هناك نوع من الحروب يطلق عليه الخبراء »الجيل الرابع« تعتمد كليا علي هز وضرب الاستقرار في البلد »الهدف« واجهاده ماديا واجتماعيا وسياسيا وعلميا والطرق علي كل ما يفرق ويكرس للفوضي والنعرات القبلية والطائفية، وذلك بعد أن يتم تغييب الشعب وعيا وفكرا حتي تكون هناك بيئة صالحة وأرض خصبة لكل ما يراد فعله وعمله وذلك عن طريق مواطني البلد أنفسهم وبأيديهم. بالتأكيد لا يعرف كثير من المصريين والعرب شيئا عن هذه الحرب من الجيل الرابع والتي تعتبر البديل الأحدث والأقل تكلفة للحروب التقليدية التي عايشناها وقرأنا عنها في التاريخ والتي تعتمد علي الاسلحة والاغارة والتدمير بعد أن أصبحت الحرب النمطية مكلفة ماديا ومعنويا. فتوليفة هذه الحرب لا تكلف شيئا مقارنة بالحرب الكلاسيكية فثمن طائرة واحدة كفيل بأن يسيل له لعاب أناس بعينهم للقيام بالمهمة علي أكمل وجه بعد أن يتم انتقاؤهم بعناية ودراسة في كل الجوانب والمفاصل الفاعلة في الدولة »الهدف«. وإذا كانت الحرب هدفها إرغام الطرف الآخر علي القبول بإرادتك وتحقيق مصالحه فإن حرب الجيل الرابع كما يقول الخبير »تجعل عدوك يستيقظ ميتا«. وما يعيشه الوطن اليوم هو تجسيد واقعي لمعني وآليات هذه الحرب الخفية الشرسة التي تدمر الأمة علي يد أبنائها في مشهد مأساوي حزين ينساق إليه المصريون وكأنهم مغيبون معصوبو العيون يساقون للموت وهم ينظرون. فهل نفيق أم سنظل في غيبتنا ننتظر أن نستيقظ ميتين؟