرة قبل الأزمة القلبية    رئيس أساقفة كنيسة قبرص يزور للمرة الثانية كنيسة القسطنطينية بعد انتخابه على عرش الرسول برنابا    دعاء في جوف الليل: اللهم يا صاحب كل غريب اجعل لنا من أمورنا فرجًا ومخرجًا    بعد الإعلان رسميا.. طريقة التقديم للوظائف الشاغرة في الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة 2024    بالأسماء.. إصابة 6 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص بالدقهلية    "وعد من النني وزيزو".. تفاصيل زيارة أشرف صبحي معسكر منتخب مصر الأولمبي (صور)    هل العمل في شركات السجائر حرام؟ مبروك عطية يجيب (فيديو)    نائب رئيس "مستقبل وطن" وزعيم الأغلبية بمجلس النواب يترأسان اجتماع الهيئة البرلمانية للحزب    عبدالرحيم كمال يعلن توقفه عن متابعة الكرة في مصر    صفارات الإنذار تدوى في غلاف غزة    شعبة الأدوية: رصدنا 1000 نوع دواء ناقص بالصيدليات    محافظ المنيا يقود حملة مفاجئة لإزالة الإشغالات والتأكد من الالتزام بمواعيد غلق المحال    «يحتوي على مركب نادر».. مفاجأة عن علاقة الباذنجان بالجنان (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كونداليزا رايس تدافع عن سنوات العار مع إدارة بوش‏

وتتوالي الكتب من الوزراء وكبار المسئولين في ادارة جورج بوش الابن !‏ فبعد مذكرات كولين باول ثم ديك تشيني ودونالد رامسفيلد وجورج بوش صدرت منذ أسبوعين مذكرات كونداليز رايس بعنوان: ليس هناك شرف أعلي ولا أعتقد ان أي ادارة أمريكية صدر عن وزرائها بمجرد انتهاء مهمتهم هذا الحجم من المذكرات التي تتحدث عن التحديات والصراعات بين أعضاء فريق العمل في الحكومة الأمريكية والانجازات التي تحققت في عهدهم, وكأنهم يدافعون عن أنفسهم وعن ما ارتكبته هذه الادارة من جرائم وحماقات في حق عدة دول. جاء دور كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية رقم66 وثاني امرأة تشغل هذا المنصب بعد مادلين أولبرايت. وفي734 صفحة قدمت كشف حساب ثماني سنوات من العمل الشاق تحت قيادة جورج بوش الرئيس الأمريكي الأكثر سوءا وعنصرية بين كل الرؤساء الأمريكيين الذين سبقوه, والذي ارتكب من الجرائم في حق شعب العراق وأفغانستان مايضعه في قفص الاتهام كمجرم حرب قتل باندفاعه وغبائه أكثر من نصف مليون مواطن من البلدين, انها تدافع في المذكرات عن سجلها الدبلوماسي الحافل بالانجازات وخلافاتها مع نائب الرئيس الأمريكي ديك شيني وفريق مكتبه من المحافظين الجدد أو الصقور الأكثر تطرفا في الادارة الأمريكية علي حد وصفها ولكنها في الوقت نفسه لاتوجه أي اتهام الي بوش ربما خوفا من أن تمتد يد العدالة لتلاحقها في المستقبل بسبب مشاركتها أو حتي صمتها علي هذه الجرائم.
