تحقيق : لمياء متولي . مخلص عبدالحي . هيدي دسوقي الخبراء : الإضرابات ظاهرة سلبية تحتاج علاجا وتنظيم سلوكيات نجوي حسن الشعب يعلن الغضب من مسلسل الاضرابات والوقفات الاحتجاجية المطالب الفئوية فاقت الحدود.. لم تعد تهدد المصالح والاقتصاد فقط بل امتد تأثيرها لحياة المواطنين اليومية دون مراعاة لأي اعتبارات. الأطباء ملائكة الرحمة يدعون للإضراب غير عابئين بحياة المرضي ولا بالمسئولية التي أؤتمنوا عليها المعلمون أيضا اعلنوا الاضراب لا يعنيهم مستقبل زهرة شباب مصر أطفال اليوم أبطال الغد.. سائقو هيئة النقل العام انضموا ايضا الي موضة وبدعة الاضرابات تاركين الغلابة والمطحونين فريسة لسائقي الميكروباص وبلطجية المواقف العشوائية.. المصريون ملوا من حالة اللا عمل واللا حساب أو عقاب.. رجل الشارع طفح به الكيل فخرج بأعلي صوته يرفض جميع الاعمال والتصرفات التي تهدده في رزقه وتعطل مصالحه مطالبا الحكومة بحل معضلة الاضرابات حتي لا تنتقل إليه العدوي وساعتها لن تكون في مصر كلها حياة. خطوط حمراء في البداية يقول د. أحمد أبوالنور استاذ الاقتصاديات الحرجة وإدارة الأزمات ان مصطلح اضراب أصبح مألوفا لدي الناس ولكن بعض الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات الفئوية تجاوزت كل الخطوط الحمراء مما يؤثر سلبيا علي المشهد العام في مصر وتحديدا علي الوضع الاقتصادي وساعد ذلك علي وجود قانون صارم ينظم العلاقة بين صاحب العمل والعمال مطالبا بضرورة العمل علي وضع اطار قانوني ينظم هذه العلاقة ويحدد الحقوق والواجبات بين العامل ورب العمل مؤكدا ان ترك الحبل علي الغارب سيؤدي الي هدم الدولة، موضحا اننا بحاجة في المرحلة الحالية الي تخطيط دقيق و ان نسير علي خطي محددة حتي نخرج من هذه الازمة، فالمواطن اصبح يري الاعتصام وسيلة من وسائل التعبير عن حقوقه والمطالبة بها و نظرا لشعور العديد من القطاعات بعدم الحصول علي مطالبها فانهم يلجأون الي الاعتصام رغم ما تحمله هذه الظاهرة من تعطيل لعجلة الانتاج ومصالح المواطنين..مشيرا انه يجب علي الحكومة النظر الي هذه المطالب بعين الاعتبار و ان تلتفت الي مشاكل و حقوق كل فئة بشكل واضح ،لانه اذا شعر المتظاهرون بأنهم علي خريطة اهتمام الحكومة فسيختلف الامر تماما و سيشعر كل فرد بأنه يحصل علي حقه. أين الاستقرار؟ ويؤكد الدكتور حمدي عبد العظيم استاذ الاقتصاد نحن بحاجة الي الاستقرار في الوقت الراهن و ما يتم الآن من اضرابات الاطباء او قطاعات اخري امر له العديد من النتائج السلبية التي ستؤثر بشكل كبير علي وضعنا الحالي من تعطيل وتأخير لحركة الانتاج والتأثير علي الدخل القومي خاصة والاضرار بقطاع السياحة بشكل واضح نظرا لعدم وجود استقرار وامان .. مضيفا نحن بحاجة الي تهيئة المناخ و الاجواء للاستثمار بدلا من تخوف المستثمرين والامر الاصعب انه في الوقت الذي نطالب فيه بفرص عمل جديدة لمواجهة البطالة تأتي الاضرابات والمطالب الفئوية لتؤدي الي احداث نوع من التضخم ويؤثر بشكل كبير علي ارتفاع الاسعار..لذا اطالب بضرورة اعادة النظر في هذه التظاهرات حتي تستقر اوضاعنا الاقتصادية. ويضيف ان المطالب الفئوية والوقفات الاحتجاجية ازدادت بشكل كبير خلال الفترة الاخيرة وتصاعدت وتيرتها منذ تولي الرئيس المنتخب واعتقد انها ورقة ضغط علي الرئيس وأطالب أصحاب هذه المطالب بضرورة العودة الي العمل وترك الفرصة للرئيس لكي يستطيع ان يحل الأزمات ويعالج الامور المستعصية منذ زمن ولا يمكن بأي حال من الاحوال حلها بالريموت كنترول. ضياع الأمن وهيبة الدولة ويشير اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية الاسبق ان ما يحدث هو ورقة ضغط علي الدولة ومؤسساتها وتهدد الوضع الامني في مصر وتؤثر علي المشهد العام وتزيده تعقيدا مطالبا بقانون ينظم حق التظاهر والمظاهرات ويحدد اماكنها ومواعيدها بحيث لاتكون حائلا او عائقا يضر بالانتاج ويؤثر علي الاقتصاد مضيفا انه اذا استمر الوضع علي ما هو عليه ستعم الفوضي وسنعود الي الوراء. ويؤكد الخبير الامني انه لابد من الضرب بيد من حديد وتطبيق القانون بحزم علي كل من يعطل المصالح ويهدد حياة المواطنين فلابد من اتخاذ الاجراءات وعدم التهاون مع