العديد من المظاهرات والإضرابات أمام مجلس الوزراء رأيناها وتابعناها خلال الأيام القليلة الماضية وبعضها مستمر حتي لحظة كتابة هذا المقال، منها علي سبيل المثال وليس الحصر، مظاهرة للأطباء، وتهديد بإضراب، ومعها مظاهرة حاشدة لسائقي وعمال النقل العام الذين اضربوا بالفعل عن العمل لعدة أيام، ومن قبلهم مظاهرة للمعلمين مع بداية العام الدراسي سبقها اضراب وتوقف عن القيام بمهامهم التعليمية، ثم مظاهرة رابعة لمجموعة من الفلاحين، ومن بعدهم مظاهرات أخري في الطريق، يهدد بها البعض هنا أو هناك، بطول وعرض خريطة الجمهورية. وكل مظاهرة من المظاهرات وكل اضراب من الاضرابات وراءه شكاوي ومطالب فئوية ابتداء من المعلمين وانتهاء بالأطباء، مرورا بسائقي وعمال النقل، والمزارعين، وغيرهم وغيرهم،...، وفي كل مظاهرة أو إضراب هناك بالقطع تعطيل عن العمل، وتعطل عن الانتاج، وغلق للطرق، واضرار بالمصالح لعامة الناس، وعموم المواطنين. ونحن ندرك ان غالبية هذه المظاهرات وتلك الاضرابات مطالبها مشروعة، وحقوق طال اهدارها، وتراكمت عبر السنوات الماضية، ولم تجد من يستجيب لها، أو يقوم بتلبيتها، وهو ما سبب سخطا وغضبا شديدين لأصحابها والمطالبين بها. وندرك في ذات الوقت ان لكل الفئات التي تعرضت لهذه المظالم، وصبرت طوال السنوات الماضية علي حقوقها المهدرة، قد نفد صبرها، ووجدت ضالتها في هذه الآونة، وفي ظل الحالة الثورية التي تعيشها مصر الآن، فخرجت كلها للمطالبة بهذه الحقوق ساعية للمطالبة بها والحصول عليها كلها مرة واحدة. ومن هنا فإنني، بل نحن جميعا، سواء في الحكومة أو عامة الشعب نتفهم جميع المطالب الفئوية في إطارها العام، بمعني أنها حق غائب عن أصحابها، واستمر غيابه طويلا، مما تسبب في واقع سيئ، وضاغط علي جميع الفئات، سواء المعلمون أو الأطباء أو أساتذة الجامعات أو ضباط الشرطة، أو العاملون بالنقل العام، أو غيرهم،...، وكلنا نتفهم أن هذه الحقوق واجبة الأداء من الأمس قبل اليوم. كل هذا أو أكثر منه ندركه ونقدره، ونحن بالقطع مع كل المطالب العادلة لكل الفئات، ولكننا جميعا يجب ان ندرك ونتفهم أن تلبية هذه الحقوق يحتاج أول ما يحتاج إلي العمل والانتاج ومزيد من العمل والانتاج، مع قليل من الصبر،..، وعلينا أن نتذكر في ذلك، أن الله سبحانه وتعالي قد خلق العالم في ستة أيام، وكان يستطيع أن يخلقه جلت قدرته في كسر من الثانية. فهل نستطيع الصبر علي البشر بعض الوقت؟!.