كان هيلموت كول مستشار المانيا الاسبق سياسيا ملءالسمع والبصر في التسعينيات.ساهم في توحيد الالمانيتين وهدم سور برلين وكان أطول من حكم المانيا منذ عهد بسمارك (16 عاما) وواحدا من أبرز مهندسي الوحدة النقدية لاوروبا (اليورو) وله دور بارز في تشكيل الملامح السياسية للحقبة الاخيرة للقرن العشرين . اليوم يعيش كول (82 عاما) مع زوجته التي تصغره ب43 عاما معزولا عن العالم الخارجي.. يتنقل داخل منزله علي كرسي متحرك منذ سقوطه علي رأسه في 1982 واصابته بشلل وعجزه عن الكلام بشكل واضح او التحدث لاكثر من 10 دقائق . ولديَ كول بيتر وولتر من زوجته الراحلة هانيلور يتهمان الزوجة الجديدة ميكي ريتشتر بعزل والدهما ومنعهما من رؤيته وكان آخر لقاء لهما معه في 2001 ومنذ ذلك الوقت لم يسمح لهما بزيارته. شارك بيتر في تأليف كتاب عن امه هانيلورصدر امس بمناسبة مرور 0 8 عاما علي مولدها. وكانت هانيلور قد انتحرت في 2001 بعد معاناة طويلة مع مرض الحساسية للضوء الذي اقعدها داخل منزلها في ظلام تام وكانت تحظي بشعبية كبيرة في المانيا. الكتاب يكشف كيف تسيطر الزوجة الجديدة علي حياته.. فهي التي تكتب له رسائله وتقرر من يسمح له برؤيته ومن يمنع.. حتي انها ابعدت ولديه ومنعتهما من زيارته كما منعت كذلك اقرب مساعديه السابقين من لقائه. ومن اجل الدعاية للكتاب انتشر ولدي كول في وسائل الاعلام وذكرا وهما يغالبان دموعهما كيف فقد الاب السيطرة بالكامل علي حياته بسبب عجزه عن الحركة وكيف تحطمت العلاقة بينهما وبين والدهما ووصفا لوسائل الاعلام كيف شعرا بسعادة عندما ابلغهما الاب انه عثر علي رفيقة جديدة بعد موت امهما وذهبا للتعرف عليها في منزلها واصابهما الذهول مما شاهدا لقد حولت منزلها الي متحف خاص لكول كانت صوره تنتشر في كل زاوية في المنزل وقد اخافهما ذلك. يقول بيتر إن آخر مرة رأي فيها والده كانت في مايو 2011 عندما زاره في المنزل وكان بصحبته ابنته وهي حفيدة كول الوحيدة.. وقد ادخلته الزوجة الي حجرة الجلوس وكان والده جالسا علي كرسي متحرك. وصف بيتر كيف كان كول سعيدا برؤية حفيدته مرة أخري وكيف امسك بيدها الا انه بعد عشر دقائق من اللقاء قال لابنه الافضل ان تذهبا والا سأتعرض لمشاكل مرة أخري. يكشف بيتر في الكتاب نقلا عن صديق مقرب لوالده ان علاقة هيلموت كول بزوجته الجديدة بدأت في التسعينيات عندما كانت تعمل في المستشارية وكانت زوجته مازالت علي قيد الحياة. وكان كول قد أعلن لوسائل الاعلام عن علاقته بميكي في عام 2005 وتزوجا في 2008 . صحيفة ديرشبيجل ووسائل الاعلام الالمانية تصف زوجة كول الثانية بليدي ماكبث ويتهمونها بعزل كول عن العالم وكأنهاتريد ان تمتلكه وحدها بالكامل ولا تريد ان تسمح لاحد ان يقترب منه وكيف تهيمن عليه وكأنها شيدت جدارا سميكا حوله لا يمكن لاحد ان يخترقه وكيف نجحت في اقصاء واستبعاد اصدقائه المقربين واحدا وراء الآخر والذي تعود علاقته بهم لعقود طويلة، حتي ولديه منعا من زيارته، فهي وحدها تحدد من يتحدث معه وأي رسائل يقرأ وكيف امرت سائقه الخاص، وهو في نفس الوقت رئيس الخدم ومن يكوي ملابس كول ويشذب الحشائش في الحديقة وكان يشاركه الساونا ،ان يسلم مفتاح السيارة وهو ما فعله علي الفور وكانت النهاية فهو لم ير كول منذ ذلك اليوم. كما منعت هيريبيرت شوان مؤلف مذكرات كول من زيارته أو مقابلته وكان من اقرب اصدقائه والذي يثق به كول ثقة مطلقة وقد امضي 8 سنوات يعمل بجانبه ويملك 630 ساعة حوارات أجراها مع كول وملفات سرية وقد سمح له كول بالاطلاع علي وثائقه الخاصة التي اعدتها ستاسي عنه (مخابرات المانياالشرقية) يملك شوان مادة لم تنشر من قبل عن كول.. ويقول شوان ان ما نشره في مذكرات كول كان 10٪ فقط مما جمع من معلومات وهي ثروة فريدة ستخرج للنور فهو يستعد لنشر سيرة ذاتية جديدة عن كول في ذكري مرور 90 عاما علي مولده وكلها معلومات جديدة لم تنشر من قبل ..ويقول انه اضطر لقطع علاقته بكول في 2009 .. واتهم الزوجة بأنها كانت وراء هذه القطيعة. وقد أعرب المؤرخون والسياسيون عن قلقهم لسيطرة زوجة كول علي ارشيفه بالكامل ورسائله الخاصة ومراسلاته مع رؤساء الدول وزعماء العالم كل هذه الثروة في حوزتها وهم يخشون عليهافهي لا تدرك قيمتها او مكان كل ملف او وثيقة مما سيسبب اضرارا بالغة لميراث كول الثقافي والتاريخي. لم تفعل زوجة كول الجديدة الكثير لكسب الرأي العام وقد نجحت في إثارة اشمئزاز الالمان بعد ارتدائها ملابس الزوجة الاولي وبعض قطع من مجوهراتها التي تعود الي خمسة اجيال من اسرة الزوجة الاولي لكول. حتي الان لم تدافع الزوجة الثانية لكول عن نفسها وقد رفضت التحدث مع الصحافة وفضلت التزام الصمت ولكن الي متي ؟ اكثر ما يحزن ولدي كول انهما فشلا في تحقيق وصية امهما بالمصالحة مع والدهما ويرجعان ذلك لسيطرة زوجته عليه نتيجة عجزه الصحي .