أهرع الي كل الجرائد لأفرغ فيها انفطار القلب علي الكارثة.. اكثر من 05 طفلا يا الله!! وكالعادة تصبح جريدة الأخبار وقد نابت عن الجميع في عمل صفحتي مأتم للاطفال الشهداء وينجح سكرتير التحرير في نثر الصور كأنها سياج من الزهور حول الصفحتين.. وينفطر قلبي ويتمزق لهذه الوجوه البريئة وهذه العيون المقبلة علي الحياة... وينفطر القلب ويعز البكاء من هول المصيبة واشعر بالامهات والاباء.. كم منهم جعل احلامه تواصل تحقيقها مع الصغير حتي يصبح كبيرا ويأخذ موقعا مهما في الحياة وتقتل الاحلام مع مقتل الصغار الابرياء ويضيع رصيد من مستقبل مصر فنحن الذين نعيش احتياطيا من البشر.. من المصريين العظام الذين يعيشون كمياء خاصة واقرأ التفاصيل.. تفاصيل الاسر واعيش في نظرات الصغار التي يلمع فيها الذكاء وأطفأتها الكارثة ويسكن الحزن عيون الاسر المكلومة ويكسر الحزن نظرتهم التي كانت مشرقة مبتسمة في سعادة لابنائهم. اما اكبر المآسي فهي لاسرة سماحة انور وزوجته واخوته واعطاه الله الصبر والايمان فقد شهداء اربعة هم ابناؤه ريم ذات الاحد عشر عاما وادهم ابن التاسعة واروي 7 سنوات ونور 3 سنوات والاب الذي روي للأخبار آخر لقاء مع ابنائه قبل سفره الي القاهرة ووعدهم بدعوتهم علي الغداء في احد مطاعم اسيوط ثم يشتري لهم هدايا وملابس.. ويا لسخرية القدر فقد اتصل به ابنه ادهم 4 مرات متتالية ولم يحدث ذلك من قبل ليطمئن علي والده.. ويعود الاب ليأخذ الخبر المصيبة بوفاة اولاده الذين اختطفهم الموت.. ويرفض الاب التعويض مهما كان فلا شيء في الدنيا يعوضه فلذة كبده وسكن الحزن قلبه الي الابد وفلاح عظيم من القرية رفض التعويض تماما وان العوض من الله فقط ويقول بعض الشهود ان هذه التعويضات الهزيلة لا يصح ان تقدرها الدولة!! وتراجعت الدولة وقدرت تعويضا خمسين الفا لكل متوفي، اننا نعيش الاحداث ثم نطوي الصفحات ويستقر الحزن وينفطر قلوب الاسر التي فقدت الابناء. ومن الذي سوف يعوضهم ابتسامة طفل في الصباح وماذا سوف يحكون عنهم بنوادرهم وحكايات براءتهم؟ من الذي سوف يملأ فراغ طفل في البيت؟ من الذي سوف يعوضهم ضحكاته وبكاءه... من الذي سوف يطمئنون عليه عند النوم في الشتاء ويدثرونه بالاغطية؟.. صور الاطفال البريئة استطاعت الاخبار ان ترصع بها صفحتين ولم يكن المكتوب في بلاغة البراءة في الصور فلا ابلغ من ابتسامة طفل او نظرة للمجهول من طفل او نظرة خوف من طفل... صور بليغة بعبق الطفولة وكم البراءة.. كيف اغتال القطار كل هذا الكنز من البشر؟ كيف تفقد مصر كل هذا الاحتياطي من البشر؟ سوف ينسي الناس المأساة مثل غرق الباخرة دندرة بأسر بأكملها، سوف ينسي الناس مأساة القطار والعربة التي انحشر فيها عشرات الاطفال ويستقيل الوزير ويبرأ القطار وعامل المزلقان ويجيء وزير آخر ليستقيل في المأساة القادمة ويسكن الحزن بيوت الاهالي ولا تلتفت الدولة للمأساة والتي تكررت كثيرا وتظل صور الاطفال علي جدران البيوت وتظل قلوب الامهات تنفطر ويظل الاباء يتحسرون من اجل الابرياء الذين استشهدوا دون ذنب جنوه سوي انهم من سكان مصر التي تكرر اخطاؤها واهمال مرافقها ويستمر مسلسل قتل البشر بإهمال المسئولين ويستقيل الوزراء ويظل الاهمال يسكن مصر!! متي يتم تحقيق وبعده قرار بالإصلاح؟ متي نصبح علي مستوي المسئولية ونستفيد من كوارثنا!! ألف علامة تعجب ومليون علامة استفهام.. ولا حياة لمن تنادي..!! والتحية لاولادي الذين قدموا هذا التحقيق الجيد التوصيل للمأساة اولادي الكتاب خالد حسن ومحمد منير وعلاء حجاب ومخلص عبدالحي ومحمد راضي وعمرو علاء الدين ومن اسيوط اكرم نجيب، رعاكم الله ووفقكم دائما لخدمة القراء وتوصيل الحقيقة للشعب الغلبان الذي يدخل في مصيبة ويخرج منها لتلطشه مصيبة أكبر..!! وابتسامات المسئولين تملأ الصحف!!