هلاّ تسائلها عمّا قاسته وما تُقاسيه.. اسألها عن همومها وكل ما تُعانيه.. اسألها عن الألم المحيط بها، وأي ذنب جنت فيه.. اسألها عن دمعتها، وعن البسم الذي تُجافيه.. اسألها عن الشعر، هل يجد من يُغنّيه؟.. عن انفتاح الزهر.. وامتياح الحب.. وترجيع الطّير.. عن الربيع بكل ما فيه.. اسألها عن فلاحها الفصيح.. هل بقي كلام في فِيه؟.. وعن صديقه أبي قردان وَمَن سوّد خوافيه.. اسألها عن وجعٍ في كبدها، وقذعِ في عينها.. ومرض في جسدها قد غاب شافيه.. اسأل القرية، وخاطبها، وصادقها، فهي الكرسيّ وعاليه.. هي السيف، والغمد، والسهم مُنطلقًا لقلب عاديه.. هي الألقُ المزهوّ، والطَّلحُ المرجوّ.. بأمر مُعطيه.. أتُراك تسمع صراخها أو تري بعض ما تُبديه.. أنت منها.. ولابد تشعر بالوجع، بكل ما تُخفيه.. يا أبانا.. مُنع منا الأمل، والحلم وهمٌ خاب بانيه.. أين يوسفنا وسنينه السّمان.. والقمح مزهوًّا في أياديه؟ .. يا أبانا.. قريتنا تسائلك، تُحاصرك، تنزّ تحت ميسم الخذلان والتيه.. فهلاّ نبدأ العمل، فقد سئمنا من الشعر.. وقوافيه.. اسألها، لا تملّ سؤالها، وإلاّ فاحذر ما تلاقيه.