حذر محققون تابعون للامم المتحدة أمس من أن آثار النزاع السوري يمكن ان تمتد لأجيال وتقضي علي الهيكل الاجتماعي المعقد في الدولة وتقوض الامن في منطقة الشرق الاوسط كلها. وقال المحققون الذين يعملون في إطار لجنة مستقلة مكلفة من قبل الاممالمتحدة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، إنهم حددوا سوريين "في مواقع قيادية" قد يكونون مسؤولين عن جرائم حرب، واتهموا كلا من قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة بارتكاب جرائم حرب تتضمن قتلا وتعذيبا لبث الرعب بين المدنيين و انتهاك القوانين الدولية لحقوق الطفل عبر استخدامهم كجنود مشاة. لكنهم أوضحوا أن "الانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبتها المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة لم تبلغ حدة ومستوي تلك التي ترتكبها القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها". وأشاروا أمس في تقرير اعتمد علي 445 مقابلة مع ضحايا وشهود بالخارج إلي أن قوات الحكومة السورية ترتكب عمليات قتل جماعي وتقصف مدنا وتستهدف مخابز وجنازات بغرض "بث الرعب"، في حين أن قناصة مقاتلي المعارضة يوقعون خسائر كبيرة بين المدنيين ويحتجزون الرهائن فيما يعتبر جرائم حرب. وأشاروا إلي أن الوضع تفاقم الي دوامة عنف. ولجنة التحقيق التي انشأها مجلس حقوق الانسان لدي الاممالمتحدة في 2011 تضم عدة اعضاء بينهم المدعية العامة السابقة لمحكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوجوسلافيا السابقة كارلا ديل بونتي. في تطور آخر، أعلن مصدر مسؤول في الاتحاد الأوروبي أمس أن الاتحاد لن يرفع الحظر المفروض علي توريد الأسلحة إلي سوريا وذلك حسبما نقلت هيئة الاذاعة البريطانية. ومع وصول وزراء خارجية الاتحاد أمس لحضور اجتماع في بروكسل لبحث مسألة العقوبات المفروضة علي سوريا والحظر علي الاسلحة، بقي الخلاف الداخلي قائما رغم اسابيع من المحادثات، علما بأن تلك العقوبات التي تمنع أيضا ارسال أسلحة إلي المعارضة السورية تنتهي في نهاية الشهر الجاري وأي اتفاق لتجديد حزمة العقوبات هذه يتطلب اجماعا بين الدول الاعضاء. في هذه الاثناء، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية عزمها ارسال طائراتين من طراز ( إيل 76 وإيل 62) علي متنها شحنات من المساعدات إلي مدينة اللاذقية السورية اليوم علي أن تقل لدي عودتها إلي موسكو عددا من الرعايا الروس. علي صعيد مختلف، نفي مصدر سوري مسؤول في تصريحات نقلها موقع داماس بوست السوري الالكتروني صحة الأنباء التي ترددت عن وفاة والدة الرئيس السوري بشار الأسد. في سياق اخر، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بيني جانتس إن احتمالات تعرض إسرائيل لهجوم كيميائي من جانب سوريا ضئيلة جدا.