المواطنون أمام منافذ التوزيع في انتظار الحصول علي الخبز سادت حالة من الخوف والترقب في الشارع المصري مع تطور الصراع القائم بين وزير التموين وأصحاب المخابز خاصة بعد ان وصل الامر إلي درجة تهديد الآخرين بالإضراب ووقف الإنتاج للضغط علي الحكومة لكي تستجيب لمطالبهم وسط كل هذا الجدل يري البعض انها أزمة مفتعلة السولار ومنهم من يري انها أزمة بالرقابة . بينما يؤكد آخرون انها نتيجة طبيعية للازمة "الأخبار قامت بجولة ميدانية علي بعض مخابز القاهرة والجيزة" للوقوف علي أبعاد تلك المشكلة ورصدت معاناة المواطنين وتحدثت مع أصحاب المخابز أملا في الحصول علي حلول تخمد نار هذه الأزمة المواطنون عبروا عن استيائهم الشديد لما يحدث أمام أفران العيش التي تدعمها الحكومة رافعين شعار "إلا لقمة العيش" فتقول شادية متولي "ربة منزل" أنها تقف يوميا لأكثر من 3ساعات حتي تتمكن من الحصول علي 10 أرغفة فقط مشيرة إلي أنها تأتي من الصباح الباكر لتقف في طابور يمتد إلي عشرات الأمتار للحصول علي العيش الذي نأخذه "بطلوع الروح" . وتؤكد صباح شكري "موظفة " والتي بدأت حديثها بنبرة صوت حزينة بأنها تستأذن كل يوم من عملها الحكومي حتي تحصل علي "رغيف العيش" الذي يكفي راتبها البسيط "بالعافية" مطالبة الحكومة بتوصيل الدعم لمستحقيه والعمل علي تسهيل مهمة الحصول علي الخبز الذي أصبح كابوسا كل يوم فأضطر إلي تخزين العيش حتي لا أعيش معاناة كل يوم. أما "ناظلة سيد"فعبرت عن استيائها الشديد من جودة رغيف الخبز الذي تصفه "بالعجينة" علي حد قولها مما يضطرها للذهاب إلي شراء الخبز غير المدعوم او"السياحي" والذي يفوق سعره ثمن رغيف الخبز المدعم من الحكومة مطالبة الحكومة بوضع حلول حقيقية وعاجلة للحد من هذه المعاناة التي نعيشها كل يوم. تشديد الرقابة ويشدد أحمد إبراهيم " عامل باليومية" انه بطبيعة عمله لايستطيع الحصول علي مايكفيه يوميا فيضطر إلي أكل "العيش حاف" حتي تتحسن الأوضاع مشيرا إلي أنه يعمل يوم و10 أيام يجلس في منزله ويطالب إبراهيم وزير التموين بتشديد الرقابة علي المخابز حتي لا يتم بيع الدقيق المدعم في السوق السوداء,معتبرا الإضراب وسيلة للضغط علي الحكومة التي عليها تشديد الرقابة بضوابط وأفكار جديدة . من جانبه يشير عبد الفتاح سليمان "وكيل فرن الأمانة بشبرا " بأن المشكلة تتلخص في نظام العقد الجديد الذي يجب أن يطبق تطبيقا صحيحا وأضاف إلي أن تأخر حوافز الإنتاج وإرتفاع أسعار السولار يكبدنا المزيد من الخسائر مشيرا إلي أن المواطن البسيط هو الذي يدفع الثمن وأضاف سليمان أن "الإضراب مش في دماغنا" ولكننا نحتاج إلي مقابلة الوزير باسم عودة وزير التموين شخصيا لحل المشكلة. أما مصطفي شكري "صاحب مخبز حكومي" فيؤكد ان الإضراب "فشنك" مؤكدا انه تعرض للضرب بالسيوف والسكاكين أثناء الثورة ولم يفكر في إغلاق مخبزه ليوم واحد ولم يقم بعمل إضراب وأضاف أن حوافز الإنتاج موقوفة منذ أكثر من 12 شهرا بالإضافة إلي المكسب الضئيل الذي نحصل عليه مقابل بيع "رغيف العيش" فإرتفاع أسعار الكهرباء والغاز والسولار وارتفاع أجرة العمالة والأدوات مثل السيور والبلي . ويقول أشرف حنفي "صاحب مخبز حكومي" بجزيرة بدران أن المشكلة تكمن في العقد الجديد المنوط بيننا وبين وزارة التموين فالعقوبات الجديدة مثل سحب الحصة وفرض المفتش لمحاضر المصنفات تقف عائقا أمام أصحاب المخابز , وأضاف بأن عمال المخابز يطالبون بالزيادة في الأجور فأعمال التكلفة زادت والوزارة "نايمة في العسل" وأكد حنفي أن المتعهد الذي ينقل الدقيق من المطاحن يأخذ 400 جنية في "الشيلة "الواحدة بسبب إرتفاع أسعار السولار وقطع غيار الفرن الإلكتروني وكل هذا ينكب علي صاحب المخبز ,وأشار إلي أنه رفض عمل إضراب وغلق مخبزة تفاديا لمحاضر مفتش التموين الذي يحرر محاضر تصل قيمتها إلي أكثر من 9 آلاف جنيه مشيرا إلي أنه أعتمد علي عمله الخاص وهو "فرن سياحي" بسعر 25 قرشا للرغيف , وطالب حنفي الوزارة بدفع الحوافز الإنتاجية والمكافأت المتوقفه من شهر 11 لسنة 2011 وحتي الان فالحل هو عودة الرغيف "أبو 10 قروش" حتي أدفع إلتزاماتي وأجد المكسب ونأمل في تحسن الأوضاع. وعبر وليد الطرابيشي صاحب" فرن سياحي" بشبرا بأن طلب العيش السياحي يزيد علينا في هذه الأيام بسبب دعاوي الإضراب الوهمية مشيرا إلي أن بعض أفران العيش المدعم تبيع الدقيق المدعم في السوق السوداء للحصول علي المكسب مع استمرار إشاعة الإضرابات.