مقتل 3 وإصابة العشرات بقصف أوكراني على دونيتسك    فلسطين.. شهيد وعدة إصابات جراء قصف الاحتلال لمنزل في خان يونس    تشكيل الأهلي ضد جورماهيا في دوري أبطال إفريقيا    مدحت العدل يوجه رسالة لجماهير الزمالك.. ماذا قال؟    مواجهة محسومة| الأهلي يستضيف جورماهيا الكيني بدوري أبطال أفريقيا    بعد قرار حبسه.. تفاصيل التحقيق مع صلاح التيجاني بالتحرش بالفتيات    ضبط 12شخصا من بينهم 3 مصابين في مشاجرتين بالبلينا وجهينة بسوهاج    مندوب سوريا يطالب مجلس الأمن بإدانة الهجمات الإسرائيلية على لبنان    عمرو أديب: بعض مشايخ الصوفية غير أسوياء و ليس لهم علاقة بالدين    هل يؤثر خفض الفائدة الأمريكية على أسعار الذهب في مصر؟    فصل التيار الكهرباء عن ديرب نجم بالشرقية لأعمال الصيانة    النيابة تأمر بإخلاء سبيل خديجة خالد ووالدتها بعد حبس صلاح التيجاني    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024    درجات الحرارة في مدن وعواصم العالم اليوم.. والعظمى بالقاهرة 34    أرباح أكثر.. أدوات جديدة من يوتيوب لصناع المحتوى    مريم متسابقة ب«كاستنج»: زوجي دعمني للسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمي في التمثيل    هاني فرحات: جمهور البحرين ذواق للطرب الأصيل.. وأنغام في قمة العطاء الفني    وفاة والدة اللواء محمود توفيق وزير الداخلية    موعد إجازة 6 أكتوبر 2024 للموظفين والمدارس (9 أيام عطلات رسمية الشهر المقبل)    "حزب الله" يستهدف مرتفع أبو دجاج الإسرائيلي بقذائف المدفعية ويدمر دبابة ميركافا    عاجل - رياح وسحب كثيفة تضرب عدة محافظات في العراق وسط تساؤلات حول تأجيل الدراسة    تشكيل مانشستر يونايتد ضد كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي    وزير الخارجية: الجهد المصري مع قطر والولايات المتحدة لن يتوقف ونعمل على حقن دماء الفلسطينيين    محامي يكشف مفاجآت في قضية اتهام صلاح التيجاني بالتحرش    الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تعزى وزير الداخلية فى وفاة والدته    نائب محافظ المركزي المصري يعقد لقاءات مع أكثر من 35 مؤسسة مالية عالمية لاستعراض نجاحات السياسة النقدية.. فيديو وصور    صرف فروقات الرواتب للعسكريين 2024 بأمر ملكي احتفاءً باليوم الوطني السعودي 94    مواصفات فورد برونكو سبورت 2025    في احتفالية كبرى.. نادي الفيوم يكرم 150 من المتفوقين الأوائل| صور    مواصفات هاتف Realme P2 Pro الجديد ببطارية كبيرة 5200 مللي أمبير وسعر مميز    موعد التسجيل في قرعة الحج بالجزائر 2025    عبد المنعم على دكة البدلاء| نيس يحقق فوزا كاسحًا على سانت إيتيان ب8 أهداف نظيفة    ملف يلا كورة.. تأهل الزمالك.. رمز فرعوني بدرع الدوري.. وإنتركونتيننتال في قطر    معسكر مغلق لمنتخب الشاطئية استعدادًا لخوض كأس الأمم الإفريقية    حفل للأطفال الأيتام بقرية طحانوب| الأمهات: أطفالنا ينتظرونه بفارغ الصبر.. ويؤكدون: بهجة لقلوب صغيرة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    وصلت بطعنات نافذة.. إنقاذ مريضة من الموت المحقق بمستشفى جامعة القناة    بدائل متاحة «على أد الإيد»| «ساندوتش المدرسة».. بسعر أقل وفائدة أكثر    ضائقة مادية.. توقعات برج الحمل اليوم 21 سبتمبر 2024    وزير الثقافة بافتتاح ملتقى «أولادنا» لفنون ذوي القدرات الخاصة: سندعم المبدعين    أول ظهور لأحمد سعد وعلياء بسيوني معًا من حفل زفاف نجل بسمة وهبة    شيرين عبدالوهاب ترد على تصريحات وائل جسار.. ماذا قالت؟ (فيديو)    راجعين.. أول رد من شوبير على تعاقده مع قناة الأهلي    إسرائيل تغتال الأبرياء بسلاح التجويع.. مستقبل «مقبض» للقضية الفلسطينية    وزير الخارجية يؤكد حرص مصر على وحدة السودان وسلامته الإقليمية    بعد قرار الفيدرالي الأمريكي.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم السبت 21 سبتمبر 2024    مستشفى قنا العام تسجل "صفر" فى قوائم انتظار القسطرة القلبية لأول مرة    عمرو أديب يطالب الحكومة بالكشف عن أسباب المرض الغامض في أسوان    حريق يلتهم 4 منازل بساقلتة في سوهاج    انقطاع الكهرباء عن مدينة جمصة 5 ساعات بسبب أعمال صيانه اليوم    تعليم الإسكندرية يشارك في حفل تخرج الدفعة 54 بكلية التربية    تعليم الفيوم ينهي استعداداته لاستقبال رياض أطفال المحافظة.. صور    أخبار × 24 ساعة.. انطلاق فعاليات ملتقى فنون ذوي القدرات الخاصة    أكثر شيوعًا لدى كبار السن، أسباب وأعراض إعتام عدسة العين    أوقاف الفيوم تفتتح أربعة مساجد اليوم الجمعة بعد الإحلال والتجديد    آية الكرسي: درع الحماية اليومي وفضل قراءتها في الصباح والمساء    الإفتاء: مشاهدة مقاطع قراءة القرآن الكريم مصحوبة بالموسيقى أو الترويج لها محرم شرعا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دخل الوزارة بگارثة.. وخرج بگارثة الوزير السابق د. ابراهيم الدميري ل »الأخبار«:
كارثة قطار الصعيد ....خططي وأحلامي لتطوير قطاع النقل انتهت بالحبس الانفرادي في مگتب جمال مبارك
نشر في الأخبار يوم 26 - 08 - 2011

المصادفة في حياته لعبت دوراً كبيراً في عدم استمراره وزيراً في عهد مبارك لأقل من ثلاث سنوات.. كارثتان كان لهما دور كبير في حياته الوظيفية.. هو الدكتور إبراهيم الدميري نائب رئيس جامعة عين شمس ووزير النقل الأسبق.. والأستاذ بكلية الهندسة جامعة عين شمس وأول من أنشأ قسماً لتخطيط النقل والمرور بها.. وأول مؤسس ورئيس لأكاديمية أخبار اليوم.. د.إبراهيم الدميري واكب حادثة طائرة مصر للطيران التي سقطت في المياه الأقليمية للولايات المتحدة الأمريكية بعد أقل من أسبوعين من تعيينه وزيراً للنقل والمواصلات والطيران المدني في أكتوبر 1999.. وخرج من الوزارة بعد كارثة حادث وحريق قطار العياط الشهير عام 2002.
إن ماحدث في مصر من كوارث مرورية وخاصة في السكك الحديدية خلال توليه الوزارة لا يقلل من شأنه بقدر مايلقي بظلاله علي النظام السياسي السابق الذي كان يحرق كل عالم ومفكر يتولي منصباً سياسياً..! د. الدميري ورغم قصر سنواته بالوزارة قدم خطة طويلة المدي للنهوض بقطاع النقل والمواصلات حتي عام 2050 ترتكز علي ثلاثة محاور وهي الخطة التي استغرق إعدادها ما يقرب من ثلاثين عاماُ منذ كان مدرساً بالجامعة، وطلب منه أن يعرضها علي جمال مبارك ولكن حفظت الخطة بالأدراج..! وبعد خروجه من الوزارة آثر الصمت وكان قليل الكلام والحديث وعكف علي تحديث خطته والتي انتهي منها مؤخراً متمنياً أن يبدأ تنفيذها في الوقت الحالي .. حول هذا الموضوع وموضوعات أخري كثيرة ترتبط باقترابه من النظام السابق كان لنا معه هذا الحوار..
