أعلن الرئيس محمد مرسي حالة الطوارئ في محافظات بورسعيد والسويس والإسماعيلية لمدة 30 يوما. مقدما في الوقت ذاته التعازي لأسر القتلي وأسفه لوقوع قتلي ومصابين وانحراف الثورة عن سلميتها. مؤكدا أن حماية الوطن مسئولية الجميع وسنواجه كل من يعبث بأمن مصر بكل حسم وبدولة القانون. قال الرئيس في كلمته الليلة الماضية للأمة حول الأحداث الجارية بالبلاد: "أبناء الشعب المصري العظيم عاشت مصر في الأيام الماضية أوقاتا حرجة سالت فيها دماء مصرية غالية وتعرضت فيها منشآت عامة وخاصة لاعتداءات آثمة تسترت وراء التظاهرات النبيلة التي خرج فيها بعض أبناء مصر. معبرين عن رأيهم بسلمية في الذكري الثانية لثورة 25 يناير المجيدة". أضاف: "لكن للأسف وجدنا انحرافا عن سلمية الثورة وسقوطا لشهداء وجرحي بأياد آثمة تسيء للوطن وتعتدي علي أمن المواطنين فعزائي لكل المصريين لمصابنا الحزين في الأرواح التي أزهقت من أبناء الشعب المصري من المدنيين والشرطة. وأدعو الله للمصابين بالمعافاة والشفاء. وأخص بالتعزية أهالي بورسعيد الباسلة والسويس الصامدة. هؤلاء الذين قادوا كفاح المصريين في أيام صعبة وسنين صعبة تكثرت علي صخرة صمودهم كثير من اعتداءات غاشمة والذين علموا الدنيا والكثير من الأجيال دروبا من الوطنية والتضحية والفداء". أكد الرئيس مرسي ان أحكام القضاء واجبة الاحترام منا جميعا فهي ليست موجهة ضد فئة بعينها وليست منحازة لأي فئة أخري.. والتفرقة يجب أن تكون واضحة بين التعبير السلمي عن الرأي وبين العنف والاعتداء الآثم علي حياة وممتلكات هذا الشعب المصري العظيم". شدد علي أن حماية حقوق هذا الشعب واجب أصيل من واجباتي وأن حق المواطن في الحرية لا ينفصل عن حقه في الأمن والأمان. فحقوق الإنسان منظومة شاملة توازن بين الأمن والحرية. قال الرئيس "إن ما شهدناه في الأيام الماضية من أعمال عنف واعتداء علي المنشآت العامة والخاصة وترويع المواطنين وقطع الطرق وإيقاف المواصلات العامة واستخدام السلاح ممارسات غريبة علي الشعب المصري وعلي ثورته وهذه التصرفات لا تمت بالثورة المصرية السلمية العظيمة بأي صلة. ولا يمكن تصنيفها إلا بخروج علي القانون وخروج علي الثورة فقط. بل هي الثورة المضادة بوجهها القبيح".. موضحاً أن الشعب المصري يرفض تلك الأفعال كما يرفضها من يدافعون عنها أو يسكتون عن إدانتها مشددا علي أن المصريين الثائرين الشرفاء يدينون ويرفضون هذه التصرفات وأن حماية الوطن مسئولية الجميع وسنواجه أي تهديد لأمنه وممتلكاته بقوة وحزم بدولة القانون. قال: "في هذا السياق أتوجه لرجال الشرطة بالشكر علي الجهود الكبيرة التي بذلوها للدفاع عن المواطنين ومؤسسات الدولة ومازالوا يفعلون. كما أحيي رجال القوات المسلحة علي التنفيذ الفوري لما أصدرته من تكليفات إليهم من شأنها المساهمة الفعالة في حفظ أمن الوطن وتأمين المنشآت". أوضح الرئيس انه يتابع الإجراءات القانونية التي تجري لتقديم المجرمين للعدالة في أقرب وقت ممكن "ساعة بساعة" مشيرا إلي أنه أصدر تعليمات إلي رجال الداخلية وبكل وضوح بالتعامل بمنتهي الحزم والقوة مع من يعتدي علي أمن المواطنين وأرواحهم وترويعهم وأيضاً منشآت الدولة والممتلكات العامة والخاصة. قال: "لا مجال للتردد في ذلك ليعلم الجميع أن مؤسسات الدولة في مصر بكل ألوان أطيافها قادرة علي حماية هذا الوطن وأبنائه وجميع مؤسساته". جدد تأكيده الحرص علي عدم اتخاذ أية إجراءات استثنائية إلا في حالة اضطراره لحقن الدماء وحفاظا للأمن ضد مثيري الشغب والخارجين عن القانون وحماية للمواطنين. قرر رئيس الجمهورية بعد الاطلاع علي الدستور إعلان حالة الطوارئ في نطاق محافظات بورسعيد والسويس والإسماعيلية لمدة 30 يوما اعتبارا من بعد منتصف الليلة الماضية. وحظر التجوال في نطاق محافظات بورسعيد والسويس والإسماعيلية طوال مدة إعلان حالة الطوارئ من الساعة التاسعة مساء وحتي السادسة من صباح اليوم التالي. قال الرئيس مرسي: "أكرر انني إذا رأيت الوطن وأبناءه أو مؤسساته أو الممتلكات العامة والخاصة يتعرض لخطر سأضطر لفعل أكثر من ذلك "الإجراءات الاستثنائية" من أجل مصلحة مصر وهذا واجبي ولن أتردد فيه لحظة". وأوضح ان الحوار بين أبناء الشعب المصري لا بديل عنه كما فعل قبل ذلك وقال "دعوت إلي الحوار واستمر كثيرا هذا الحوار لا بديل عنه وهو السبيل الوحيد للعبور لمصر إلي الاستقرار والأمان". تابع: "لذلك قررت دعوة قادة ورموز القوي السياسية للحوار حول الموقف الراهن وتحديد محاور وآليات الحوار وسيصدر بيان رئاسي تفصيلي بهذا الشأن الليلة إن شاء الله ولا رجعة عن الحرية والديمقراطية وحقوق المواطنة وإعمال القانون والعدالة الاجتماعية التي أسست لها ثورة 25 يناير وكلي ثقة أن المستقبل سيحمل لمصر والمصريين كل تقدم وازدهار يستحقه هذا الوطن وأهله الخير الكثير وإن شاء الله نحن جميعا ماضون في ذلك وإلي ذلك.. حفظ الله مصر.. وجعلها أمنا وأمانا لأهلها وللعالم أجمع".