[email protected] استربت كثيراً بعد إنجذابي الشديد الي متابعة الدراما التليفزيونية »يوسف الصديق« التي انتجتها إيران بالفارسية ودبلجتها قناة الكوثر الشيعية في لبنان إلي العربية، وفيها ابداع بشري واضح ومتقن كما ان فيها أخطاء تاريخية متعلقة بتاريخ مصر لن يتسع المقام لتفصيلها الآن، اما الصادمة الكبري أن يكون هناك ظهور لأنبياء الله بهذا الشكل غير المسبوق والذي يتحدي بالطبع كل ما استقر عليه الضمير الاسلامي من سنة وشيعة الا يتعرض أحد في الأعمال الدرامية او غيرها لتجسيد الأنبياء والرسل أو الخلفاء الراشدين وبالتبعية أمهات المؤمنين. ويرجع هذا الأمر المعضل الي سنوات عديدة من الجدل والخصام وإلقاء العصا الساحرة بين الحين والآخر لحسم النتيجة لصالح الفن والتعامل مع هذه الشخصيات علي أنها غير معصومة ويجوز تجسيدها، وآخرها كان علي ما أذكر حين أريد لمسرحية » الحسين ثائرا« ثم »الحسين شهيدا« للمرحوم عبد الرحمن الشرقاوي أن تجد طريقها إلي التنفيذ وأريد لأحد الفنانين أن يجسد شخصية الحسين رضي الله عنه وتصدي الأزهر يومها ومنع ظهور هذه الشخصيات التي اجمع الضمير علي سموها عن أي شخص يجسدها، حتي لا يلتبس الأمر علي العامة كما حدث يوم أن كان أحد الفنانين يجسد شخصية اسلامية ورعة بالرغم من انها من الشخصيات التي لم يمنع الأزهر تجسيدها إلا أن هذا الفنان وجد ميتاً في حالة مشينة أثناء عرض العمل الفني في التليفزيون، فتقلبت الاكف علي التناقض المذري. وهناك أمثلة كثيرة تجعلنا نعيد النظر ونمعن في أعماق الأمور قبل أن نتخذ قراراً بالسماح لمثل هذه الحالات، وأعتقد أن هناك أعمالاً درامية قدمت علي شاشة التليفزيون المصري من قبل ولم يتجسد فيها أحد من الأنبياء أو الصحابة أو أمهات المؤمنين ونجحت نجاحاً كبيراً مثل »محمد رسول الله« لعبد الحميد جودة السحار وأمينة الصاوي، واستخدم فيها البهر الفني علي أعلي مستوي ولازالت تتردد في الصدور حتي الآن. أما تجسيد النبي يوسف والنبي يعقوب عليهما السلام بهذه السهولة دون أي تنسيق مع الجهات الاسلامية المعهودة والمعتبرة في العالم الاسلامي مثل الازهر الشريف فهذا نوع من التحدي تظهره المرجعيات الشيعية في إيران وتوظفه توظيفاً خطيراً يفتح الباب علي مصراعيه لدخول أطراف أخري كثيرة لانتاج أعمال فنية قياساً علي دراما »يوسف الصديق« وتلغيمها برسائل سياسية وعقائدية وتجارية سوف تضر حتماً بالإسلام والمسلمين، وسوف نجد كل من أراد بشخص من المؤمنين سوءاً أن يقيم له دراما فنية ويبث فيها من المغالطات والسباب ما يشاء. إنني أتوقع انفلاتاً يعصف بالسلام والسكينة بين صفوف المسلمين ويؤجج النار فيه من أعدائنا الكثير، لو ترك الأمر علي غاربه هكذا بغير ضوابط تقيس علي الضمير الإسلامي الأول الذي نهجنا عليه منذ أن انتشر الاسلام في ربوع الدنيا. كاتب المقال : استاذ الطب بجامعة الازهر، عضو اتحاد كتاب مصر