د. الدميري يعد أحد العلماء الكبار في مجال النقل والمواصلات ليس في مصر وحدها بل عربياً ودولياً .. فهو أستاذ زائر في مجال النقل والمرور في أكثر من جامعة أمريكية وأوروبية وعربية وخبير مسجل في تخطيط النقل والمرور بالأمم المتحدة والبنك الدولي منذ عام 1983.. وله مايقرب من 66 بحثاً منشورا في الخارج والداخل وأكثر من 100 دراسة عن مشروعات تخطيط النقل في مصر والسعودية وسوريا وألمانيا الغربية.. ولهذا طغي ملف حريق قطار العياط الشهير عام 2002 علي بداية الحديث معه.
المصادفة في حياته
بداية .. لا نعلم هل كان خروج عالم وخبير بقدر د.ابراهيم الدميري من الوزارة عام 2002 وبعد أقل من ثلاث سنوات من توليه المسؤولية مصادفة سيئة أم مصادفة حسنة بالبعد عن هذا النظام الذي حاول حرقه .. سؤال توارد إلي الأذهان بعد أحداث ثورة 25 يناير توجهنا به إليه خلال لقائنا الذي تم بمكتب الكاتب الصحفي سمير عبد القادر نائب رئيس تحرير الأخبار الذي حضر اللقاء وشارك في إدارة دفة الحديث..
بابتسامة بسيطة كان رد د. الدميري علي سؤالي .. فأعدت السؤال مرةً أخري وأجاب: الكارثتان كان لهما أسبابهما وأنا لست سبباً لأي منهما .. فحادثة طائرة مصر الطيران التي سقطت في المحيط فوجئت بحدوثها بعد أن توليت الوزارة بعشرة أيام.. وكارثة قطار الصعيد الشهيرة كانت أول كارثة في عهدي وعليها مليون علامة استفهام ..!! وأول علامات الاستفهام أن الحادثة وقعت يوم وقفة عيد الأضحي المبارك وهو ما يعني أن أكبر عدد من العمالة تستخدم القطارات للعودة إلي أسرها وهو ما حدث بالفعل حيث تعدي عدد ركاب القطار الثلاثة آلاف شخص في 12 عربة في حين أن الطاقة القصوي لحمولة هذا القطار هي 1100 راكب فقط..! ولك أن تتخيلي أن إيراد هذه الرحلة كان 37 جنيهاً فقط بسبب زيادة عدد الركاب وعجز الكمسارية عن الوصول إليهم في هذا الزحام الرهيب .. وثانياً اختيار التوقيت وهو آخر موعد لسير القطارات ليلاً .. أي أن معظم من يستخدمون هذا القطار سينامون فيه حتي عودته في الصباح ولن يشعروا باندلاع الحريق ..! وثالثاً أن بداية اشتعال الحريق بالقطار كانت بعد محطة العياط مباشرةً وأول سيمافور ممكن أن يمر القطار أمامه يبعد عن العياط 15 كيلو مترا وقتها يكون الحريق قد نال من معظم عربات القطار مما يؤكد أن الحريق حدث بفعل فاعل.
ولكن جاء في التحقيقات أن الحريق كان بسبب إشعال أنابيب الغاز التي كانت بحوزة ركاب القطار..؟
لا أعتقد ذلك..!
وماذا يعني ذلك من وجهة نظرك.. هل كنت أنت المقصود بهذا الحادث.. ولماذا..؟
لا أعرف من المقصود.. هل هو إبراهيم الدميري.. أم العمالة المصرية "الغلبانة" .. أم التأثير علي الإقتصاد المصري..
