كم كنت اتمني الا ينطق بها الرئيس وأن تظل يده ممتدة بالحوار نعم الحوار ولا شيء غيره وان يدعوهم علي الملأ بأسمائهم للمشاركة في إنقاذ مصر من براثن التخريب والدمار وانا اعلم جيدا انهم لا يريدون المشاركة في الحوار ولا في حكومة.. هم يريدون الكل لا الجزء. لكن نطقها وما ان أعلنها حتي ذهب المراوغون والمتاجرون علي الفضائيات ها هي الايام تعود بنا الي الوراء من حظر تجوال واعلان حالة طوارئ رغم أن انفسهم كانت تحدثهم بها ، لكن المتابع للاحداث من بداية انطلاقها يوم الخميس يعلم جيدا انها ابدا لم تكن احتفالية بثورة بل هي مؤامرة معدة مسبقا.. وهنا لابد للانسان ان يعمل عقله فهو رأي بنفسه لأول مرة ظهور ميليشيات تنشح بالسواد تحاول مرارا وتكرارا هدم السور الخرساني للاعتداء علي الداخلية وانهاكها حتي تنشغل بأمر نفسها عن تأمين باقي ارجاء مصر.. وتأتي مليونية الجمعة ولم تكن مثل سابقتها من المليونيات بل كل ما فيها لا يبشر بالخير طوفان وانطلق للتخريب بالاعتداء علي المصالح الحكومية بدأت بالمحلة وتوالت في باقي المحافظات. كل هذا والقوي المسمي بالثورية ومعها فضائياتها ذهبت الي ان بركان الغضب الشعبي انفجر وما عاد لأحد ان يسيطر عليه قد اتفق معكم اننا جميعا غاضبون من الاحوال التي لم تتغير ولم نري بارقة امل في ظل حكومة تتحرك ببطء في كل شيء مترددة في اتخاذ القرارات واحيانا تتخذها وما ان يأتي عليها الصباح حتي تتراجع عنها.. لكن هل نقف جميعا ومصر تحرق علي يد مجموعات وميليشيات مسلحة من البلطجية.. لا احد يقول لي انهم ثوار فالثائر يعرف قيمة ممتلكاته فلا تعبث يده بها وما ان جاء يوم السبت استغلت مجموعة المخربين احزان شعب بورسعيد وافراح أهالي الضحايا بالحكم وبدأوا تكثيف الحرائق. فأنا اعلم ومعي الجميع ان بورسعيد غاضبة تلهيها همومها واحزانها فالمخطط لكل هذه الاحداث ليس من اهلها بل حفنة من البلطجية مجهزة باسلحة ثقيلة علي استعداد لخراب بورسعيد وتنطلق الشرارة الي السويس لينهبوا كل ما فيها ثم إلي الإسماعيلية التي نالها حظ اخواتها فكان لزاما ان تحمي مدن البواسل من ايدي المخربين وبالفعل استجاب جيش مصر الوطني لأهلها لكن كل هذا لم يردع بلطجيا.. واصبحت مدن الابطال معرضة للفناء فجاء قرار حظر التجوال والطوارئ في هذه المدن متأخرا لكنه جاء لحماية هذا التراب الوطني الغالي من ارض مصر يا اهالينا البواسل لا تنساقوا وراء احد . وكنت اتمني الا ينطق الرئيس بها لكن احيانا الضروريات تبيح المحظورات.