احتدم الجدل داخل الأوساط السياسية في الولاياتالمتحدة حول مساعدات أمريكية بقيمة 450 مليون دولار كانت مقررة لمصر وعرقلها نواب جمهوريون بالكونجرس الأمريكي. ويجمع مراقبون ان الاختلاف الحزبي في الكونجرس حول هذه القضية يأتي في اطار احتدام السباق للبيت الأبيض، الذي لم يكن يتوقع ان يقفز فيه فجأة موضوع المساعدات الخارجية عموما، لكنه تفجر بعد أحداث السفارة الأمريكية بالقاهرة والمظاهرات العنيفة التي قتل في أعقابها السفير الأمريكي في ليبيا. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أبلغ الكونجرس قبل أيام بعزمه تقديم مبلغ 450 مليون دولار يصرف بشكل عاجل الي الحكومة المصرية ضمن مبلغ قيمته مليار دولار كان أوباما تعهد بتقديمه لمصر في مايو من العام الماضي وذلك لدعم التحول الديمقراطي بعد الثورة. لكن جمهوريين علي رأسهم "كاي جرانجر" النائبة عن ولاية تكساس ورئيس اللجنة الفرعية للتمويل بمجلس النواب - برروا رفضهم بأن العلاقات الثنائية بين أمريكا ومصر هي محل رصد دقيق "لاسيما في ظل ادارة الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين". وكرر المرشح الجمهوري "ميت رومني" موقف الجمهوريين معتبرا ان "المستجدات الخطيرة في المنطقة وبينها وصول مرسي للحكم" تعد من الأحداث المنذرة للولايات المتحدة، والتي يجب معها ان تعيد النظر في تقديم مساعدات مالية مباشرة الي تلك الدول. وفي اطار دعوته لما أسماه "منهج جديد لعهد جديد"، أكد المرشح الجمهوري في خطاب بنيويورك ضرورة ربط المساعدات الخارجية بسياسات التجارة والاستثمار الخاص والشراكات الاقتصادية مع الدول الممنوحة. وجدد رومني موقفه في مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن الولاياتالمتحدة يجب ان تستخدم "المساعدات الاقتصادية والقوة العسكرية الموجهة بالقيم الأمريكية" للتأثير علي مجريات الأحداث في الشرق الأوسط بما يحمي مصالحها. وفي اطار دعوته ل"استراتيجية أمريكية جديدة" للتعامل مع أخطار المنطقة والتي أعاد فيها الإشارة الي صعود الإخوان المسلمين في مصر - قال رومني ان أمريكا في ظل حكم أوباما تبدو وكأنها "تحت رحمة الأحداث، ولا تسيطر علي اي شئ". لكن الموقف داخل الكتلة الجمهورية في الكونجرس لم يكن منسجما، اذ كشفت تقارير إعلامية عن انتقادات بين الجمهوريين وبعضهم وصلت لمستوي المشادات في نقاشهم حول المساعدات لمصر. وفي وقت سابق حاول "راند بول" عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كنتاكي ان يمرر تعديلا يتم بموجبه قطع المساعدات تماما عن مصر حتي تحاكم المسئولين عن الهجوم علي مقر السفارة الأمريكية بالقاهرة. وقال ان اي دولة تحصل علي مساعدات فلابد ان تتصرف كحليف ولا تعارض مصالح أمريكا. في المقابل انتقد "جون ماكين" السيناتور عن ولاية أريزونا دعوة بول، قائلا ان خطابا موقعا من نحو 110 من الجنرالات المتقاعدين أعربوا للمجلس دعمهم لمواصلة تقديم المساعدات لمصر وليبيا لأسباب تتعلق بالأمن القومي. كما أشار ماكين الي خطاب أرسلته "لجنة العلاقات العامة الأمريكية - الإسرائيلية" (ايباك) عارضت فيه دعوة بول قائلة ان "كلامه حمّال لأوجه عديدة وقد ينتهي المطاف الي قطع المساعدات عن اسرائيل". وحذر ماكين من ان قطع المساعدات عن مصر قد يضر لعلاقاتها بإسرائيل. .