سيتم بعد أيام قليلة تحديد مستقبل مصر يومي السبت 16 والأحد 17 يونيو القادمين في انتخابات الرئاسة المصرية. في دقيقة واحدة هي وقت التأشير في بطاقة الانتخاب سيتم اختيار رئيس الجمهورية الجديد وشكل وتوجه وطبيعة مؤسسة الرئاسة... آخر المؤسسات المصرية في الإطار السياسي الذي تم تطبيقه باحتراف بعد ثورة الشعب يوم 25 يناير والذي أوصل مصر لما نحن فيه الآن من تنفيذ محكم لمخطط الاستيلاء علي وطن، وتزييف إرادته السياسية، وشل عزيمته الوطنية، وتدمير قدراته الاقتصادية ... اختيار الرئيس سيحدد بوجه قاطع شكل الدولة المصرية لعقود قادمة هل هي دولة دينية أم مدنية ؟ هل هي دكتاتورية جديدة أم ديمقراطية وليدة؟ هل تم اختطاف ثورة أم بعث شعب ؟ هل هي الدقيقة الأخيرة ؟ أم أنه بداية وإشراقة لنهار جديد؟ ... في هذه الدقيقة سيتم اختيار أحد المرشحين للرئاسة ولكنه في الحقيقة اختبار لاختيار تيار الإخوان المسلمين أم الوطنية الوسطية المصرية ؟... سيشارك في هذا اليوم نسبة من 50 مليون مصري لهم حق الاختيار منهم ما يقرب 18٪ من المجتمع ينتمون إلي الإخوان المسلمين والسلفيين و 82٪ ينتمون إلي الوسطية المصرية وباقي أطياف والتيارات السياسية الوطنية من يمين ويسار ووسط... سيحسم الاختيار نسبة المشاركة للمصريين... والمتوقع أن يتم اختيار الدولة الدينية إذا تقاعس المصريون عن الذهاب للتصويت أو امتنع عدد كبير منهم حيث إننا نعلم أن جميع أعضاء الإخوان يذهبون للانتخابات تطبيقا لقسم السمع والطاعة... فإذا ذهبت نسبه أقل من 50٪ للتصويت مثل انتخابات الرئاسة فقطعا سيكون الاختيار للدولة الدينية وسنري أن الحاكم الجديد والحقيقي هو مرشد الإخوان المسلمين وهو منصب ومكانة أعلي من منصب رئيس الجمهورية ومرشحه من وجهة نظر الإخوان المسلمين... أما إذا ذهب معظم المصريين للانتخاب فإن من الأرجح أن يكون الاختيار للدولة المدنية... الصراع علي الأصوات في الدقائق الأخيرة شرس وعنيف... وهو صراع علي أصوات الشباب والمرأة، والفلاحين والعمال، والطبقة المتوسطة والفقراء... الصراع سيكون علي كل صوت في كل قرية ونجع ومركز ومدينة، أصوات المصريين خاصة الفقراء (40٪) والأميين (30٪) ستكون هي الأصوات الحاسمة... الصراع الواضح لكل متابع أنه ليس نقيا أو ديمقراطيا حيث يتم شراء الأصوات بالمال ، وتكفير الاختيار للدولة المدنية علي المنابر، والتدمير الممنهج لشخصية مرشح الرئاسة بكل الادعاءات الممكنة... في عام ونصف تم تزييف إرادة وطن وفي شهر ونصف يتم الإعداد لسرقة وطن... الدقيقة الأخيرة ستحدد وتحسم من سنكون ؟... هل سنكون دولة التيار الأوحد ؟ أم سنكون نموذجا للتعددية السياسية ؟ هل سيتم إحلال الحزب الوطني بتحالف الإخوان والسلفيين في مجلس الشعب ومجلس الشوري ورئاسة الجمهورية ثم الإعلام والشرطة والجيش والقضاء ورجال الأعمال... وكما نتابع فقد تم إحلال دكتاتورية الحزب الوطني بدكتاتورية الرأي الأوحد المحتكر... الدقيقة الحاسمة ستكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ توازن القوي المفقود في المنظومة السياسية الجديدة لمصر وإعادة التوازن ومقاومة مخطط الاستيلاء علي وطن... دقيقة الاختيار ستحسم نتيجة الثورة والتغيير... فهل سيحكم الشعب وهل سنبدأ طريق الديمقراطية؟ وهل سننطلق إلي الإصلاح والتقدم ؟ وهل سيعود الأمن والأمان؟ وهل سيعود الاستثمار والتنمية؟ وهل ستعود ابتسامة شعب؟ وهل ستعود المحبة والسماحة والرحمة والأخوة لقلوب المصريين؟ ... دقيقة الاختيار قد تكون الأخيرة لفرصة تحديد شكل الدولة المصرية القادمة لعقود قادمة... ولنتق الله في أجيال وأبناء وشهداء الوطن... ولنتق الله في ثورة وطن قام شعبه من أجل الأمل والحرية والديمقراطية والعدل والتعددية والبناء والتقدم والتنمية والرخاء.