بلاجدال كانت الهبة والثورة من أجل الفيلم المسيء للرسول مهمة جداً وأيقظت ضمير العالم نحو هذا الدين القيم ورسوله الكريم النادر في إنسانيته وفي قدراته علي نشر الدين الحنيف وعظمة المقدرة علي توصيل آيات الله للبشر والتي لم تقرأ القراءة المطلوبة ولم يفرغ القرآن الكريم حتي الآن من كل ما فيه ويتعجب من يقرأه كيف لمحمد عليه الصلاة والسلام أن يعي كل هذا الكم من الآيات البينات وما فيها من دساتير لحياة البشر وما فيها من كل ما ينفع الناس ولكن هذه هي عظمته وعبقريته وإيمانه بالرسالة التي وضعها الله علي عاتقه وهو أهل لها. كنت أقرأ القرآن وأنا صغيرة ونتسابق في ختمه في ثلاثة أيام ولكن الآن أقرأه منذ عشر سنوات قراءة متأنية وأفرز بين الآيات فأجد كل شيء، ففي القرآن الكريم كل التغيرات العلمية والجغرافية التي حولنا وفي القرآن في سورة الكهف تري التصوير والإضاءة والاخراج وتري فيها الدراما العالية لأهل الكهف وقد رأيت بعض المشايخ يؤكدون بنجاسة الكلب وأنه يبطل الصلاة فإذا بسورة الكهف تبريء الكلاب. »وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد« ويكمل سبحانه »لنتخذن عليهم مسجداً« كيف تقول الآية لنتخذن عليهم مسجداً والكلاب متهمون بالنجاسة؟ وفي سورة الروم آية 14 تشرح الاحتباس الحراري في قوله تعالي »ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس لذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون« ويظل مشايخنا يوزعون الذنوب هنا وهناك ويطلع علينا بعضهم باتهام المرأة بالفاحشة وبالتأكيد لم يقرأوا الآية 51 من سورة النساء والتي يبريء الله فيها المرأة اذا أخطأت الا اذا شهد عليها أربعة شهود والله لو كان قد رأها واحد فقط لخافت وفزعت وفرت والآية تقول: »واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتي يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا« ان الفنانة إلهام شاهين امرأة فاضلة وتقوم بدور مع غيرها من الفنانين والفنانات بدور إصلاحي عن طريق الفن فكيف لهذا الشيخ اتهامها بهذه التهمة؟.. بلا شك لم يكمل هذا الشيخ قراءة القرآن وقرأه ولم يفهم وأحسنت الفنانة الكبيرة باللجوء الي القضاء. هؤلاء الشيوخ يسيئون للإسلام أكبر إساءة حيث يتطاولون وكأنهم أوصياء من الله علي البشر ولعلهم لم يعوا آية من آيات سورة الكهف والتي تقول »ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها« وقد نجح الاعلامي الكبير وائل الإبراشي في مناقشة بطل مسلسل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مبرزاً أهم خصائص الصحابي الجليل في عرض بالغ الجاذبية في برنامجه العاشرة مساء وقد اختاره في توقيت شديد الأهمية وقد ذكرني بإسلام عمر حينما وقف بباب شقيقته واستمع الي سورة »طه« وهي سورة شديدة الجاذبية ذات جرس يبعث علي الإيمان وبها تصوير في منتهي المقدرة لدراما سيدنا موسي عليه السلام. ان بعض قارئي القرآن الكريم يوصلون لنا آياته أعظم مائة مرة من بعض المشايخ الذين يملأون الساحة مواعظ وشروحا لا أنزل الله بها من سلطان.. اتقوا الله فينا يا مشايخنا الأجلاء.. ان صوت الشيخ رفعت والشيخ مصطفي اسماعيل والشيخ عبدالباسط وغيرهم ممن لم تعهم الذاكرة يوصلون لنا الاسلام بتلاوتهم أعظم مائة مرة من افتراءات مشايخ هذه الأيام سامحهم الله وعفا عنهم.