وصلني خطاب عزيز من السيد وزير المالية ممتاز السعيد، به كل عبارات الود والسلام وبدأه بجملة إن دار أخبار اليوم قد سددت ما عليها من التزامات لدي الضرائب عن الأعوام السابقة.. ولكن الجزء الثاني من الخطاب لا يبشر بأي خير.. فالسيد الوزير يطالب دار أخبار اليوم بضريبة الدمغة المستحقة لا أعرف من أي عام ولكنها من المتأخرات وحتي عام 2006 والتي بلغت مليارا و800 مليون جنيه هي متأخرات علي الدار.. للحقيقة لم أصدم فقد علمت أن مثل هذا الخطاب أرسل للزملاء في دار التحرير وروز اليوسف ودار المعارف.. ولكن الغريب أن السيد الوزير يطالب بهذه المتأخرات الآن تماماً علي رأي المثل »التاجر لما يفلس...« ولأجل حظنا الجميل تم اختيار هذه الفترة لكي يبحث في دفاتره القديمة ويتحفنا بمطالباته المليارية..! السيد الوزير شغل لفترة طويلة منصب وكيل وزارة المالية وعاصر العديد من الوزراء والحكومات والتي لم يطالب أحد منهم بهذا الطلب فهل سأل لماذا؟... لأنه يعرف الجواب والجواب ان هذه المديونيات تم مناقشتها مع الرئيس مبارك قبل الخلع ووعد رؤساء مجالس الإدارات حينها بالحل وقال لهم »ماتدفعوهاش« وعلي هذا الأساس انتظرنا الإعفاء ولكن كان الخلع أقرب... السيد الوزير.. الكل يعلم ما تعانيه الصحف القومية من متاعب ومشكلات لا حصر لها من قلة الموارد الإعلانية نتيجة لعدم ثبات السوق وكثرة المطالب الفئوية وتحملها الزيادات التي أقرتها الدولة في المرتبات وزيادة عليها العديد من الأمور التي ترفع أسعار المواد الخام والأحبار والورق والتي تجبرها علي الالتزام بمستوي الأسعار الذي يعرضها في بعض الأحيان للخسارة ولكنها تستمر في أداء أعمالها وتقبل عمليات الطبع حتي تستمر الماكينات في العمل ولو حتي تم تحصيل أجور العاملين فقط دون خسارة.. ولكن هذا لا يرضي السيد الوزير..! فقد أصدر السيد الوزير قراراً بخصم نصف قيمة أي شيك يصدر باسم أي دار صحفية قومية قامت بطبع الكتب المدرسية وتحصيل النسبة خصماً من الضرائب المتأخرة وبالتالي تصبح كل العمليات الطباعية التي تقوم بها المؤسسات القومية لحساب الكتاب المدرسي ووزارة التربية والتعليم خاسرة اقتصاديا لأن السيد الوزير يصر علي خصم نصف القيمة لحساب وزارته... وطظ في عمال ينتظرون الأجور ومؤسسات تسعي للقيام من العسرات التي كتبت عليها سواء بفعل فاعل أو لظروفها المالية..! سيدي الوزير يكفي أن تعلم أن قيمة ما خصمته من ميزانيات دار روز اليوسف كان يمكن أن يكفيها سؤال المجلس الأعلي للصحافة عن أجور العمال لمدة شهرين.. ويكفي أن تعلم أن ما خصمته من دار أخبار اليوم كان يكفيها خطر اللجوء للسحب من أرصدتها الاحتياطية والتي تحمينا حتي الآن من الهبوط... نعم تحمينا من الهبوط إلي دوري المظاليم تماما مثل كرة القدم والدوري الممتاز... بس مش ممتاز السعيد ممتاز السعيد جداً.. سعيد بأن يري الناس تحتاج ولا يمد يد العون لها وسعيد بأن يكتب التقرير لرئيس الوزراء ليقول نجحنا في تحصيل المليارات دون النظر لسقوط الملايين في دوامة الديون والفقر. أغلب الزملاء من رؤساء مجالس الإدارات للصحف القومية نادوا من خلال المجلس الأعلي للصحافة.. مرجعهم الأساسي بألا يتم الخصم من شيكات وزارة التربية والتعليم وأن نعامل مثل ما عومل فلاحو مصر وتسقط عنا الدولة هذه الديون والتي هي بالفعل لم يتم تحصيلها لصالح تلك المؤسسات فلسنا أقل من الفلاحين أو حتي رجال الأعمال المتعثرين فنحن قوة التوجيه والتنوير لهذه الأمة مهما اختلفت الآراء حولنا فستبقي المؤسسات القومية هي درع المواطن الذي يحميه من عواصف الفتن وقانا الله والسيد ممتاز السعيد شرها وهداه الله إلي حماية مؤسسات الدولة من السقوط.