محمد عرفة تتجه أفئدة وعقول المسلمين في جميع أركان الأرض-اليوم- إلي جبل عرفات وتهفو القلوب وتدمع العيون إلي هذا المشهد الديني المهيب عبر شاشات الفضائيات .. لرؤية حجاج بيت الله الحرام هذا العام وهم يقفون علي هذا الجبل العزيز علي النفوس لأداء فريضة الحج . هي خامس أركان الأسلام ويتشارك كل من لم يسعده حظه في أن يكون بين ضيوف الرحمن علي جبل عرفات بدعاء الله معهم وهم جميعا ينشدون هذا النشيد الديني الرائع :(لبيك اللهم لبيك إن الحمد والنعمة لك لبيك لا شريك لك لبيك) وتزداد الحناجر ارتفاعا والأصوات حرارة وهي تكمل :(الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله) ومع كل مقطع من هذا الدعاء الديني المحبب للنفوس تنطلق الدعوات لله بالمغفرة والرحمة والعتق من النار.. مشاعر عميقة محببة إلي النفس لا يمكن لأي كلمات أن تصفها أو تصل لعظيم قيمتها لدي المسلمين سواء كانوا فوق جبل عرفات أو في بيوتهم. الكل يتسابق اليوم لعمل الخير وأداء الصلاة علي أكمل وجه والصيام إيمانا بأن اليوم وهو وقفة عرفة هذا اليوم الذي قال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام أنه أفضل الأيام وأن أجر الصيام فيه أفضل من صيام أي يوم آخر لأنه يغفرللصائم ما قدمت يداه في العام الماضي والعام القادم وإن صيامه أفضل عند الله من صيام ليلة القدر والليالي العشر الأخيرة من رمضان وأن الله سبحانه وتعالي اختار يوم عرفة ليكون أكثر أيام العام عتقا لعباده من النار..وتكريما لجبل عرفات ووقفة عرفة فقد إجتمع المسلمون علي أن (الحج عرفة) أي أن من يصعد جبل عرفات أو حتي المنطقة المحيطة به خلال يوم عرفة فأنه يكون قد أدي أهم مناسك الحج الأساسية حيث ينطلق بعدها إلي المزدلفة ثم مني ثم صلاة العيد وبعدها يتم نحر الذبائح كما جاء في قوله تعالي (إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر) صدق الله العظيم.. لذا يحرص المسلمون الذين لم يكتب لهم الحج هذا العام علي صيام يوم عرفة وأداء جميع عباداته علي أكمل وجه تقربا إلي الله ولأن هذه الرحلة المحببة إلي كل نفوس المسلمين تداعب باستمرار كل من يتذكرها إذا كان من المحظوظين وسبق له أداء مناسكها ونفس المشاعر تهز كل نفوس المسلمين من عباد الله المخلصين والذين لم يحجوا بعد ..الكل يتمني مع كل صلاة وعند رؤية الكعبة والمسجد النبوي أو حتي سماع أية أخبار أو حكايات عن رحلة الحج يتمنون جميعا أن يكتب الله له أداء فريضة الحج لارتباطهم الوثيق بهذه الأماكن المقدسة ويشتد بهم الحنين والرغبة في قضاء بقية أعمارهم بجوار الكعبة المشرفة ومسجد الرسول عليه الصلاة والسلام. وفي هذه الايام المباركة ندعو الله جميعا أن يحفظ الله مصرنا الغالية وأن يوحد كلمتنا ويؤلف بين قلوبنا لخير الأمة المصرية والإسلامية ويجعل كل طوائف الشعب وجميع القوي السياسية والأحزاب يتمسكون بحبل الله حتي نتمكن من المرور من هذه المحنة التي نمر بها كما قال الله: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) وأن يتحد الجميع من أجل عودة الاستقرار الحقيقي والأمن المنشود وأن تتماسك الأيدي لنعيد عجلة العمل والإنتاج للدوران بعد طول توقف..فليس جدير بنا أن تغلق مصانعنا وتبور مزارعنا وتفسد صناعاتنا ولا يجد المصري رائد التفوق بالمنطقة ما يسد رمقه أو إطعام أولاده أو حتي يسكن بأسرته في سكن آمن .. يارب قلت في كتابك: (إنزلوا مصر إن شاء الله آمنين) ونحن ندعوك بأن تعيد لمصر وشعبها ما يستحقه من أمن وغذاء و سكن وأن تسدد خطي كل مسئول محب لبلادنا وأن تقرب بين الجميع لننهض من جديد فيارب وفقنا جميعا إلي ما فيه الخير بحق يوم عرفة .