اللؤلؤة السوداء
مذكرات اللؤلؤة السوداء كما كانت معلمتها تصفها لتفوقها علي جميع تلميذات فصلها بالمدرسة الابتدائية والتي سوف تحتفل بعد يومين بعيد ميلادها السابع والخمسين, هي الأكثر عمقا وشرحا لتفاصيل العمل السياسي والدبلوماسي تحت ادارة بوش, فأستاذة الجامعة والباحثة في العلوم السياسية السابقة والتي صدر لها قبل ذلك أربعة كتب آخرهم في العام الماضي عن قصة حياتها الخاصة, يختلف كتابها بالطبع عن كل الكتب والمذكرات التي سبق أن كتبها سياسيون عملوا في هذه الادارة. كانت رايس المستشارة الأقراب لجورج بوش وأسرته من جميع المساعدين له سواء في الحكومة أو البيت الأبيض, وفي كثير من الأحيان كانت تقضي مع الأسرة إجازة نهاية الأسبوع في منتجع كامب ديفيد أو في منزل بوش في تكساس. لقد كشفت وزير الخارجية السابقة التي كانت أقوي امرأة في العالم منذ2001 2005 حيث شغلت منصب مستشارة الأمن القومي, ثم وزيرة للخارجية بعد استقالة كولين باول لخلافه مع شيني من2005 2009 وكشفت عن حالة الاضطراب والصراعات المستمرة بين أعضاء الحكومة بعد الاعتداء علي مركز التجارة, وقالت فالولايات المتحدة كانت تواجه عدوا جديدا حتي تبرر الحرب علي الارهاب التي أعلنها بوش, لكنها لم تذكر الاسلام أو المسلمين بسوء مثل ما أعلن بوش بحماقة أن بلاده تواجه حربا صليبية فهي أكثر ذكاء ودبلوماسية. تعترف رايس في المذكرات بأنها اختلفت أكثر من مرة مع نائب الرئيس الأمريكي شيني ومساعديه, فقد عارضت بشدة اخفاء المعتقلين المسلمين في سجون سرية بأوروبا والشرق الأوسط ليعذبوا مثل مايحدث للمعارضين في الدول الاستبدادية, وطالبت بوش بأن يعلن ألقاء القبض علي خالد الشيخ محمد العقل المدبر للعدوان علي قلعتي التجارة في نيويورك في11 سبتمبر مع العشرات من المتهمين بارتكاب أعمال ارهابية, وقد انحاز بوش في النهاية الي رأيها وقرر أن يعود المعتقلون ليسجنوا في جوانتانامو.
في نوفمبر2001 هددت بالاستقالة من منصبها بسبب تشكيل لجان عسكرية للنظر في أوضاع المعتقلين بقرار من المستشار القانوني للبيت الأبيض ألبيرتو جونزالس, وقد اعتبرت هذا القرار نوعا من التجاوز لمسئولياتها, وقالت لبوش اذا تكرر مثل هذا القرار اما أستقيل أو يستقيل جونزالس وقد اعتذر لها بوش ووعد بألا يتكرر ذلك. لكنها لاتذكر في مذكراتها أي اعتراض من جانبها علي أساليب الاستجواب الشيطانية مع المعتقلين باستخدام التعذيب وعمليات الايهام بالغرق وحرمانهم من النوم لعدة أيام, مما دفع بأكثر من مائة معتقل للانتحار, لم تعارض أيضا رايس عندما كانت مستشارة للأمن القومي غزو العراق وتدمير البنية الأساسية للبلاد, ولم تذكر وهي تشغل أكبر منصب في أمن البلاد موقفها من أكذوبة أسلحة الدمار الشامل التي برر بها بوش وبلير عملية الغزو تسبب في مقتل واصابة مئات الآلاف من العراقيين برصاص جنود الاحتلال الأمريكي وتشريد أربعة ملايين عراقي اضطروا للهروب من جحيم الغزو, لكنها تقول أنها عارضت بشدة ارسال مزيد من القوات الأمريكية للعراق عندما زادت خسائر الأمريكيين, وطلبت من بوش سحب الجنود الأمريكيين من المدن العراقية. وعندما سألها بوش وقد كانت معنوياته في اسوأ حال بعد مقتل عشرات الجنود الامريكيين كل يوم برصاص المقاومة: وماذا تقترحين هل نترك العراقيين يتقاتلون؟ كان ردها أنهم اذا اختاروا الحرب الأهلية فعلينا أن نتركهم ليتذوقوا ويلاتها!