لم تكن في مصر وقت الحادث.. أليس كذلك..؟
نعم كنت في مؤتمر لهيئة السلامة العالمية للطيران المدني " إيكاو " بمدينة مونتريال بكندا وقبل الحادث بيوم تحدثت في ندوة حيث تم اختياري من المشاركين من الدول العربية للتحدث باسمهم وكانت الدول العربية وقتها عاتبة علي إسرائيل بسبب إغلاقها لمطار غزة وهو المنفذ الوحيد للدخول للأراضي الفلسطينية وفي اليوم التالي حدث حريق قطار العياط الشهير ..! فاتصلت بالدكتور عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء في ذلك الوقت وأخطرته بأنني سأعود فوراً لتقديم استقالتي فقال لي وما ذنبك أنت .. ولكني تركت المؤتمر وعدت ومن مطار القاهرة إلي مجلس الوزراء مباشرةً وقدمت استقالتي وقٌبلت..
المشكلة في الحكومات
أنشأت أول قسم لتخطيط النقل والمرور بكلية الهندسة جامعة عين شمس يضم الآن 15 عضوا بهيئة التدريس.. ولك ما يقرب من 66 بحثاُ عالمياً في هذا المجال.. فما تفسيرك لما يحدث من حوادث القطارات في مصر وقد تكررت كثيراً ومنها حريق آخر لقطار الصعيد في عهد الوزير محمد لطفي عام 2009 وبمدينة العياط أيضا..؟!
حوادث القطارات وإن تشابهت فهي تختلف في الأسباب .. قد يكون الخطأ في الإهمال أو السلوكيات أو يكون عملاً إرهابياً مدبراً .. فلا نستطيع أن نقول أن الحوادث حتي لو تشابهت في المكان نفسه لها الأسباب نفسها .. فالسكك الحديدية والقطارات في مصر أصبحت متهالكة وهو ما يؤدي إلي ازدياد نسبة الحوادث .. وما من وزير جاء قبلي أو بعدي إلا ووقعت حوادث للقطارات في عهده..!
وهل يوجد مبرر لما يحدث خاصة وأن مصر ثاني دولة في العالم عرفت القطارات عام 1865 وبعد مايقرب من مائة وخمسين عاماً نجد دولاً حديثة استخدمت التكنولوجيا في تسيير القطارات ونحن مازلنانحبو..؟
نعم مازالت القطارات لدينا تعمل بالسولار ولم يتم تطويرها وتسأل في ذلك الحكومات السابقة التي لم تعط السكك الحديدية أولوية في التطوير في حين أنها من أهم وسائل النقل الآمنة علي مستوي العالم.
وما هو دور خبراء تخطيط النقل والمرور في مصر خاصة ومن بين أبنائها خيرة هؤلاء الخبراء علي مستوي العالم..؟
المشكلة ليست في الخبراء ولا في الخطط والرؤي.. المشكلة في الحكومات المتعاقبة فهي التي توافق وتنفذ.. لقد عرضت رؤية متكاملة عام 2001 لتطوير قطاعات النقل باستخدام التقنيات الحديثة في التشغيل وزيادة عوامل الأمان بأنشاء قطار فائق السرعة يعمل بالكهرباء وقلت يجب أن نبدأ بخط القاهرة - الأسكندرية علي سبيل المثال لأن هذه الوصلة تحمل يوميا ثلث حجم الركاب اليومي من سكك حديد مصر ولا تتعدي الرحلة خلالها 35 دقيقة وفي المرحلة الثانية يمكن مد الخط ليربط القاهرة بأسوان حيث يمثل حجم الإركاب اليومي علي هذه الوصلة الثلث الثاني لركاب سكك حديد مصر اليومية والثلث الأخير هو الذي يتحرك بين مدن ومراكز الدلتا وهو المشروع الذي عرضته عام 2001 علي السيد رئيس الوزراء في ذلك الوقت وقد هاجمتني الصحف آنذاك بأنني أريد تقديم هذه الخدمة المتمثلة في المشروع إلي رجال الأعمال وليس لمحدودي الدخل .. في حين أنني كنت أريد تقديم خدمة متطورة بسعر تذكرة أعلي تساعدني علي تطوير قطارات محدودي الدخل لقلة الميزانية الموضوعة للوزارة وطلبت من الحكومة أن تترك لي الخمسة مليارات التي تأتي للوزارة سنوياً من دخل قطاعات النقل المختلفة لتنفيذ هذه الخطة علي مراحل تستغرق ثلاثين عاماً ليكملها كل من يأتي بعدي.. إلا أن السيد وزير المالية في ذلك الوقت قال لي نحن نحتاج الي 450 مليون جنيه مع كل طلعة شمس لسد احتياجات البلد مما يصعب معه الموافقة علي ذلك.
