محمد الجندى عندما يمنح الله الانسان فرصة ليقوم بمهمة استثنائية يشعر الانسان بشعورين ممتزجين ده البني ادم الطبيعي طبعا. هذان الشعوران هما المسئولية والرغبة في اتقان المهمة وادائها كما ينبغي ومن جانب اخر السعادة والامتنان لله سبحانه وتعالي الذي منح الانسان الولاية وجعله راعيا علي جماد أو حيوان أو انسان أو مجموعة من البشر سواء قلت أو كثرت فما بالنا بأن يكون الانسان راعيا لوطن، لأمة بأكملها. احيانا أتمني أن ادخل عقل رئيس الجمهورية لاري كيف يفكر وكيف يري المسئولية الملقاة علي عاتقه، ان اعرف كيف صنف وحدد الرئيس اولويات العمل وما هي الوعود التي قطعها علي نفسه والتي عاهد الله علي القيام بها. حالة الغليان التي يعيشها هذا الوطن، كيف يراها رئيس الجمهورية وهل هي منطقية أم لا من وجهة نظره، هل هي نابعة من تطورات ومؤشرات غير مطمئنة لغالبية المصريين وتحتاج إلي بيان وتعديل وتحرك مؤثر وملموس، أم انها مخاوف وانتقادات مفتعلة مصطنعة تحركها وتدفعها قوي ترفض التغيير والاصلاح والبناء، ان وجدت هذه العوامل الايجابيه، أم أن ما يحدث هو مزيج من المخاوف الوطنية الحقيقية للمصريين ومن ارث ثقيل مليء بثقوب الفساد بالاضافة الي قوي الظلام التي مازالت تتنفس حتي الان. سيدي الرئيس، بالتاكيد تصل اليك ردود الافعال ونبض الشارع المصري وان كانت النسبة الأكبر من المصريين راضية أم لا، ولا أعرف إن كان وسط هذا السيل من الكلمات والمقالات والأخبار التي تتسارع الي الظهور كل دقيقة، لا أعلم إن كانت هذه الكلمات يمكن ان تحرك ساكنا أو تغير شيئا أم لا ولكني اطالبك كمواطن مصري بألا تكون رئيسا نمطيا يسير وفق التوقعات وطبائع الأمور لآن هذا ليس ما تحتاجه مصر في هذه المرحلة. الشعب المصري له حق عليك في أن تبحث كيفية الخروج من حالة الصراع السياسي والإنقسام الذي يعانيه المجتمع المصري بقرارات استثنائية تقلب الأوضاع السيئة رأسا علي عقب. أقول بمنتهي الأمانة إن التركة التي تركها النظام السابق تركة ثقيلة تتراكم عليها كل يوم احمال جديدة من الديون والفساد والتخلف والجهل, وادرك أيضا أن إدارة أمور وطن ليس بالأمر اليسير الذي يمكن أن نحدده في ساعات أو أيام، وسأضيف علي هذه الأمور ما يزيدها صعوبة وتعقيدا، ألا وهو انتماؤك لجماعة الإخوان والذي يجعل منك سيدي الرئيس شريكا لهم في الفكر والطموحات والرؤي ويجعلك ملزما بتنفيذ برنامج سياسي تعاهدتم عليه من اليوم الأول ولكن، الأمر مرهون برغبتك وارادتك في وضع الأمور في نصابها الصحيح، والتحدي الأكبر هو كيفية الخروج من هذا المأزق بحلول غير اعتيادية تحقق توافقا نسبيا في الشارع المصري وتجعلنا نتحرك للأمام لا أعرف كيف، ولكني أعرف تماما اننا لسنا في حاجة إلي رئيس نمطي في هذه الظروف، نحتاج إلي رئيس يريد أن يحقق المستحيل لوطنه، نحتاج إلي رئيس معجزة.