أدرك تماما أنني أكتب فيما قد لا يشجعك علي الاستمرار في قراءة المقال ، فأنا أكتب في واقع يومك المر ، ولن أجمله لك، علي غير حقيقته ، ولا أملك من وجهة نظرك ، ما استطيع أن أخفف به عنك، فأنا وانت في المعاناة سواء .والحديث في أزمة المرور واختناق الطرق في مصر أصبح حديثا بلا أمل. أعود الي ما تحدثت فيه في مقالي السابق حول الرؤية الاستراتيجية التي وضعها د. الدميري وزير النقل الأسبق لما يجب ان تكون عليه أحوال الطرق في مصر حتي عام 2050 فقد جاءتني رسالة غاضبة من قاريء يلومني علي مجرد طرح اسم رجل ارتبط اسمه بكارثة قطار الصعيد الذي احترق في أحد الأعياد ، ولكن لا يمكن أن أحمله المسئولية ، لأن تركة اصلاح منظومة النقل والسكك الحديدية يحتاج الي شغل دولة وارادة سياسية للأخذ باجراءات جذرية تصلح ما أفسدته السنون ، لأن قرص الإسبرين لن يفيد بالتأكيد مريض السرطان في مرحلته المتأخرة ، الشيء الآخر والأهم ، هو أن مصر الآن في حاجة الي كل يد تبني ، وأسلوب الإقصاء لعالم في حجم الدميري وأمثاله لن يفيد ، واتباع منهج محاكم التفتيش نهايته كارثية علي مصر . قال الدميري إن حل مشكلة المرور يتطلب توفر الإرادة السياسية والمجتمعية معاً، مع تعديل التشريعات والقوانين، وتفعيل الرقابة المرورية، وتنفيذ العقوبات علي الجميع دون استثناء، ويبقي أن أهم الحلول،داخل العاصمة هي تطوير شبكة مترو مصر الجديدة، وتحويلها إلي ترام سريع، واستكمال الخطوط الستة لمترو الأنفاق ، بالإضافة إلي إعادة استخدام النقل النهري بشكل عملي يحقق منفعة أكبر للمواطنين، و إحلال قطارات السكة الحديد الموجودة بالخدمة الآن ببديل لها يعمل بالكهرباء ليحقق سرعة أكبر، ويحلم الدميري بتوسيع الوادي بعمل طريق حر سريع يصل بين بورسعيد وحلايب وشلاتين وفقا لمواصفات الطرق الحرة العالمية وطريق آخر مواز يبدأ من الاسكندرية شمالا يمتد حتي وادي حلفا جنوبا بنفس المواصفات. هل من مستمع ، هل من مجيب ؟ اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.