علاقة عمل
هل التقيت الرئيس السابق مبارك.. كيف كانت علاقاتكما..؟
كانت أول مرة التقي به أثناء حلف اليمين حين توليت وزارة النقل وبعد ذلك كنت التقي به خلال اجتماعات اللجان الوزارية التي كنا نستدعي لها لاستعراض خطط الوزارات.. كانت علاقتي به علاقة وزير برئيس جمهورية .. وزير يقوم بدوره . ولم تدم علاقتي بالوزارة سوي أقل من ثلاث سنوات فقط.
يقال أنه تم اختيارك لمنصب وزير النقل لعلاقتك بالدكتور عاطف عبيد في ذلك الوقت..!
علاقتي بالدكتور عاطف عبيد كانت علاقة عمل.. فقد كنت عضواً بمجلس إدارة الشركة القابضة للنقل البري والبحري.. وكان د. عاطف عبيد وقتها وزيراً لقطاع الأعمال وتعرف عليَ من خلال عملي.. وحين أصبح رئيساً للوزراء قام بترشيحي لوزارة النقل والطيران المدني وكنت وقتها نائبا لرئيس جامعة عين شمس ورئيساً لاكاديمية أخبار اليوم في نفس الوقت حيث شاركت في تأسيسها منذ البداية ولم اكمل العام الأول بعد أن تم اختياري وزيراً.
ثورة ضد الفساد
انتشر الفساد خلال الثلاثين عاماً الماضية بدرجة غير مسبوقة في تاريخ الشعب المصري.. ما تعليقك.. كيف تري أسبابه وطرق القضاء عليه..؟
الفساد لا يمكن أن يقتلع من هذا المجتمع بسهولة نظراً لأن الظروف المجتمعية التي عاش فيها المواطن المصري علي مدي العهود السابقة منذ عهد محمد علي حيث أتيح الكسب غير المشروع لقلة محدودة في المجتمع مما جعل شريحة كبيرة من أفراد المجتمع تنظر للكسب بأي وسيلة حتي لو كان بطريق غير شرعي ليصلوا إلي مستوي يقترب ممن تكسبوا بطرق غير مشروعة هذا إلي جانب البعد عن الدين والإيمان بالله والالتزام الأخلاقي وأداء الواجب.. كلها عوامل أدت الي انتشار الفساد في مصر مما يتطلب ثورة مجتمعية كبيرة يشارك فيها الجميع بما فيهم علماء الإجتماع وأساتذة الجامعات ورجال الأعمال الشرفاء تعمل علي إعادة بناء الثقافة المجتمعية التي تنهض بهذا المجتمع وتأخذ بيده في إطار عدالة من التوزيع تطول الجميع دون استثناء.
ربط مصر بأفريقيا
علمنا أنك قمت مؤخراً بإعداد خطة طويلة المدي للنهوض بقطاع النقل والمواصلات حتي عام 2050 ترتكز علي ثلاثة محاور لربط مصر بالدول العربية والأفريقية ..
لقد استغرقت مني هذه الدراسة أكثر من ثلاث سنوات وهو المشروع نفسه الذي قدمته عام 2001 لتطوير شبكة النقل والمواصلات بمصر وأضفت إليها بعض التعديلات بحيث تشمل التواصل مع المنطقة العربية والأفريقية ولو أمكن تطبيقها لجاءت مصر في مصاف الدول الكبري في مجال النقل والمواصلات.
