خالد طاهر يمر عالمنا العربي والإسلامي اليوم بمستجدات ومتغيرات طرأت علي النظم السياسية وانقلبت الاوضاع رأسا علي عقب وتطورت الاحداث من دولة إلي أخري ومن نظام سياسي الي آخر . نحن مقبلون علي ارقي واعظم وأجل النظم السياسية التي نشرت الاسلام حتي وصل الي بلاد الصين والهند وكثير من دول اوروبا وهذا النظام هو ما بث الرعب والهلع والخوف في قلوب الكثير من دول العالم هذا النظام هو الاسلام السياسي واليك أيها القارئ المبررات التي دعتني الي الاشارة للاسلام السياسي. ففي تاريخ اوروبا القديمة وفي العصور المظلمة التي كانت تحكم فيها أوروبا باسم الدين وكان يسيطر رجال الدين علي مقاليد السلطة والحكم مما دفعهم للانحراف باسم الدين عن مصالح البلاد والعباد الامر الذي بموجبه انتشر الفسق والرشوة والمحسوبية وتأخرت بناء عليه دول أوروبا وعاشت في فقر وجهل ومرض وتخلف عن ركب الحضارة وما استتبعه ذلك من انتفاضة الشعوب الاوروبية للقضاء علي سيطرة رجال الدين علي الحكم والحياة السياسية وظهور فكرة العلمانية منذ القرن السابع عشر وانتقالها الي الشرق في بداية القرن التاسع عشر وانتقالها بشكل اساسي الي مصر في نهاية القرن التاسع عشر ومدلول تلك الفكرة هو عزل الدين عن الدولة وقد اعتنق الفكر العلماني النصاري وذلك باستئثار القيصر لسلطة الدولة ولله سلطة الكنيسة استنادا لقول المسيح عليه السلام ( ما لقيصر لقيصر وما لله لله) واذا ما نظرنا الي تلك النظرية بالنسبة للديانة المسيحية أو اليهودية لوجدنا توافقها معهما نظرا لان كل الديانتين كانتا تمهيدا للدين الاسلامي الشامل الوافي مكتمل القواعد والاركان والذي بعث به الرسول الكريم الي الناس جميعا متضمنا جميع جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية الامر الذي لا يحول دون دمج الدين بالسياسة في الاسلام والي المرجعية الدينية المكتملة القواعد في القرآن، اما فشل دمج الدين بالسياسة في اوروبا القديمة وتحول رجال الدين الي طواغيث ومحترفين سياسيين ومستبدين تحت ستار الاكليريوس والرهبانية والعشاء الرباني وبيع صكوك الغفران ووقوف الكنيسة ضد العلم والفكر واتهام العلماء بالهرقطة فكان ذلك كله من أجل خلق اجيال متخلفة يغلب عليها الجهل وعدم الفهم والانسياق وراء رجال الدين دون وعي أو تفكير مما يسهل القدرة علي السيطرة عليهم واقتيادهم وكل ذلك لان رجال الدين المسيحي أو حتي اليهودي لا يرتكنون الي قواعد دينية في الانجيل او التوراة تمكنهم من ممارسة السياسة وادارة شئون الدولة وفقا لقواعد بالكتب المقدسة الانجيل أو التوراة يتناولون بها مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ولكن الوضع مختلف بالنسبة للاسلام السياسي. فالاسلام السياسي يرتكن الي القرآن الكريم اعجاز الله عز وجل لسائر الازمان والناس جميعا، فالقرآن الكريم لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وتناولها بالشرح والتفصيل. القرآن الكريم بعث للناس جميعا، القرآن الكريم هو قواعد اعدت للأمس واليوم والغد، القرآن الكريم هو مرآة التطور والازدهار والرقي الي ان تقوم الساعة فإن كانت ادارة شئون الدول تدار وفقا لقواعد وضعية تخطيء أو تصيب أو ليس من الاجدر اذن ان تدار شئون الدول وفقا للقواعد الآلية التي لا يمكن ان يجانبها الصواب والعبرة في ذلك الامبراطورية الاسلامية التي اوصلت الاسلام الي بلاد الهند والصين ودعمت ركائز الدولة الاسلامية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتي العسكرية وذلك لاتباع الاوائل في الاسلام لقواعد القرآن الكريم، فدعونا نترك لولي الامر العودة الي اقامة قواعد كتاب الله فينا وفي أمور الدولة ونترك له المساحة الكافية والوقت الكافي ليلحقنا بركب التقدم والرقي وان نكون في مصاف الدول الكبري وافلح إن صدق.