ماذا دهانا يا مصريين؟ وماذا نحن فاعلون بأم الدنيا مصر صاحبة السبعة آلاف سنة حضارة وعلم وفن وثقافة؟ إلي أين ذاهبون بها.. أإلي بر الأمان والنهضة والخير والرخاء والحياة الحرة الكريمة التي تمنيناها ومن أجلها ثُرنا وانتفضنا وعصفنا بنظام مبارك؟ أم إلي طريق اللاعودة والفرقة والخراب والدمار.. الذي للأسف بدأناه فعلاً مع سقوط أول شهيد ومع أول نقطة دم مصرية سالت علي أيدي أخيه المصري وأول انتهاك للشرعية والدستور والقانون وأول حصار لمؤسسة أو إضرام نيران بمقرات أو منشآت حزبية أو غيرها من الممارسات الغوغائية وألوان البلطجة التي ستهوي بنا سريعاً إلي أتون حرب أهلية لا يعرف مداها إلا الله وحده!! نعيش لحظات فارقة من حياتنا، لحظات مجنونة، عاصفة، حزينة تغيّب فيها العقل وتلاشت الحكمة وتسيدت العصبية والأفكار والمبادئ السودوية والعنصرية وتغلبت المصالح الشخصية علي قيمنا الدينية السمحة والمبادئ الوطنية والأخلاقية والإنسانية والثورية التي تعارفنا عليها وتجمعنا حولها منذ قديم الزمان وتعاهدنا عليها في الميدان! وعلينا أن نعي أن الطوفان حين يعصف بمكان أو وطن لن يميز بين التحرير ونهضة مصر ولا بين رابعة العدوية والاتحادية، كما لن يفرق بين إخواني أو سلفي، أو ناصري أو قبطي، أو علماني أو ليبرالي أو غيرها من التسميات والمصطلحات الخبيثة والمفخخة التي ابلينا بها أخيراً.. ولا تستهدف إلا تمزيق الأمة وإسقاط الدولة وتفكيك مفاصل الوطن والمجتمع.. والنتيجة المؤكدة أننا جميعاً خاسرون مهزومون! ذلك هو الإحساس المرعب الذي تسلل فعلاً إلي أعماق النفس المصرية وأصابها بالوجيعة وخيبة الأمل والرعب علي أمن واستقرار المجتمع وحرمة الدم المصري الطاهر الذي انتهك بيد مصرية وليس بيد صهيونية غاصبة.. ياللعار!! المصيبة أن شلال الدم والخراب مازال ينزف والموقف مرشح للتصاعد في الأيام القادمة إن لم تع كل الأطراف المتصارعة أن الدم المصري خط أحمر لا يجوز تخطيه أو تجاوزه.. وإن لم نستوعب خطورة شق الصف وفرض الرأي بالقوة أو الهيمنة.. فالبقاء ليس بالضرورة للأقوي والأشرس ولكن للاكثر تعقلاً وتمسكاً بحقه في حياة حرة كريمة بلا تخوين أو تشكيك.. في ظل مجتمع آمن سالم يسوده القانون والدستور والمساواة.. لكن نحتاج لصوت الحكمة والعقل للخروج من الازمة بأقل الخسائر الممكنة.. ولعل الفرج قريب. فيا مصر.. حماك الله أرضاً وشعباً وسماء من كل سوء وجعلك وأهلك دوماً في رباط ليوم الدين!.. وسلامتك يا محروسة!