لم يكن نداء الحرية والعدالة للتيار الشعبي سوي إحساس بقيمة الوطن النداء الذي وجهه حزب الحرية والعدالة إلي اجتماع التيار الشعبي في عابدين اسعدني جدا لأن هذا لا يحمل سوي معني واحد هو أن مصر تستعدل بناسها وأن أسلوب الفرقة والجزر المنعزلة والكل يلوح بالقوة والسيطرة أصبح لا يفيد في شعب قوته في تلاحمه الحمد لله وبانتظار باقي التجمعات من أجل بلد يتعافي ويحافظ علي ثورت الكاسيات العاريات الكاسيات العاريات لا يبررن التحرش بل يدربن الشباب علي عصمة رجولتهم كثر الكلام عن التحرش وطالب الناس باصدار قانون يعاقب المتحرشين وبدأت البنات حق الدفاع عن النفس ابتداء من النظرات النارية وصولا إلي اللمسات الخبيثة. ولم يتحدث أحد عن الشارع المصري الذي أصبح مليئا بالكاسيات العاريات وان كنتم أحبائي القراء لا تعرفون الكاسيات العاريات فانظروا حولكم إنهن يرتدين البنطلونات الملتصقة بالجسم وكأنه »مرشوش« عليهن ونفس الفتاة تغطي رأسها بغطاء رأس كبير جدا شديد الغرابة منتقي بألوان زاهية وكرانيش وكشاكيش وترتر وخرز وقد طلبت مني فتاتان محجبتان التصوير معي فرفضت وقالت لي إحداهن: - ليه يا ماما نعم؟ قلت - انت غير محجبة! - أمال أنا إيه؟ - انت محزقة شوفي بنطلونك إزاي تلبسي كده وانت محجبة؟ - بالبس زي أصحابي الجينز الضيق موضة. - والإسلام موضته مش كده! - لأ طبعا الإسلام ديننا. - الإسلام قالك امشي محزقة.. - ماقالش لكن ما منعش البنطلونات وقالت البنت الثانية »محزقة أيضا« - البنطلون حشمة وسترة انت غريبة قوي يا ماما نعم - سترة وحشمة وتفاصيل جسمك باينه؟ البسي بنطلون واسع. - اصله مش موضة.. - اسمعوا يا بنات.. القرآن أمرنا بالملابس الفضفاضة اللي ماتبينش تفاصيل الجسم.. انتم بالطريقة دي بتحرضوا علي التحرش.. - إحنا ماشيين في حالنا واللي يقربلي افقع عينه. ولم أكمل حواري معهن فقد أحسست انني ضد التيار فأين الأمهات والآباء والأسرة كلها عمات وخالات أين كل هؤلاء والفتاة تغطي رأسها »وبرضه غطاء موضة وهذا ليس عيبا« ولكن جسمها بكل تفاصيله »محشور« داخل بنطلون من أجل مواكبة الموضة.. وتعجبت لكل هذا الهجوم علي التحرش »وهذا مطلوب« لكن في ذات الوقت يجب ان نناقش بل نقوم بحملة مثل الحملة التي تواجه التحرش بحملة أخري تواجه الكاسيات العاريات، حملة تنطلق من البيت ومن التليفزيون ولست ضد البنطلون والحرية في ارتداء الزي ولكن قبل ان نطلب قانونا رادعا للمتحرشين أمنع أولاً اسباب التحرش وربما لم يكن السبب الوحيد هو تلك الكاسيات العاريات ولكن اعتقد انه سبب قوي لمن لا يستطيع ان يعصم نفسه. في قناعتي أن أسباب التحرش يقف علي أولوياتها الفراغ والخواء الثقافي وقد زاد الفراغ الثقافي وصدقوني بعد ان انتشر استعمال البرمجيات مثل اللاب توب والآي باد واستعمال الانترنت في الثقافة الجاهزة السريعة، وكما يتلف الطعام السريع المعدة تتلف وجبات