هل يمكن أن تشرح لنا بعض ملامحه..؟
هي رؤية وخريطة متكاملة للتطوير والنهوض بقطاعات النقل والمواصلات بحلول عام 2050 باستخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في التشغيل وزيادة نسبة عوامل الأمان وتعتمد علي ثلاثة محاور ترتكز علي توسيع الوادي بعمل طريق حر سريع يصل بين بور سعيد وحلايب وشلاتين وفقاً لمواصفات الطرق الحرة العالمية وطريق آخر مواز يبدأ من الإسكندرية شمالا ويمتد حتي وادي حلفا جنوباً بنفس المواصفات علي أن يتم ربط المحافظات عرضيا بهذين الطريقين المتوازيين مما يخلق واديا أوسع وأرحب يتيح استيعاب الزيادة السكانية والتنمية المستدامة المرجوة لمصر ويخرج بها من شريط الوادي الضيق.. ويعمل المحور الثاني علي إنشاء طريق سريع يربط جميع الدول الأفريقية يبدأ بالإسكندرية مرورا بالسودان حتي يصل إلي مدينة كيب تاون في أقصي جنوب القارة وتختص كل دولة بتنفيذ وتحمل تكلفة الجزء الواقع من ذلك الطريق داخل حدودها وفقاً لإتفاق الوزراء الافارقة وكذلك ربط الدول العربية بعضها ببعض بشبكة من الطرق الحرة السريعة وقد قمت بالتوقيع نيابة عن مصر علي إتفاقية هذا الربط مع مجموعة دول الإسكوا عام 2001. وقام الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الحالي بتوقيع إتفاقية مع دول اسكوا - لجنة الأمم المتحدة الإقتصادية والإجتماعية لغرب آسيا وتشمل 14 دولة عربية - للربط فيما بيننا بشبكة من السكك الحديدية عام 2004.
ويضيف د. الدميري أنه تم عرض هذه الخطة المستقبلية لتطوير قطاع النقل بمصر في المؤتمر الذي نظمته جمعية المهندسين المصرية تحت عنوان مستقبليات المعمور المصري مؤخراً.. واعتقادي أن الإسراع بتنفيذ هذه الشبكة من المواصلات يحتاج إلي إنشاء شركة وطنية للتنمية والسماح لها بالحصول علي قروض لتنفيذ الطرق علي أن يتم سدادها من رسوم المرور عليها وإتاحة استغلال مساحات تقدر بحوالي 50 ألف متر مسطح علي جانبي الطريق لإقامة مشاريع خدمية محدودة مثل الفنادق ومحطات الخدمة والأماكن الترفيهية بما يحفز فرص التنمية علي جوانب تلك الطرق واستصدار قرارات بتمليك 5 كيلو مترات علي جانبي الطريق لجهاز أملاك الدولة لتعظيم استفادة الدولة من هذه المحاور المرورية الجديدة.
هذا المشروع الحلم تتطلب تكلفة إنشائه الكثير من المليارات.. فهل مصر مستعدة في هذه المرحلة لتنفيذ مثل هذه المشروعات..؟
ضمن خطة المشروع قدمت دراسة لكيفية تمويله بطرق غير تقليدية عن طريق بعض الأفكار والمشروعات السياحية والإستثمارية التي تأتي بدخل جيد للصرف علي المشروع بدون اللجوء للحكومة أو الاقتراض من البنوك.
مبروك يابابا
علمنا أن أولادك وأحفادك السبعة كانوا بميدان التحرير طوال أيام ثورة 25 يناير .. ماذا كانوا يقولون لك .. وماذا قلت لهم ..صف لنا شعورك الحقيقي تجاه ماحدث ..؟
الإحساس الجميل انتابني بعد تنحي الرئيس مبارك وقتها قلت بارك الله في شباب مصر الذي استطاع أن ينجز مالم نستطع نحن إنجازه .. كنت في تلك اللحظة في ألمانيا التي سافرت إليها قبل التنحي بثلاثة أيام وعدت بعد التنحي بيومين مبعوثاً من الجامعة الألمانية للمشاركة في اختبارات اختيار أساتذة للتعيين بالجامعة حيث أعمل حالياً مستشاراً أكاديمياً بالجامعة .. وكانت بناتي وأزواجهن وأحفادي علي اتصال دائم بي من ميدان التحرير لإبلاغي كل الأحداث أولاً بأول .. وفي لحظة التنحي أبلغوني بالخبر قائلين "مبروك يابابا".
