كما حرم الله علي البشر الاعتداء علي أي انسان وأصبح الانسان حراما.. فإن الوطن ايضا حرام.. وحرمة الوطن من حرمة الانسان.. فقد حرم الله الاعتداء علي المال والعرض والوطن.. بل جعل الانسان يدافع عن وطنه من أي اعتداء.. فكيف إذن نعتدي علي الوطن.. نعتدي علي المواطن شريكنا في الوطن بدعوي الثورة؟! الثورة لها مبادئ ندافع عنها »العيش.. الحرية.. العدالة الاجتماعية« وأمامنا الكثير من الوسائل للدفاع عن مبادئنا ليس منها الاعتداء علي الأرض والعرض والانسان.. هل تنبأ بها الرئيس المخلوع حسني مبارك حينما قال في آخر كلماته »إما أنا او الفوضي«.. طبعا لم يكن هو.. وبقيت الفوضي.. كما تنبأ الرئيس الذي بقي في سدة الحكم لاكثر من 3 عقود.. هكذا ينفذ البعض من ابناء مصر بالتعاون مع اعدائها في الخارج ما تنبأ به حسني مبارك »الفوضي«.. هذا مايريده عدد من الذين لم يصبهم الحظ ويفوزوا بالرئاسة.. لم يعجبهم أن يقدموا للشعب المصري الاصيل معارضة ديمقراطية حقيقية .. للأسف هم لايعيشون الا علي جثامين الآخرين.. لايناضلون من أجل الشعب الا بإحداث الفوضي.. هم يكرهون الاخوان.. هم يخافون من الاخوان.. لذلك يسعون لاسقاط رمز الاخوان الآن.. الرئيس المنتخب محمد مرسي.. الرئيس الشرعي الوحيد الذي جاء بارادة الشعب منذ آلاف السنين.. الشعب اختاره قائدا لمصر خلال الفترة الدستورية 4 سنوات.. وبعدها تجري الانتخابات، يفوز فيها من يختاره الشعب.. هم يرون أن الانتخابات تم تزويرها دون أن يتمكنوا من اثبات التزوير.. يقولون إن الشعب يرتشي من مرشحي الاخوان بالزيت والشاي والسكر.. وهذا طعن في الاغلبية الصامتة.. وطعن في شرف الشعب الكادح. لهذا يحبون الفوضي علي الاستقرار.. يفضلون إثارة الرعب في نفوس الآمنين.. يسعون للطعن في الشرطة والجيش.. يعملون علي تسويد الحياة أمامنا.. يسيطرون علي الاعلام والفضائيات ويبثون سمومهم في نفوس المستمعين والمشاهدين.. ولهذا نجد الفوضي.. ونجد الخوف والرعب في نفوس البشر.. وغابت الابتسامة عن الوجه المصري الصبوح! علي الجانب الآخر استأثر الاخوان بالحكم وسيطروا علي مفاصل الدولة.. واستبعدوا من اجندتهم المعارضة المصرية.. لم ينجحوا في استيعابها.. تركوها تنمو في الشارع والفضائيات بحيث أصبحت كالثور الهائج.. بينما الاخوان يسعون كالأخطبوط للسيطرة علي مختلف انحاء البلاد.. وبدأوا بتصرفاتهم يخسرون الشارع ويخسرون ثقة الكثير من أهل مصر.. والسبب أنهم لم يوفوا بالوعد والعهد حتي الآن.. نحن ومنذ انتخاب الرئيس مرسي في ضنك شديد.. ومحنة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية.. لم يحدث أي تغيير أو تطور في حياتنا التي ثرنا من أجلها أيام مبارك.. والاخوان في شغل بتوزيع السلطة.. والمعارضة لن تعطيها الفرصة حتي تتفرغ للحكم والتخطيط للمستقبل ومواجهة الفقر والبطالة. ومع هذا الصراع الجديد ومظاهر وإرهاصات بداياته ان يتواصل الاضراب والاعتصام والمظاهرات غير السلمية والتخريب والتدمير والاعتداء علي المواطنين بقتل 7 مواطنين بالسويس.. والاعتداء علي الشرطة واقسامها بل وقتل رجالها بالعمد والاصرار كما حدث امس في بورسعيد بعد الحكم في قضية مجزرة »ستاد المصري« بإحالة 12 متهما الي فضيلة المفتي بما يعني الحكم بالاعدام.. وثارت الفوضي في بورسعيد بينما بينما عمت الفرحة في انحاء الجمهورية خاصة