الكتاب الذي صدر منذ أيام استخدمته رايس لتذكر القراء بالمناخ الذي ساد الولايات المتحدة في أعقاب11 سبتمبر, والذي شكل سياسة ادارة بوش واعلانه الحرب علي الارهاب, فبالاضافة الي الرسائل التي تحمل وباء الجمرة الخبيثة التي تلقاها بعض المسئولين, كانت هناك حالة من الرعب من استخدام أسلحة كيماوية واشعاعية.
كشفت رايس أيضا عن الصراع المستمر الذي كان دائرا بينها وبين الثنائي ديك شيني ودونالد رامسفيلد وزير الدفاع, وقد انتقدا ادارتها لمجلس الأمن القومي في الفترة الأولي من حكم بوش, لكنها تقول: ان الخلاف معهما كان حول قضايا عامة وليست أمورا شخصية.
التعاون النووي مع الهند
كتاب رايس يذكر القراء أيضا بجهودها الدبلوماسية في توقيع اتفاقية التعاون النووي مع الهند بعد مفاوضات صعبة, ومبادرتها حول السلام في الشرق الأوسط والتي لم تحقق في رأيي أي سلام للفلسطينيين !
وعندما تناولت لقاءاتها مع الرؤساء العرب قالت رايس انها عندما تتحدث مع الرئيس السوداني عمر البشير كانت ردود أفعاله بطيئة جدا ويبدو كأنه تعاطي مخدرات قبل لقائهما, وعندما صافحت الرئيس اللبناني اميل لحود شعرت بالحاجة السريعة لغسل يديها, أما الرئيس السابق حسني مبارك فقد كان يعبر لها باستمرار في لقاءاته عن قناعاته بقهر الشعب المصري وعن ضرورة أسلوبه الاستبدادي في الحكم, وقد رفض اقتراحها في القيام بأي خطوات اصلاحية قائلا: المصريون في حاجة لقبضة حديدية تحكمهم ويرفضون التدخل الأجنبي.
أشارت رايس أيضا الي رئيس ليبيا السابق معمر القذافي الذي كان يبدي اعجابه بها, وتقول انه أعد, كليب] يتضمن عدة صور لها مع خلفية لأغنية كتبها أديب ليبي تقول كلماتها الوردة السوداء في البيت الأبيض وقالت كان الأمر يبدو غريبا لكنه لم يتجاوز حدود الأدب.
أسوأ ما في هذه المذكرات دفاعها غير المنطقي وغير الأخلاقي عن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش, بما في ذلك غزو العراق, وقالت إن ثورات الربيع العربي الأخيرة تؤكد بعد نظر بوش واهتمامه بنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط!ولن ينسي لها الفلسطينيون مواقفها المنحازة ضدهم ونفاقها المستمر لاسرائيل, ودفاعها الأعمي عن العدوان الاسرائيلي علي غزة عام2009 والذي أسفر عن مقتل أكثر من ألف فلسطيني ودمر أحياء كاملة من المدينة, وقد ختمت سجلها الحافل في هذا النفاق قبل24 ساعة فقط من انتهاء حكم بوش بتلك الاتفاقية التي وقعتها مع وزيرة خارجية اسرائيل تسيبي ليفني والتي بموجبها فرض مزيد من الحصار والقهر علي الفلسطينيين في غزة.
لم تعد كونداليزا رايس بعد انتهاء عملها وزيرة للخارجية الأمريكية الي مقعدها في جامعة ستانفورد كما كانت تأمل, فقد استقبلها الأساتذة والطلاب بمظاهرات الغضب والاحتجاج علي السياسة الخارجية المنحازة خلال حكم بوش, وادارتها للدبلوماسية الأمريكية طوال الفترة الثانية من حكمه والتي امتدت أربع سنوات, وهدد عشرات الأساتذة بالاستقالة اذا عادت أستاذة بالجامعة بعد أن ابتذلت نفسها وعلمها في خدمة جورج بوش وسياساته الاستعمارية والعنصرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.