عندما تكون الصحافة مسئولة وتمارس دورها في ان تكون عيون وآذان ولسان الشعب.. تنقل معاناته والانتهاكات ضده بشكل أمين وصادق.. بلا مبالغة أو انحياز أو عنصرية ، تكون قد لعبت دورها الحقيقي والتنويري كسلطة رابعة. صحيفة نيويورك تايمز الامريكية وهي من اعظم الصحف العالمية تقوم غالبا بهذا الدور فتدافع عن المهمشين في المجتمع وتفضح جرائم و انتهاكات أجهزة الدولة ضدهم. في مقالها الافتتاحي يوم الاحد الماضي حثت الصحيفة القضاء الامريكي علي التدخل لوقف تجسس شرطة مدينة نيويورك علي المسلمين الذين لم ينتهكوا القانون حتي انها دعت القضاء الي تعيين مراقب مستقل لمراجعة تحقيقات شرطة مدينة نيويورك. وكانت المحكمة الفيدرالية قد وضعت قبل 30 عاما قيودا علي جهاز مراقبة شرطة مدينة نيويورك لحماية المواطنين الذين لا ينتهكون القانون والذين يقومون بنشاطات تتعلق بالحقوق المدنية. ظلت الشرطة تلتزم بتوجيهات القضاء بعدم التجسس علي المواطنين الذين لا ينتهكون القانون الا انه وبعد احداث 11 سبتمبر 2001 جري تعديل لهذه التوجيهات لتصبح اكثر مرونة وتسمح للشرطة بحركة أوسع في اطار البحث عن التهديدات الارهابية. وتكشف صحيفة نيويورك تايمز ان التعديل سمح لافراد شرطة مدينة نيويورك بحضور المناسبات السياسية والدينية للافراد أو الجماعات الدينية الا انه حظر عليهم الاحتفاظ بأية معلومات جمعتها الشرطة لا يكون لها صلة بأعمال ارهابية محتملة أو أي نشاط غير قانوني. وكان الهدف من التوجيهات التي اصدرها القضاء قبل 30 عاما منع جهاز شرطة نيويورك من استهداف مجموعة سياسية او دينية بالكامل مثلما جري مع جماعة الفهود السوداء وعدم السماح للشرطة بالتدخل في الشئون الخاصة للمواطنين الابرياء. كشفت نيويورك تايمز ان جهاز شرطة مدينة نيويورك اعتاد التجسس ومراقبة والتسلل الي جماعات المسلمين حتي لو كانوا لا ينتهكون القانون. وقد رفع محامون امريكيون قضية في المحكمة الفيدرالية هذا الاسبوع ضد جهاز شرطة بوليس نيويورك لانه تجاهل توجيهات القضاء في اطار حربه ضد الارهاب (وكم من الجرائم ارتكبت باسم مكافحة الارهاب في امريكا والعالم) واستهدف جماعات لانتمائها الديني وليس لانهم يشكلون خطرا علي البلاد. وكشف المحامون انهم وجدوا عشرات الحالات التي تم فيها الاحتفاظ بتسجيلات لاحاديث دارت في اماكن عامة محفوظة في سجلات البوليس ولا تحمل اي مواد بها شبهة الانتماء لجماعات ارهابية اومخالفة للقانون مما يعد انتهاكا لتوجيهات القضاء ولحقوق المواطنين ومنها علي سبيل المثال حديث بين اثنين من البنغال الامريكيين كانا يتحدثان بشكل ايجابي عن الحكومة الامريكية وعن خطاب الاتحاد .كما كشف احد جواسيس جهاز شرطة مدينة نيويورك وهو من كوينز انه تلقي مبالغ من المال من اجل التجسس علي المسلمين العام الماضي وانه تجسس علي محاضرة ألقيت في رابطة الطلبة المسلمين في احدي الجامعات رغم ان البوليس لا يشك ان الجماعة تنتهك القانون فإن جهاز شرطة مدينة نيويورك يعتبر المسلم المتدين مشروعا ارهابيا.. واعترف جاسوس آخر انه التقط صور الاعضاء من الجماعات الاسلامية وسجل ارقام سياراتهم وصور المصلين في المساجد الذين يحضرون الدروس الدينية وسجل أرقام تليفوناتهم كما استخدم توجيهات البوليس لمحاولة الايقاع بالاشخاص الذين يراقبهم.. فهو يستخدم لغة تعبر عن تدين شديد ورغبة في الجهاد والارهاب ويسجل ردود افعال من تحدث معهم ويسلمها للشرطة. ورغم جيش الجواسيس والعملاء السريين والمتسللين داخل الجماعات الاسلامية لم يتم كشف اي من المتطرفين الذين يبحثون عنهم. واتهم المحامون جهاز شرطة مدينة نيويورك بتجاهل توجيهات القضاء الصادرة لهم بعدم الاحتفاظ بسجلات لا علاقة لها بالارهاب او انتهاك القانون وباستهدافهم مجموعات اسلامية علي اساس انتمائهم الديني وليس لانهم يمثلون تهديدا للامن. بارك الله في المحامين الشرفاء وفي صحيفة نيويورك تايمز العريقة. ليس جهاز شرطة مدينة نيويورك الوحيد الذي يتجسس علي مسلمي امريكا فعملاء السي اي ايه تجسسوا عليهم في حوالي 250 مسجدا وفي المطاعم والمكتبات ماذا يقرأون وماذا يستعيرون؟ كما تجسسوا علي بريدهم الالكتروني ويجري مراقبة اشخاص منهم غير متهمين او مشتبه فيهم فيما يعد انتهاكا فاضحا.. كما يتم جمع معلومات عن حياتهم اليومية فالحض علي الكراهية والعداء للاسلام والمسلمين في امريكا اكده مركز التقدم الامريكي في تقرير له من 138 صفحة وكشف فيه وجود شبكة لنشر الكراهية والعداء ضد مسلمي امريكا مكونة من 7 مؤسسات معادية للاسلام وتم استخدام شخصيات سياسية شهيرة لنشر الشائعات ضد المسلمين واثارة الخوف من الاسلام وقد فصلنا هذه الجرائم في مقالات سابقة نشرت في هموم سياسية وكشف المستور في الاعوام السابقة.