امام النادي الاهلي. هكذا هان علي المصري دم المصري.. حينما قتل 37 مشجعا اهلاويا في بورسعيد كان لابد أن يكون هناك القصاص.. الذي لايكون في دولة مثل مصر الا بالقانون.. وقد حكم القضاء بذلك.. وهو حكم يمكن الطعن عليه امام محكمة النقض.. لكن مايحدث هنا او هناك يعد اهانة للدم المصري الحرام.. وضربة قاصمة لاستقرار الوطن.. وروح عدائية بين ابناء الوطن يستغلها للأسف الشديد بعض رموز المعارضة لاثارة الفتنة.. لقد اهتز عرش القضاء عندما دخل القضاة عالم السياسة... وتحدثوا فيما لا يخصهم او يعنيهم.. وليس من شئونهم. وأصبحوا فرقا وأحزابا.. ودخلوا عالم الاعتصامات والمظاهرات والاضراب عن العمل في سابقة لم تحدث في التاريخ القضائي العالمي.. ولكن الحكم القضائي الذي أصدرته محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحي عبدالمجيد.. يعيد إلي القضاء مهمته.. وهيبته التي افتقدها.. أرجو ان يعود القضاة الي رشدهم لأنهم الملاذ الاخير للشعب.. ولأنهم الحصن الحصين للمواطن ضد السلطة. إننا مقبلون علي مرحلة فاصلة.. لا أتوقع ان تنجح المعارضة في اسقاط نظام الحكم بالفوضي والمظاهرات وضغط الشارع.. لن يكون ذلك الا من خلال الصندوق.. وعلي المعارضة ان تثبت للمواطن ان لديها برامج وخططا قابلة للتنفيذ تنقذ البلد من الفقر والجهل والمرض والبطالة.. وترفع من شأن اقتصاده. وهذا لن يحدث بالفوضي والمظاهرات واطلاق بلطجية من نوع جديد تطلق علي نفسها »بلاك بلوك« BLACK BLOCK يعني الكتلة السوداء وأفرادها يرتدون »ماسكات« سوداء اضافة الي البناطيل والتي شيرتات السوداء.. تقوم بالقاء المولوتوف والخرطوش وتخريب المرافق العامة.. نصيحتي المخلصة للشارع ان يتصدي بقوة وبلا هوادة لمثل هؤلاء البلطجية. نصيحتي المخلصة للمعارضة أن تضع جل همها في البحث والدراسة عن برامج لإنقاذ الاقتصاد المصري.. وانتشال الشعب من براثن الجهل والفقر والمرض والبطالة.. بهذا يكسب المعارضون الشارع ويفوزون في اي انتخابات قادمة! لقد ثبت بما لايدع مجالا للشك فشل حكومة د. هشام قنديل.. لا أشكك في قدرات الرجل كدارس لعلوم المياه.. لكن لايصلح لقيادة حكومة دولة تبحث عن الخروج من ازمة اقتصادية طاحنة ومن فشل استثماري وسياحي.. لم يعد في يدها الا زيادة الاسعار.. هذه مأساة ستحل بالحكومة والقيادة السياسية والحزب الحاكم »اياكم وارتفاع الاسعار« هذا هو الطعم المزروع لكم منذ ايام حسني مبارك.. فان بلعتموه انتظروا ثورة الجياع.. انتظروا ثورة عارمة ستطيح لا قدر الله بالاخضر واليابس! فنون القيادة تحتاج الي صبر واستيعاب.. صبر علي السب والقذف.. واستيعاب للمعارض.. وهذا يحتاج الي اتساع الافق.. وأظن ان الرئيس مرسي وهو لم يكمل عامه الاول في سدة الحكم بدأ يستوعب ذلك.. بدأ يعرف من يختار مساعدا له او مستشارا. لقد خدعه الكثيرون.. وخرجوا من بيته »قصر الرئاسة« يتحدثون في الفضائيات عما شاهدوه وسمعوا به.. وانقلبوا عليه وهو الذي انتقاهم. وآخرون مازالوا حوله لايقدرون قيمة هذا العمل.. ولايعملون بخبرات اعلامية وسياسية كافية.. لهذا تجد تكذيبا شبه يومي لتصريحات منسوبة للرئاسة.. ايها الرئيس أصلح مؤسسة الرئاسة تصلح نصف أحوال البلد.. أيتها المعارضة أحبوا مصر يصلح النصف الآخر.. ان مصر ليست لفصيل مصر للجميع .. مصر حرام عليكم. هذه كلمتي وأجري علي الله.