في اطار الطفرة غير المسبوقة التي يستمدها الانطلاق بمشروعات الطيران المدني في مصر بكل أفرعه سواء كانت مطارات مجهزة لاستقبال الحركة الجوية بجميع الاحجام أو طائرات حديثة لنقل الركاب بين مصر وكل أنحاء العالم أو أجهزة ارصاد جوية توفر التنبؤات الدقيقة.. جاء الاهتمام بأن تكون الارض المصرية ساحة لعرض التطورات المتلاحقة في وسائل النقل الجوي. إن مصر تبرز في هذا المجال بمكانتها وثقلها وامكاناتها البشرية كماً وكيفاً وبموقعها المتميز في منطقة جغرافية تملك القدرة المادية علي عقد الصفقات لشراء جميع أنواع الطائرات. يضاف إلي ذلك تعاظم مستقبلها كسوق ناشئة ونشطة اقتصاديا بما يبشر بنمو يتماشي مع كل هذه المؤهلات العديدة. كل ذلك استوجب ان تدخل مصر في المجالات الخاصة بهذه الصناعة من خلال احد انشطتها المتعددة والذي يتمثل في تنظيم معرض »افيكس« للطيران الذي كان الفريق احمد شفيق وزير الطيران المدني وراء ظهوره الي الوجود والذي خُصص لعرض احدث طائرات النقل المتوسطة والصغيرة والتي تلقي رواجا في الوقت الحالي. وتوافقا مع النجاحات التي حققتها جميع الانجازات التي تبناها يمكن القول أن هذا المعرض بدأ يلقي نفس النجاح.
وسوف تشهد شرم الشيخ مدينة السلام التي تملأ شهرتها انحاء العالم الدورة الرابعة لهذا الحدث الدولي يوم الاحد القادم والتي ستستمر فعاليتها حتي يوم الاربعاء القادم. يحظي هذا المعرض والذي كانت بدايته عام 5002 ويقام كل سنتين بمشاركة 47 عارضا يمثلون كل صناعات النقل الجوي الي جانب 61 شركة محلية ودولية لرعايته بنسبة نمو 52٪ مقارنة مع اولي دوراته. وتعكس المشاركة في دورة »افيكس« هذا العام تعافي صناعة الطيران المدني من الازمة التي واجهتها علي مدي السنوات الأخيرة. وبالاضافة الي العديد من الاحداث الجديدة التي يتضمنها البرنامج فإنه سيشهد أول عرض لطائرة الايرباص العملاقة 083 التي سوف تهبط في مطار شرم الشيخ لتكون بذلك الاولي من هذا الطراز الذي تستقبله مصر بل كل شمال افريقيا. كما يجري علي هامش هذا التجمع الذي يجسد قمة التقدم في صناعة الطيران احتفال بإقامة أول معرض لتصميم الطائرات الخاصة تحت عنوان »كستم جيت شو« ويتم من خلاله توزيع الجوائز علي الفائزين حيث تتشكل لجنة التحكيم في هذه المسابقة الدولية من خبراء عالميين. لقد رُشحت لهذه الجوائز طائرات ايليت 813 A وتشالنجر 003 وامبراير فينوم 003 وسيسنا سايتيشن 083 سي وبيل 924 وبوينج 737-003 وطائرة بوينج بيزنس جيت. كما ستتاح لزوار المعرض الاستمتاع ايضا باستعراضات ترفيهية علي مستوي عال في مجال الطيران منها عروض جوية لفرق فلاي بولز والصقور الملكية والاردنية الي جانب مسابقات باينت دول وقفز البنجي وسباق لسيارات الكارت. من ناحية اخري سوف يضم المعرض خمسة احداث رئيسية تشمل معرض اكسيو ومعرضا للطائرات المتوسطة الحجم ومعرضا للطائرات النفاثة الخاصة وقمة وحدة الطيران الافريقي اضافة الي اجنحة لكبري الشركات التي تعمل في كل الصناعات المتصلة بالطيران المدني.
ولأول مرة وعلي هامش معرض افيكس تم الاتفاق علي عقد قمة افريقية لوحدة الطيران يوم الثلاثاء القادم والتي ستجمع خبراء الطيران الدولي وقادة الطيران في افريقيا والشرق الاوسط . يشمل هذا المؤتمر برنامجا طموحا تم اعداده بمشاركة وزارة الطيران المدني .. ويستهدف تحقيق رؤية متقدمة مشتركة للطيران المدني في المنطقة وكذلك تحديد استراتيجيات مستقبلية مع بحث افق التوجه الي مجالات تجارية جديدة. وتأتي قضايا تحرير الطيران والشراكات والتحالفات الاقليمية علي رأس جدول اعمال هذا المؤتمر باعتبارها قضايا محورية لمستقبل وفرص نحو صناعة الطيران المدني الافريقي. وتشير المعلومات المتوافرة بأن افريقيا تحتل 03٪ من مساحة اليابسة في العالم ويسكنها 2.41٪ من سكانه بينما لا تتجاوز حصتها من حركة الطيران الجوي العالمية 5.4٪ فقط علي الرغم من عدم وجود وسائل نقل بديلة اضافة الي مشاكل التضاريس القاسية.
من ناحية اخري يقول المهندس ابراهيم مناع رئيس الشركة القابضة للمطارات بأن هناك فرصا لا يمكن انكارها لنمو صناعة الطيران بافريقيا حيث من المتوقع ان يرتفع الناتج المحلي الاجمالي الافريقي بنسبة 5.4٪ عام 1102 مقارنة مع المتوسط العالمي البالغ 7.3٪. ليس خافيا ان القارة السوداء تواجه بعض التحديات في مجال الطيران حيث مازالت 07٪ من حجم رحلات الطيران الافريقي تسيطر عليها شركات طيران غير افريقية. هذا الواقع يتطلب ان تسعي الشركات الافريقية الي دعم الشراكة والتعاون من اجل التوسع في شبكات الطيران الافريقي. هذا التوجه يتطلب المزيد من اتاحة فرص منح شركات الطيران الافريقية حقوق النقل داخل القارة الافريقية.
في الختام يكون من الضروري هنا أن اشيد بخطوة اقامة هذا المؤتمر الافريقي ضمن فعاليات معرض »افيكس« وهو الامر الذي يعكس الاهتمام المصري بكل ما يتعلق بالشأن الافريقي والذي تأتي تسهيلات النقل الجوي ضمن اولوياته باعتباره عنصرا اساسيا في تنمية العلاقات المشتركة.