جلال عارف منذ سنوات طويلة لم أصادف حالة مثل تلك التي نمر بها ونحن نحتفل بعيد الأضحي المبارك!! في عز الأزمات كنا نسرق من الزمن لحظات للفرح. مع قسوة الحياة كنا نعرف كيف نسعد بالقليل الذي نستطيع الحصول عليه.. في أسوأ الظروف كنا نصارع اليأس ونتمسك بالأمل. كان من لا يعرف مصر يتعجب كيف نبدأ احتفالات العيد بزيارة الراحلين في المقابر، ثم يزول العجب حين يرانا عائدين من هناك ونحن نغني للحياة!! نكشف عن أجمل ما فينا.. هذا التوازن العبقري بين الدين والدنيا، وهذه القدرة علي ان نتحول إلي نهر فياض بالمحبة وبالتسامح وبالتكافل وبالمودة. كم هو جميل هذا الوطن حين يحقق ذاته. حين يشعر كل واحد من أبنائه أنه كبير بنفسه وبالآخرين، حين يحس كل فرد فيه أن الغد أجمل لأنه قادر علي أن يحلم، وقادر علي أن يحقق الأحلام. ها هو العيد.. فأين هذا كله؟!.. الناس متعبة.. ظروف الحياة صعبة. الأسعار فوق طاقة الناس، ولقمة العيش عزيزة. لكننا مررنا بظروف أقسي ولم نكن كذلك. كنا - رغم كل شئ- لا نخلف الميعاد مع الفرح، وكنا في كل عيد نعرف كيف نعانق الحياة وكيف نصنع البهجة. وكنا نعرف أن أجمل ما في الدنيا أن تزرع الابتسامة في قلوب اشتاقت لها، وفي عيون سكنتها الأحزان طويلاً. يقول صلاح جاهين في إحدي رباعياته: جه الربيع يضحك.. لقاني حزين هذا هو ما أشعر به، لست يائسا ولا محبطا ولكني- مثل الكثيرين- حزين.. كنت مثلهم انتظر الكثير بعد الثورة.. فإذا بالأحلام تختطف، والثورة تحاصر من جيوش التخلف وأعداء الحرية وخفافيش الظلام!! وكنت - مثل الملايين في هذا الوطن الجميل- أعانق الأمل بلا حدود بعدما أنجزناه في أيام الثورة، فإذا بنا بعد أقل من عامين نعايش الخوف، وندعو أن: اسلمي يا مصر من كل سوء.. فقط »إسلمي يا مصر«!! أرجو المعذرة عن مشاعر حزينة علي مشارف عيد.. فلي ابنة صغيرة في سن طفلة قصوا شعرها لانها لم ترتد الحجاب، ولي عين تبحث عن الفرحة الغائبة في عيون الناس، ولي عقل يعرف انه لا مفر من معركة ضارية نستعيد فيها مصر التي نحلم بها من سارقي الثورة، وسارقي الفرح!!