هل جاء هذا الشعور نتيجة الإحساس بالقصاص مما حدث لك عندما كنت وزيرا..؟
إطلاقاً .. لقد تفرغت لعملي بالجامعة والانتهاء من المشروع الذي كنت أقوم به وابتعدت عن الإعلام والحديث عن هذه الفترة .. ولكن التغيير كان حلم كل مصري.. وفي بداية أيام الثورة لم تكن الرؤية تبلورت بعد لم أكن أتخيل أبعادها التي بدأت تتضح يوماً بعد يوم فلم أكن أغادر شاشة التليفزيون طوال اليوم إضافة إلي ما يصلني من إتصالات بناتي وأحفادي.. وكنت سعيداً بارتفاع سقف المطالب يوماً بعد يوم .. ولكن حين حدثت موقعة الجمل أيقنت في ذلك الوقت أن هذه هي نهاية النظام السابق لأنه حارب العلم والتكنولوجيا بالجمال والبغال .. كما كانوا شهوداً علي حادثة سيارة السفارة الأمريكية التي قتلت الشباب المصري .. شعرت أن السعادة النفسية لأي إنسان أن يقف في جمع يستطيع أن ينجز من خلاله العمل بنجاح.. وهذا الإحساس شعرت به وكأني شاركت في هذا الجمع من خلال أبنائي وأحفادي.
تحقيق مطالب الثورة
وكيف تري المشهد السياسي ما بعد خلع الرئيس وأفراد نظامه وحتي الآن ..؟
شاهدت حالة من التباطؤ في تحقيق مطالب الثورة .. وكل ما أرجوه من مجلس الوزراء أن يكون أكثر قدرة علي التعرف علي الحقائق واتخاذ ما يلزم من قرارات في الوقت المناسب دون تباطؤ.. والضرب بيد من حديد علي أعمال البلطجة.. والعمل علي دفع عجلة الإنتاج وتحقيق المطالب الثورية وتوفير العدالة الاجتماعية وإعادة بناء الدولة بما يحقق رفاهية المواطن المصري وهو الأمر الذي كنا نحلم به طوال العهود السابقة..
والانتخابات التشريعية..!
أنا قلق جداً .. نحن في مرحلة يشوبها الكثير من الحذر .. فمن ينجح في مجلس الشعب ليقرر مصير الشعب ..! الرؤية لم تتضح بعد .. فكيف تجري الانتخابات في غيبة الأمن .. بالقطع ستكون العملية صعبة جداً للوصول إلي اصوات حقيقية تعبر عن رأي الغالبية من الشعب المصري.. إن الاستقرار والأوضاع السياسية النهائية لم تتضح بعد .. ولهذا أري أن تؤجل الانتخابات حتي تتضح هذه الرؤي وإلا كما هو متوقع سنفاجأ بمن هم قادرون علي دفع المال وتجميع البلطجية وسيكون هؤلاء هم من يستطيعون الوصول لمقاعد مجلس الشعب وهؤلاء هم من سيضعون لنا الدستور ويقررون لنا مستقبل الشعب..!
كيف يمكن التغلب علي هذه المشكلة.. وتخطي هذا الموقف الصعب..؟
ما قبل 25 يناير لن يعود مرةً أخري .. علي الجميع أن يعي ذلك .. ولكن بنبذ الخلافات والتوحد بين الائتلافات والأحزاب والأطياف السياسية يمكننا تحقيق الكثير .. وأري أن تكون الانتخابات القادمة بنظام القائمة علي الأقل في الدورة القادمة للانتخابات التشريعية حيث يمكن أن يكون التمثيل بمجلس الشعب معبراً عن المرحلة الحالية .. نريد ممثلين للشعب يحبون مصر ويعملون علي تغليب المصالح العليا علي المصالح الخاصة وقتها سننحني لهم لكن من يعمل في خدمة مصالح وايدولوجيات خاصة فليس له مكان بيننا أو مكان في قلوبنا .
والأحزاب السياسية ..!
