رغم حدة المناظرة .. تبادل حمزاوى وصالح العناق فى مودة استضافت جامعة الإسكندرية، مناظرة مهمة بين صبحي صالح النائب البرلماني السابق لكتلة الاخوان المسلمين ممثلاعن التيار الديني "الاخواني " ،والدكتور عمرو حمزاوي استاذ العلوم السياسيه وكبير باحثي معهد كارينجي لدراسات السلام "ممثلا عن التيار الليبرالي" وقد اتفق الطرفان علي عدم جواز فصل الدولة عن الدين وان اختلفا في كيفية لتطبيق، كما اتفقا في مبدأ التخويف والتخوين او الفزاعات، مؤكدين اهميه مشاركة جميع الاطراف في الحوار الوطني وقد احتشد الآلاف للاستماع الي المناظرة لمميزة ،داخل مدرجات كلية الحقوق ،وخارجها من خلال مشاهدة شاشات العرض الخارجية والسماعات،ورغم حدوث بعض المقاطعات والهتافات الدينية،الا ان وعي الحضور كان كبيرا،واحتوي الموقف ،وطالبوا بضرورة عدم التدخل وترك الحوار للمتناظرين ،وهتفوا جميعا لمصر قائلين" كلنا ايد واحدة " تاكيدا علي أهمية الوحدة وان الخلاف لايفسد للود قضية.،كما اختتموا لحوار بالنشيد الوطني ،وقد ابدوا اعجابهم بمثل هذه المناظرات والحوارات الوطنية التي تحفز علي المشاركة الجماعية ،وتساعد علي إنتقال مصر الي مرحلة أفضل. المحور الأول العلاقة بين الدولة والدين قال صالح :قطعا وجزما أقول أن طرح هذا السؤال علي منهج الإسلام أمر خاطئ فهو لا ينطبق علي الإسلام تماما واختيار هذا المصطلح إما لجهل في الاصطلاح أو المنهج أو الفهم لأن الإسلام دين ودولة والله أنزل كتابا فأحل حلالا وحرم حراما وأرسل نبيا وعلم الناس علاقة الفرد بربه ومع الناس وعلم الإنسانية صناعة الحضارة ولذلك لما نزل القرآن كان منه 600 آية اسمها آيات الأحكام.. ومن يفصل الدين عن الدولة يلغي 600 آية من القرآن ثم يصنع المشكلة من حيث أراد الحل فالقرآن حينما يحرم الربا فما هذا إلا حكم وحل اقتصادي ثم نظريات القصاص والقتال والصيام التي وردت في القرآن بنفس الصياغة وسياق الحديث مع إختلاف الدلالات خلطت بين القانون الدولي العام والجنائي فأي آيات نتعبد بها وأيها نعيش به؟! وتابع: ثم جاءت آيات كتابة الدين لتكون قانون إثبات لحكم الدنيا والسلوك الإنساني . وأشار إلي أنه لكي يتم فهم هذه الإشكالية لا بد من معرفة مكمن الخلل في مضمون المصطلح وهو إسقاط مفهوم الدين في الفكر الغربي علي الإسلام ففي الغرب يعتمدون نظرية "ما للقيصر للقيصر وما لله لله" وفي الإسلام الأمر كله لله ، والقيصر وما ملك هو عبد الله . وتابع: العلماء يقولون إنما الدنيا موضوع الدين أي نزل الدين لإدارة شئون الدنيا لذلك كانت الأحكام في 600 آية وفي كلية الحقوق تعلمنا من أساتذتنا أن الشريعة الإسلامية نظمت القانون الذي ينظمه الغرب الآن . وأكمل: بالمفهوم العكسي ليكن فصل الدين عن الدولة ..فهل الذي يفصل الدين عن هذا يسمح لنا بإقامة الأحكام بمعرفتنا أم سيقول أننا دولة أمام دولة؟ المحور الثاني: دور المرأة المرأة في الإسلام أمر لم تعرفه البشرية قط وما عظم نظام دورها مثل الإسلام ففي الوقت الذي كان العالم الغربي كله يبحث هل المرأة مخلوق شيطاني أم نجس حتي القرن ال 15 كان القرآن يقول إن أكرمكم عند الله أتقاكم ويكرم المرأة فكانت المرأة في الإسلام محمولة لا مهانة وهي بنت محمولة علي أبيها وإن تزوجت فعلي زوجها وإن كبرت فعلي ولدها فهي مصانة دائما. وتابع: عندما أسس النبي للدولة وفي المفاوضات في بيعة العقبة بايع النساء والرجال في تأسيس الدولة وأول من آمن بالإسلام كانت امرأة "السيدة خديجة" فكانت يوما مما نصف الإسلام وأول شهيد في الإسلام كانت امرأة ومن ثم فقد بايعت وأسست وآمنت واستشهدت . وهي مستودع العلم الشرعي أيضا حيث قال النبي - صلي الله عليه وسلم - "خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء" - يقصد السيدة عائشة - فكانت مرجعا للإفتاء كما شاركت في الغزوات وكانت مستشارة في الرأي السياسي لرئيس الدولة. وألمح إلي أن المراة في الإسلام أعز كيان وعلي سبيل المثال صداق المرأة في الزواج حقها ليس لأبيها أن يأخذه فتقبضه بيدها وإن شاءت تبرعت أو منعت وهناك 12 حالة تنفرد المرأة بميراث أكثر من الرجل حتي يعلم الجاهل ما هي المرأة في الإسلام فإذا كانت تشغل القضاة والحياة والحرب فما أعظم الإسلام عندما كرم المرأة. المحور الثالث: مستقبل مصر نري أنه الخطوة الأولي في إدراك المستقبل أن يعيد المصربين اكتشاف أنفسهم إعمالا لنظرية "إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم" وإعادة اكتشاف الذات في أن تبحث عن الهوية والانتماء والحضارة والخصوصية حتي نعرف من نحن وماذا نريد. وتابع: نؤمن أن الإصلاح السياسي قاطرة الرقي بالمجتمع ونطالب بنظام سياسي السيادة فيه للشعب ..بحيث يكون هو مصدر السلطات يراقب أعمالهم ..ونقبل بتداول السلطة والاحتكام إلي صناديق الانتخاب ونقبل الآخر مطلقا أيا كان فكره وعقله شريطة أن يقبل بنا وكما نرفض أن نشطب أحدا فلن نسمح لأحد أن يشطبنا أيضا.. لا نؤمن بالإقصاء لأننا عانينا من ذلك الأمرين ولا نقبل علي الناس إلا كما نقبل علي أنفسنا. ودعا إلي أن يعرض الكل مشروعه وهويته وأن يذهب الجميع إلي الناس وليقبل الكل بالنتائج.