جانب من تدريبات منتخب الشباب استعدادا للجزائر في التاسعة والنصف مساء اليوم بتوقيت القاهرة باستاد عمر بو سياف بمدينة ديموشنت الجزائرية يبدأ اللقاء »المزعج« بين منتخبي مصر والجزائر في الجولة الثانية للمجموعة الاولي بمنافسات بطولة كأس الامم الافريقية للشباب.. و »الإزعاج« مصدره الرئيسي من المدرجات الثائرة بالغة الحماس القابلة أحياناً للعدوانية من شباب صغير السن مختلف تماماً عن عموم الشعب الجزائري الطيب المحب لمصر والمصريين وعن عموم المسئولين عن الدولة الذين قدموا كل اصناف الرعاية الاستثنائية لبعثة المنتخب المصري.. ثم الازعاج الاقل خطورة الصادر من الملعب خوفاً علي منتخبنا من نتيجة تفسد فرحة الفوز الثمين علي غانا وخوفا من منتخب الجزائر علي نفسه من أن يخرج بنتيجة تقلل من فرصته في بلوغ الدور نصف النهائي. وكانت مباراة مصر وغانا قد أطلقت شرارة الإزعاج والخوف اللذين تحولا إلي الشعور بالخطر وتخيل سيناريوهات خطيرة قد تصل إلي الاعتداء علي المنتخب او جمهورنا.. وأقلها وأهونها أن يمتد تأثير المدرجات علي الحكام بضغط نفسي ربما لا يستطيعون تحمله فتأتي قراراتهم غير عادلة ومرتعشة وساعية إلي إرضاء صاحب الارض.. وكل ذلك لا يتناسب مع حسن الضيافة والكرم الشديد الذي يقدمه الجانب الجزائري والترحاب الذي نصادفه في كل مكان نتجول فيه بالمدينة الجزائرية. الأمن لا يكفي هناك 0051 رجل شرطة في حراسة البطولة وهناك تأمين لكل البعثات دون تشديد استثنائي للبعثة المصرية كما تردد في مصر ودفع القنوات الفضائية للاتصال بنا للتأكد من شائعات سمعوها عن انفراد بعثة منتخبنا بإجراءات مشددة.. وصحيح هناك مجرد تمييز أمني لبعثتنا ربما يأتي من باب الرعاية الأكبر والمجاملة من الاشقاء لاشقائهم دون أية تفسيرات أخري مثل التي أزعجتنا هنا في الجزائر وجعلتنا نكرر نفس السؤال الذي إمتد عمره عقب الثورة المصرية: من هو الطرف الثالث الذي يعبث بأمننا وأماننا؟.. نحن هنا في مدينة دميوشنت تسأل ايضا من هو الطرف الثالث الذي تعمد نشر أكذوبة أن اللاعبين يستحمون بالمياه المعدنية.. من أبلغ ذلك لوسائل الإعلام وسعي لإحداث فتنة بين الاشقاء وترويج فكرة أنهم لا يحسنون ضيافة وفد مصري ولإحياء ذكريات قديمة أليمة . الاجراءات الأمنية وكأن هناك خطراً محتملاً أو قريباً سوف تتعرض له البعثة وهو ما يسير الطرفان المصري والجزائري في طريق إبطاله وإفشاله ايضاً. لكن المشكلة ليست في تشديد الأمن فقط لاحتواء الخطر المزعوم.. فالأمن وحده لا يكفي لإبطال قنبلة موقوتة مزروعة في أماكن بالمدرجات يصعب السيطرة عليها لطبيعتها الغاضبة القابلة للاستثارة حتي في مباريات محلية بين فرق البلد الواحد تجعل الناس في المدرجات مختلفين تماماً عن الناس في الشوارع ويعتبرون المباريات بوابة التنفيس عن المشاعر.. أو ربما ان عشق الجزائريين لكرة القدم جعلهم بالغي الحماس وشديدي الانتماء لفرقهم ولاعبيهم. احتواء الخطر ومنذ انتهاء مباراة مصر وغانا التي شهدت إرهاصات الازعاج والقلق والخطر.. إنطلقت جهود مواجهة