هي كثيرة جداً.. ولكن هذا شئ طبيعي خلال المرحلة الثورية .. وكلها سيتم تصفيتها من تلقاء نفسها أو إدماجها .. وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح والذي يستطيع أن يثبت أرجله علي أرض الواقع ويقدم ما هو صالح للمجتمع سيستمر ويبقي.
ومستقبل النظام في مصر .. كيف تراه .. رئاسي أم برلماني ..؟
أنا أميل وأفضل أن يكون نظاماً برلمانياً وليس رئاسياً بمعني أن يكون الرئيس رمزاً للدولة شخص يتم اختياره ويجمع عليه كافة الأحزاب والائتلافات مثلما هو مطبق في ألمانيا.. وأري أنه أفضل الأنظمة لمصر.. وأن يكون رئيس الوزراء هو الحاكم الفعلي والمسؤول أمام البرلمان في إدارة شؤون البلاد داخلياً وخارجياً يحاسبه البرلمان وإذا أخطأ يسحب الثقة منه . لأنني أخشي من النظام الرئاسي سوف يجعل حاشية الرئيس المنتخب يحولونه مع الوقت الي فرعون جديد وهذا ما عهدناه علي مدي تاريخ مصر الحديث والقديم.
علاقتي بعصام شرف
رئيس الوزراء د. عصام شرف الذي تم اختياره من قبل شباب الثورة كان أيضاً وزيرا للنقل.. كيف كانت علاقتك به.. وما هو تقييمك لأدائه في المرحلة الحالية..؟
علا قتي بالدكتور عصام شرف كانت ومازالت جيدة فقد كان وقت وجودي وزيراً يعمل مستشاراً فنياً للوزير ورئيساً للمكتب الفني.. وقد قمت بترشيحه لمنصب الوزير فور تقديمي لاستقالتي.. لكنهم أختاروا المرحوم المهندس حمدي الشايب لفترة ثم الدكتور عصام شرف الذي جاء بعده.. وهو شخصية مجتهدة محباً لعمله ونظيف اليد ووطنيا مخلصاً .
دفع عجلة الإنتاج
الجميع خائف من تردي الأوضاع الاقتصادية وانحسار جذب الاستثمارات في الوقت الحالي بسبب الحالة الثورية التي تعيشها مصر والتي تشهد محاكمات رموز النظام السابق علي رأسهم الرئيس المخلوع ونجلاه .. كيف تري هذا المشهد ..؟
المحاكمات لرموز النظام السابق تؤكد أن مصر دخلت بالفعل مرحلة جديدة في تاريخها عنوانها " العدل والعدالة " بمعني تحقيق العدل والعدالة دون تمييز بين حاكم أو غفير فالكل أمام ساحة القضاء مسؤول وعلي الجميع أن يعمل بإخلاص وبما يرضي الله حتي لا يقع فيما نراه اليوم .. وهي رسالة لكل رؤساء مصر القادمين .. أما بالنسبة للإقتصاد وجذب الاستثمارات فلن تشهد هذه المرحلة نمواً إذا لم نضرب بيد من حديد علي كل يد مرتشية أو مرتعشة وكل يد معوقة تقف ضد مستقبل مصر .. عودة الأمن والقضاء علي البلطجة من أهم ما يجب ان نركز عليه إذا كنا نريد حياة أفضل لمصر وللمواطن المصري ثم علينا أن نفتح المجال لكل إنسان مخلص يرغب في الاستثمار داخل مصر سواء كانوا مستثمرين محليين أو أجانب.
كيف تري ميدان التحرير الآن..؟
ميدان التحرير يمثل نقطة بيضاء في تاريخ مصر ستظل مشرقة مدي الحياة للأجيال القادمة.
ماذا تقول لشباب مصر..؟
أقول لهم.. جزاكم الله خيراً علي ما قدمتموه لمصر.. ولكن أنبههم أن مصر تحتاج جهودهم لدفع عجلة الإنتاج وليس تأخيرها.. وأقول لهم تضافروا للعمل والبناء كما تضافرتم واستطعتم تحقيق التغيير الذي لم نستطع نحن تحقيقه حتي نصل بمصر الحديثة الي صورة نتمناها جميعاً في المستقبل القريب .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.