الثقافة السريعة العقل ويصبح مزدحما بغير احتفاظ بشئ فيكون الفراغ مقابل الازدحام، وبدأت أوروبا تراجع نفسها واصبح ممنوعا في مكتبات الاطفال والمراهقين الدخول بالبرمجيات حتي ينفردوا بالكتاب وتصبح الثقافة أكثر ثباتا وثقافة الاختيار والانتقاء حيث يختار الطفل أو المراهق الكتاب الذي يريده ثم يقرأه، وقد قالت لي احدي اخصائيات المكتبات في ريف انجلترا ان الأطفال أصبحوا يقبلون علي القراءة حينما شاركت المدرسة الأهالي في دفع الكتب إلي ايدي الأطفال ومنع اللاب توب وغيره من الحصص وفي نفس الوقت خصصوا حصصا معينة لاستعمال البرمجيات. نعود ثانيا لقضيتنا الأساسية وهي الكاسيات العاريات.. أنا أري ان شعر الفتاة لا يحرض علي الفتنة أو التحرش مثل جسمها الذي تظهر تفاصيله ولا يلتفت الشارع المصري لهذه الظاهرة وقد تنامت كثيرا لأن انتشار العنوسة ارتبط عند الفتيات باقبال الشباب علي المحجبات وللأسف الشديد ازدادت ظاهرة المحجبات اللاتي لا يحرصن علي الصلاة وأقول كلمة أخيرة للكاسيات العاريات يجب ان تراجع كل منكن أسلوب ارتدائها لملابسها قبل ان تخرج من البيت وأن يعصم كل شاب نفسه وإلا فسوف يكون في موقع أقرب للحيوان منه إلي الإنسان الذي جعله الله في الأرض خليفه الفرحة في أكاديمية أخبار اليوم السبت دعاني الصديق الدكتور أحمد زكي بدر رئيس أكاديمية أخبار اليوم لحضور حفل تخرج شباب قسم الصحافة وأحسست ان المشوار القديم يتواصل ونجح في البصم علي جدار الوطن وأن المبني الثاني في شارع الصحافة الذي انشأه تلاميذ الراحلين مصطفي وعلي أمين وهم موسي صبري وسعيد سنبل وطلعت الزهيري ثم تواصل التلاميذ في حمل الأمانة إبراهيم سعده وعهدي فضلي وتوالي أولادي محمد الهواري وأخيرا أحمد سامح.. وقد رأس مجلس إدارة الأكاديمية ولدنا محمد الهواري هناك احسست أنني كبرت، ولكن أحمل وجدان طفلة. حينما دخلت الصرح الكبير العظيم تلك الأكاديمية التي تنتج ماشاء الله هذا العدد من البراعم.. لم أكن الطفلة الوحيدة الكبيرة التي حضرت العيد كان حولي الإداريون العظام.. واتسعت ابتسامات ضيوفنا الذين حضروا عيد الحصاد د. أحمد فهمي رئيس الشوري ورئيس المجلس الأعلي للصحافة ومحافظ الجيزة د. علي عبدالرحمن ودخل الزميل أحمد سامح آخر رئيس لمجلس إدارة أخبار اليوم والذي قام بالتدريس في الأكاديمية فرحا سعيدا بتلاميذه الذين زاملوه الآن وأصبحوا خريجين وهم لا يدرون أن المشوار مازال طويلا طويلا والمسئولية جد ثقيلة في بلد تتغير الحياة فيه كل يوم ولكن مصر جايه.. ومصر أقوي من كل ما يحدث الآن.. ونثر خفة دمه علينا الدكتور صلاح قبضايا وجيل الزمن الجميل. هذه الفرحة كان أساسها أمام عيني وفي قلبي قدرة أخبار اليوم علي التواصل والنمو وهذا يدل علي الكيمياء الخاصة التي يتمتع بها المصريون وهي شدة المقدرة علي التواجد في حلقات يكمل كل منها الآخر والكل يعلم ان القارئ العزيز