فاتن عبدالرازق كما كانت قناة السويس هي وسيلة عبور أبطالنا جنود القوات المسلحة لتحرير أراضينا المحتلة في سيناء يوم السادس من أكتوبر عام 3791 مسجلين ملحمة، بطولة وانتصار تاريخي أعاد العزة والكرامة لمصر والعرب.. أؤكد أن قناة السويس ستكون هي العبور الثاني للمصريين ولكن هذه المرة سيكون عبورا للتنمية اذا سارعنا بالبدء في تنفيذ مشروع تنمية محور قناة السويس الذي أطلق عليه الزعيم الماليزي »مهاتير محمد« »مشروع القرن« وهو نفسه المشروع الذي ستخصص له الصين مؤتمرها السنوي عن الاستثمار منتصف شهر يونيو المقبل بمشاركة خبراء الاقتصاد ورجال الاعمال من جميع انحاء العالم. الحلم المصري لتنمية محور قناة السويس يستحق اهتماما خاصا من الحكومة وتركيزا لجهودها بالتنسيق مع منظمات الأعمال المصرية والشركات العالمية لنتمكن من تحويله الي حقيقة علي ارض الواقع لتكون النقلة الحضارية والاقتصادية التي نسعي اليها حتي لاتصبح قناة السويس مجرد كوبري لعبور 01٪ من تجارة العالم نحصل منها علي 5 مليارات دولار فقط بينما يمكن مضاعفة هذا الدخل مائة مرة اذا استفدنا من مشروع القرن الحادي والعشرين بكل مشتملاته من مناطق صناعية ومراكز تجارية عالمية ومجتمعات عمرانية ومنتجعات سياحية نستطيع من خلالها استقطاب المليارات. تحديات كثيرة تواجه هذا الحلم لعل أهمها هو المنافسة من دول المنطقة التي تخشي من تحقيقه وبدأت بالفعل تنفيذ مخططات مشابهة لجذب الانتباه اليها واستقطاب التجارة العالمية ورءوس الأموال الضخمة.. ولكن الكرة مازالت في ملعبنا بشرط التحرك السريع حتي يستطيع أحفاد المصريين الذين حفروا القناة وابناء ابطال القوات المسلحة الذين عبروها في 3791 أن يقدموا للعالم نموذجا جديدا للتنمية بدون تمليك او تفريط في ضفاف القناة لتبقي مصرية خالصة.