هل اقترب اليوم الذي تشهد فيه افغانستان السلام والامن بعد عقود من الحروب والدمار.هناك اجيال كاملة لم تعرف سوي الحرب والقتال منذ الغزو السوفيتي لافغانستان والتقاتل فيما بين المجاهدين الافغان بعد الانسحاب السوفيتي، صراعا علي السلطة، ثم الغزو الامريكي وقوات الحلفاء الذي دمر ما تبقي من البلاد.مؤخرا بدأت خطوات جدية للتوصل لاتفاق بين الولاياتالمتحدة والحكومة الافغانية استعدادا لما بعد انسحاب القوات الامريكية والحلفاء في نهاية 2014. المفاوضات بين الجانبين الامريكي والافغاني ناقشت وضع الوجود العسكري الامريكي في افغانستان بعد انسحاب قوات الاحتلال وإمكانية بقاء عدد من القوات الامريكية المقاتلة بعد 2014 يقدر عددها ب20 ألفا. ينحصر دور هذه القوات في القيام بعمليات مشتركة وتدريب ومساعدة ومساندة القوات الافغانية وملاحقة المتطرفين والقاعدة. المفاوضات قد تستغرق عاما وامامها قضايا خلافية عديدة من بينها منح حصانة لهذه القوات حتي لا تخضع للمحاكمة امام القضاء الافغاني.وكان الرئيس الافغاني قرضاي قد حذر من ان افغانستان تدرس امكانية عدم منح حصانة قضائية للجنود الامريكيين الباقين بعد الانسحاب وقال ان الشعب الافغاني قد لا يسمح لحكومته بمنح حصانة للجنود الاجانب بعد انتهاء المهمة القتالية خاصة بعد قيام جندي امريكي بمجزرة بشعة راح ضحيتها 16 قرويا افغانيا بينهم 9 اطفال وحرق نسخ من القرآن الكريم في قاعدة باجرام . وكان رفض العراق منح حصانة للجنود الامريكيين الباقين بعد الانسحاب قد ادي لانسحاب كامل للقوات الامريكية ولم يتبق سوي بضعة مئات للتدريب . كما تشمل المفاوضات امكانية منح قواعد عسكرية دائمة لامريكا والتي يري فيها جيران افغانستان تهديدا لهم خاصة ايران. وستضع هذه المفاوضات في الاعتبار الدستور الافغاني والقضايا المتعلقة بالمصالح الوطنية للبلاد واستقلالها وسيادتها وسلامة اراضيها.وستحل القوات الافغانية محل القوات المنسحبة وعددها 78 ألف جندي امريكي و40 الفا من قوات التحالف وتتسلم القوات الافغانية مهمة الحفاظ علي امن البلاد . وكان اوباما والرئيس الافغاني قرضاي قد وقعا في مايوالماضي معاهدة شراكة استراتيجية تنص علي مساندة نمو اقتصادي والمؤسسات الامنية والتعاون الاقليمي في افغانستان تنتهي المعاهدة في2024. يتطلب حل الصراع في افغانستان ترك الافغان لحالهم للتفاوض دون تدخل خارجي وان تحسن النوايا بين الاطراف المختلفة ويجلسوا معا للتوصل لصيغة للتعايش السلمي. يحتاج الامر لمعجزة لإرساء السلام في دولة لم تعرف خلال 50 عاما سوي الحروب.