الذي يتوارث أبناؤه الالتزام بهذه المدرسة الصحفية هو جزء هام جدا من هذا النجاح وهذا التواصل، إن قراء الأخبار وأخبار اليوم وكل الإصدارات التي حرصت عليها هذه الدار العريقة تصب في كل فئات الشعب.. وقارئ صحف ومجلات أخبار اليوم هو بلا شك صاحب الجلالة القارئ وليست الصحافة. مرحبا بالخريجين.. وتهنئتي لكل العاملين في الأكاديمية الإداريين العظام الذين يحملون عبء إدارة هذا الصرح العلمي العظيم ويوصلونه لانتاج هذه النوعية من الخريجين الذين سوف يغذون الصحافة إن شاء الله. ذكاء سميحة أيوب الثلاثاء: لا اعتقد ان شهادتي مجروحة لصداقتي لفنانتنا الكبيرة، ذلك لانها بصمت علي جدار الوطن في كل موقع شغلته سواء فنانة علي خشبة المسرح أو مديرة للمسرح القومي، ولا أنسي حينما داهمتها الحرب اختارت الفنان محمد نوح بعيني جواهرجي وحولت خشبة المسرح إلي شعلة وشدي حيلك يا بلد.. يمتد ذكاؤها ماشاء الله لتصبح سيدة السينما بعد سيدة المسرح واندهشت حينما رأيت اعلان فيلم »تيته رهيبة« ولأنني لا يضحكني إلا هنيدي بعد الراحل علاء ولي الدين طبعا عدا عادل إمام وسعيد صالح فقد دخلت الفيلم مدفوعة بذكاء سميحة.. وكان الفيلم قد اكتسح أفلام العيد وبعد العيد.. ما هذا الدور الذي لو لم تلتزم بعبقريتها لأصبح الفيلم علي عاتق هنيدي وحده الذي غامر وقدم شخصية جديدة تكمل النضج الفني الذي راهنت عليه منذ أول فيلم.. أعجبني في الفيلم صدام الجيلين بشكل عبقري لا لقاء فيه وكانت عبقرية المخرج والفنانة الشابة إيمي غانم في نهاية ساخنة وتليق بالشارع المصري حيث تمت الولادة بايقاف المرور وتماسك فئات الشعب في مشهد شديد العبقرية تعامل فيه المخرج مع سيناريو ذكي بحيث كان المولود هو منطقة لقاء بين هنيدي الأب والجدة سميحة وهو أيضا يظهر ضعف الجدة للقادم الجديد وهل يستمر ذكاء سميحة بعد انهيار المسرح في تدفقها سينمائيا؟ اعتقد ذلك.. المرضي علي المقهي مكالمة من قارئ له ضمير يقظ هو الأستاذ فاروق التهامي وكيل أول وزارة الكهرباء السابق. قال لي بعد أن قرأ يومياتي الماضية عن التلاعب في الجمعيات الخيرية إن الجمعية إياها التي تبتز المشاهدين في التليفزيون بالأطفال الأيتام والفقراء والمعوزين هذه الجمعية تملك دار إيواء »نصب« بجانب سور مجري العيون فتحتها بدعوي استقبال مرضي السرطان الذين يأتون من الاقاليم ليأخذوا العلاج الكيميائي والكهرباء. وجاء قبل الموعد بساعتين جاء ليتبرع لهؤلاء الغلابة فوجد الدار لم تفتح أبوابها بعد فجلس علي مقهي مجاور وبعد ساعة وجد زبائن المقهي ينسحبون تاركين الشيشة والطلبات فتعجب لانسحاب كل هؤلاء مرة واحدة وزاد تعجبه حينما ذهب إلي الدار ليزور المرضي ويتبرع فوجد الأسرة وعليها زبائن المقهي الذين جلس معهم ينتظر فتح الأبواب.. تصوروا يصل النصب علي المتبرعين إلي هذا الحد..!! لم أجد سوي حسبي الله ونعم الوكيل في هذه الجمعية.