قلبي موجوع، مثل قلب كل مصري محب لهذا البلد الطيب، تؤلمني لحظة اقتحام مشيخة الازهر الشريف،تؤلمني لحظة التطاول علي مقام الامام الأكبر، الغصة تعتصر القلب وتدمي العين لحظة الاعتداء الهمجي علي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية. لا أستطيع ان أصدق ما رأته عيني، ونقلته اجهزة الإعلام بالصوت والصورة للعالم كله، المقرات الدينية، رمزالهيبة تقتحم بغوغائية، تهان، يعتدي عليها بلا وازع من ضمير، للأزهر هيبته في نفوس المصريين، اقتحامه اهانة يندي لها جبين كل مصري أصيل ينتمي لوسطية الازهر الشريف، اهانة لكل مسلم في مشارق الارض ومغاربها يحتفظ للأزهر في نفسه بالتقدير والتوقير، لا استطيع ان اصدق عيني وشاشات التلفاز تنقل لي ست ساعات من الاعتداء المتواصل علي الكاتدرائية بالعباسية، رمز الكنيسة المسيحية الوطنية في مصر والشرق الاوسط وافريقيا والعالم، ست ساعات ويزيد، مارس خلالها عناصر الاعتداء قذف من بداخل الكاتدرائية بالحجارة والطوب، ظهرت زجاجات المولوتوف الحارقة، تسلقوا الاسوار، اعتلوا اسطح المنازل المحيطة بالكاتدرائية، علا دوي طلقات الخرطوش، كل هذا تحت سمع وبصر ورعاية قوات الشرطة التي قذفت الكاتدرائية بقنابل الغاز المسيل للدموع، في مشهد هو الاول من نوعه في تاريخ مصر، تصاعد الدخان، عربات الاسعاف تنقل المصابين، الآلاف من المسلمين والاقباط لا يستطيعون الخروج من الكاتدرائية للاعتداءات التي لا تتوقف، لم تلق الشرطة القبض علي المعتدين الذين كانوا علي بعد سنتميترات منهم، الصور تنقل وجوه من يطلقون الخرطوش بوضوح، تؤكد التخاذل أوالقصور الأمني تجاه ما يجري من اعتداء وجرم يحط من صورة مصر في الخارج، الصورة مشينة ومهينة لا تخدم أحداً، تأخر رد الفعل الرسمي كثيرا فبدا انه لم يكن علي مستوي الحدث وتأثيره علي مصر ونظرة الخارج لها . اجزم ان الاعتداء علي رمز الاسلام الوطني المتمثل في الازهر، ورمز المسيحية الوطنية المتمثل في الكاتدرائية، أمر وراءه رسالة وهدف، الرسالة مفادها أن لا هيبة لأحد بعد الآن، والهدف دفع مصر لحرب أهلية، دليلي في ذلك ما تحمله صفحات "الفيس بوك" من تحريض صريح علي ذلك، وما يحمله "تويتر" من تغريدات لشخصيات عامة تسير في نفس الخط التحريضي، جروب يحمل اسم "كفاك" يضع علي صفحته مقطع فيديو لمجموعة داخل كنيسة يطلقون الرصاص في الهواء، يدعي أدمن الجروب أن المشهد في الكاتدرائية بالعباسية، فيبتلع الطعم العشرات ممن يرددون اكذوبة الاسلحة المخبأة في الكنائس المصرية التي اطلقها احد المهيجين ممن يتمسحون في رداء الدين، بينما يرد محبو الوطن باللينك الاصلي لهذا الفيديو الذي يثبت ان المشهد يخص عرس بإحدي الكنائس في سوريا. يبقي السؤال الموجع.. "إلي متي سيبقي الوجع في قلب الوطن ؟"!.