المحرضين والذين قد يستخدمون المتظاهرين في اثارة الازمات. ويضيف انه كان من الافضل ان ينتظر اصحاب المطالب الفئوية والمظاهرات حتي يتعافي الاقتصاد وبعد ذلك يطالبون بحل مشاكلهم ولكن بشكل غير الذي نراه امامنا الان فالطرق التي تلجأ اليها بعض الفئات مثل المعلمين والاطباء وسائقي النقل غير قانونية لانهم يعطلون مصالح الاخرين ويرهقون الوضع الاقتصادي والامني في مصر، كما ان لجوء بعض اصحاب الوقفات الاحتجاجية الي قطع الطرق والسكة الحديد، يضيع هيبة الدولة. المواطنون ساخطون اما عن رأي الشارع في كثرة الاحتجاجات الفئوية فهناك حالة من السخط العام علي مثل هذه الافعال فالمواطنون انتقدوها وهاجموا اصحابها، واكدوا ان من يريدون تعطيل المصالح لابد من اثنائهم عن قراراتهم، ولا ننتظر ان يفعل الاطباء مثلما فعل سائقو النقل العام، فيقول محمد اشرف - مهندس - ان هذه الاعتصامات والاضرابات تؤدي الي تعطيل المصالح وتهدد الفقراء في كسب العيش وتدمر الاقتصاد فلماذا تواجه باسلوب الايدي المرتعشة »وتجاهلوا مصالح المواطنين الذين »فاض بهم الكيل« وطالب المسئولين ب»النزول« الي المتظاهرين واعطائهم وعودا حقيقية وتوعيتهم بخطورة ما يفعلون، ووضع برنامج زمني محدد لهم بتحقيق مطالبهم حتي لا تصبح تلك الاضرابات الخطر الأكبر علي الاقتصاد الوطني. فقدان الثقة هذه المطالب مشروعة ولا يمكن اعتبار من يطالب بها خارجا علي القانون. بهذه الكلمات الحادة بدأ الدكتور جمال سلامة استاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس حديثه موضحا أن هذه المظاهرات والوقفات تعتبر مطالب عامة من قبل موظفين وعمال يقع عليهم ظلم من قبل مؤسساتهم وشركاتهم التي يعملون بها ولا تفي بمطالبهم بل إنها تهدر حقوقهم المادية وبالتالي فاننا يجب ان نتكاتف جميعا لسماع شكواهم ومطالبهم والعمل علي حلها وليس اهمالها أو مهاجمتها او اعطاء وعود مسكنة وزائفة لأنها مطالب مشروعة حتي لا يرسخون فكرة عدم الثقة في الحكومة والتي هي موجودة في اذهان الناس جميعا. ويضيف ان هذه الوقفات الاحتجاجية ليس مقصودا بها الرئيس د. محمد مرسي بعينه، والدليل علي ذلك أنها كانت متواجدة منذ قيام الثورة مرورا بحكومة د. عصام شرف و د. كمال الجنزوري رئيس الوزراء فالمطلوب حل مشاكلهم واعطاء وعود جادة لبدء حل هذه المشكلات خاصة ان من يدعون الي اضرابات عامة هم فئات حيوية في المجتمع مثل الاطباء والمدرسين. اما رجل الشارع فيهاجم المضربين والمعتصمين وقالوا لا ننتظر من الاطباء ملائكة الرحمة ان يفعلوا مثل سائقي النقل العام فيقول محمد اشرف مهندس ان الاعتصامات والمظاهرات هي »وقف حال« لجميع المواطنين وهذا سيعود بالخسارة علي الاقتصاد وعلي اصحاب هذه المطالب انفسهم ومن يطالب بحقه لا بد له ان ينتظر او ان يطالب بحقه بشكل مشروع ومنظم بالشكل الذي لا يؤثر علي مصالح الاخرين فالذي يريد ان يفعله الاطباء من اضراب عام سيلحق اضرارا جسيمة بالوطن والمواطنين . ويضيف احمد البحيري موظف علي المعاش ان احوال المواطنين في تدهور مستمر، فالاسعار المبالغ فيها لجميع السلع ارهقت المواطنين كثيرا واضاف قائلا : الناس مش مستحملة اضرابات ووقف حال اكثر من كده، فالناس هتلاقيها من الغلاء الفاحش ولا من غياب المواصلات اثناء اضراب سائقي النقل العام ولا من اضراب الاطباء والمعلمين. وبلهجة مليئة بالاسي والحزن علي ما وصلت اليه احوال المواطنين والبلد بصفة عامة تقول نجوي حسن ربة منزل " انا حزينة علي وضع البلد ربنا يجازي اللي بيحرك الاحداث ويشعلها في البلد ففي الوقت الذي انتهت فيها مظاهرات واعتصامات ميدان التحرير ظهر لنا اصحاب المطالب الفئوية الذين يقطعون الطرق ويعطلون المرور. ويتفق معها مصطفي عبد الونيس - محام - في ان هذه المظاهرات الفئوية التي يدعو اليها اصحاب المطالب من المعلمين والاطباء وعمال المصانع وموظفي الهيئات الحكومية هي نوع من العبث بأمن وامان البلد وهناك من يستغل هذه المظاهرات ويشعل الاحداث وهذا نوع من الفوضي المدبرة. وتنهي منة اشرف - موظفة - حديثها بأن هذه المظاهرات لا فائدة منها وعلي اصحابها التحلي بالصبر لان الوضع الاقتصادي للبلاد متدهور ولا يسمح بكل هذه المطالب في آن واحد.