ماهو أخطر عندما يلتقي الفريقان وجها لوجه، وكلما مر الوقت زادت الجهود كثافة خاصة مع زيادة التلميحات الإعلامية.. وشملت هذه الجهود نية سحر الهواري رئيسة البعثة الاتصال بمحمد روراوه رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وأحد أهم الشخصيات العامة المؤثرة في الجزائر للاتفاق معا وبمشاركة مسئولين بالاتحاد المصري لاحتواء أية اخطار محتملة مبكراً.. وقد علمنا أن هناك تحركات من المسئولين الجزائريين في هذا الاتجاه والبحث عن سبل مرور اليوم بلا مشاكل أو بالحد الأدني منها سواء بتوعية الجمهور أو بابتكار وسائل محاصرة الجمهور المنفعل دائماً. حتي لو وصل الأمر لامتداد الوجود الأمني إلي قلب المدرجات للتعامل السريع والمباشر مع أي تجاوزات.. ثم الدور المهم لوسائل الإعلام الجزائرية في تهدئة الجمهور وعدم الاضرار بجهود التنظيم وقد قلنا ذلك لمن قابلناهم من الزملاء الإعلاميين والصحفيين الجزائريين الذين اظهروا حبا وودا كبيراً لمصر بعد الثورة. السفير يطمئن وتكررت اتصالات السفير المصري بكل من سحر الهواري وربيع ياسين المدير الفني من باب المتابعة والاطمئنان أولاً.. ثم من باب تداول الرأي بشأن ما يشاع عن القلق والخوف تأثراً بما تم تداوله عبر وسائل الإعلام وما راج من شائعات.. ولا ينسي السفير أبداً الاشادة بالروح الجزائرية الجميلة.. واستبعاد وجود أي مصادر للإزعاج.. أو يشعرون به من كثرة الحديث عن طبيعة اللقاءات الكروية المتكررة بين فرق مصر والجزائر.. وفي نفس الوقت كانت المحبة غالبة ومسيطرة علي زيارات فريق الاسماعيلي للجزائر مرتين في فترة قصيرة بلا أي مشاكل أو إزعاج فلماذا إذن تتغير الصورة في لقاءات المنتخبات. محاصرة الخوف ولأن القلق والخوف مؤثران مباشرة علي نفسية وأداء اللاعبين بما يمثل خطورة كبيرة علي مستوي الإنتاج في الملعب.. فإن ربيع ياسين سار في اتجاهين.. الأول هو الحديث بصدق وأمانة لإحدي محطات التليفزيون في الجزائر مشدداً علي محبة الجمهور الجزائري وتقدير عشقه للكرة وحماسه لفرقه الكروية والتأكيد علي الحب المتبادل ودعوته للروح الرياضية.. وكان أول من وجه رسالة حب وشكر لجمهور الجزائر الذي حضر لقاء مصر وغانا.. أما الاتجاه الثاني فهو الاصعب.. وعندما سألته عن كيفية معالجته لمخاوف اللاعبين من مباراة يحاصرها الضغط النفسي والعصبي.. رد علي الفور: أنا مسئول عن ذلك لأن خبرتي سأنقلها للاعبين.. حيث واجهت وأنا لاعب في المنتخب عام 4891 ماهو أكثر من ذلك أيام الراحل المدير الفني محمود الجوهري وكيف فوجئنا بالجمهور يملأ الملعب خلال التدريب وليس المباراة.. وأيضاً ماحدث عام 0991 وكان حماسا زائداً خلق اجواء شديدة الصعوبة الا أنها مرت بدون مخاطر كبيرة ولعبنا وفصلنا انفسنا عن المدرجات.. وهذا ما سأقوله للاعبين بوجود الفصل تماماً بين الملعب والمدرج. وفي المقابل نتذكر نداء مارك نوبيلو المدير الفني لمنتخب الجزائر عقب تعادله مع بنين وفي المؤتمر الصحفي عندما ناشد الجمهور الا يدخل مرحلة اليأس المبكر وأن يواصل مساندته للمنتخب .