آلاف الفلسطينيين يحتشدون للاحتفال فى غزة ساد الهدوء قطاع غزة في اليوم الأول من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ الذي تم التوصل إليه مساء أول أمس بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وذلك بعد أسبوع من العدوان الإسرائيلي الذي أوقع 160 شهيدا فلسطينياً وخمسة إسرائيليين وأطلق فيه 2823 صاروخا فلسطينيا في مواجهة 1500 غارة إسرائيلية. وأثار وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس احتمال استئناف إسرائيل هجماتها في حال لم تحترم حماس وقف إطلاق النار. وقال باراك للإذاعة العامة الإسرائيلية إن وقف إطلاق النار "يمكن أن يستمر تسعة أيام أو تسعة أسابيع أو أكثر، لكنه إذا لم يصمد فسنعرف كيف نتصرف وسننظر بالتأكيد حينئذ في احتمال استئناف أنشطتنا العسكرية في حال إطلاق النار أو القيام باستفزازات". وبعد الإعلان عن الهدنة التي تم التوصل إليها بعد جهود دبلوماسية مكثفة في كل الاتجاهات قامت بها خصوصاً مصر والولاياتالمتحدة خرج آلاف الفلسطينيين في مسيرات حاشدة وسط إطلاق نار وتكبيرات المواطنين للاحتفال ب"انتصار المقاومة". علي الصعيد الدبلوماسي، لاقي الاتفاق علي وقف لإطلاق النار برعاية مصر ترحيبا دوليا واسعا من واشنطن وباريس وبرلين وصولا إلي الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي، وسط آمال في أن يكون الحل "أكثر ديمومة". ففي الولاياتالمتحدة شكر الرئيس باراك أوباما الرئيس محمد مرسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علي جهودهما لإنجاز الاتفاق. وشدد علي أهمية العمل علي "حل أكثر ديمومة بشأن الوضع في غزة". كما رحب السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاتفاق، مشيرا إلي أنه لا يزال يتعين الاتفاق علي نقاط عدة بشأن وقف إطلاق النار. ورحب أيضا مجلس الأمن الدولي بالاتفاق ودعا إسرائيل وحماس إلي "التحرك بجدية" لاحترام وقف إطلاق النار الذي وقع بعد أسبوع من المواجهة. كما دعا المجلس الأسرة الدولية للعمل لنقل المساعدة العاجلة إلي قطاع غزة. وفي بيان مشترك، رحب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو ورئيس المجلس الأوروبي هرمان فان بويل "بحرارة" بوقف إطلاق النار، وذكرا أنه "بات من الجوهري الآن التأكد من احترامه وعدم استئناف العنف". وفي باريس, رحب الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند بدخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ وهنأ السلطات المصرية علي دورها الفاعل في المفاوضات. كما طلب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إعادة إطلاق المفاوضات للتوصل إلي حل شامل يستند إلي دولتين تعيشان جنبا إلي جنب بأمن وسلام. من جانبه، أعرب وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله أعرب عن "ارتياحه الكبير" بعد دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ في قطاع غزة، وذلك في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان. بدوره، رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتوصل للاتفاق، ودعا إلي "مواصلة الجهود لتعزيزه، وعدم تكرار هذه الأعمال العدائية الإسرائيلية، وفك الحصار عن قطاع غزة". وأشار عباس إلي أن "السلطة الفلسطينية تعتبر أن أية خطوات لاحقة لتعزيز التهدئة يجب ألا تنال من مصالح شعبنا ووحدة كيانه الوطني في الضفة الغربيةوغزة"، وطالب ب"تفويت الفرصة علي أية محاولات إسرائيلية ترمي إلي عزل القطاع عن وحدة أراضي الوطن، أو تحميل الشقيقة مصر مسؤوليات تمس أمنها القومي، ومصالحنا الوطنية الفلسطينية".