قال روكا الحرامي للملك رمسيس الثاني: طبعا سيادتك عارف ان حفيدك مسعد بيه ابوشرز بتاع الدخل المحدود مافيش في بيته تليفزيون . مش عشان ايده مش طايلة لامؤاخذة، لكن بيحب ينام بدري . وكمان بيخاف علي نظر العيال. اصل التليفزيون بيجيب حَوَل سيادتك . لكن بنته انيميا بتسهِّي أمها وتنزل تتفرج ع القهوة . من كام يوم شافت برنامج عن قصة حياة الطماطم ، وإزاي كان الكيلو منها بنص جنيه وكافحت لحد ماربنا أكرمها وبقت بعشرة . البت رجعت البيت حزينة وشايلة الهم. مسعد بيه كان قاعد ع الكنبة بيقرا أخبار البورصة في جورنال قديم ، وناقع رجليه في طشت مية بتغلي عشان الشراب يفك منها . أنيميا سألته ليه يا بابا مخبي علينا ان فيه حاجة إسمها طماطم؟ إتلخم سيادتك وقال لها مين المؤذي اللي وَدْوِدْ في ودانك يا آخر العنقود ؟ قالت له شفتها في التليفزيون . قال الشيخ غريب : في برنامج »مصر النهاردة« ! قال روكا : مسعد بيه شال رجله من الطشت وحطها في القبقاب وقال لأنيميا ماتغلاش عليكي طماطم الدنيا كلها يا بربرة الديوك . وسحب المحفظة الخيش من تحت المرتبة وسقطها بين الفانلة والعضم، ونزل دوغري علي دكان بيومي الفكهاني . شم البلح الزغلول وخد نفس غويط . وبعدين حسس ع الجوافة وطبطب ع العنب وباس البرتقان وأخد الخيارة في حضنه وقعد يهشكها . ولما شاف الطماطم اترعش سيادتك وعينيه دمَّعت . بيومي مد له إيده بحزمة جرجير وقال له الله يسهل لك . حفيدك مسعد بيه حدف الحزمة بين الفانلة والعضم وقال له أنا عيني مليانة جرجير ولله الحمد . أنا عاوز طماطم . بيومي ودانه احمرت وقعد يشد سعد بيه من ياقة البيجامة رايح جاي ع السريع . وقال له انت ما بتطفحش الطماطم وهي بنص جنيه ، عاوز تدوقها النهاردة وهي بعشرة . ولما ساب ياقة البيجامة مسعد بيه بطَّل يتهز . راح لاقط ودنه في إيده وشدها وقال له الطماطم أكل باشوات يا عديم التمييز والمفهومية والإحساس . قاطعه الشيخ : .. والفلوس يامعلم ! واصل روكا حديثه للملك : مسعد بيه سحب المحفظة الخيش بتاعته وسلت منها الجنيه وقال لبيومي ح اشتري طماطم بفلوسي . بيومي أخد الجنيه سيادتك وعطاه طماطماية وقال له وريني عرض كتافك . برطع ع البيت ورقص مع ولاده حوالين الطماطماية لحد الفجر . وبعدين جاب موس وحلق لها زلبطة . عطا القشر لأم العيال وقال لها إعملي للعيال شوربة خليهم يتغذوا . وبعدين شق الطماطماية بالموس أربع تربع . الربع الأولاني طبخوا عليه صينية قشر بطاطس بالفرن . والربع التاني عملوا منه باستلة مربي لزوم فطار العيال . والربع التالت عطاه لأنيميا وقال لها مصمصي فيه لحد ما تشبعي يا آخر العنقود وخدي البذر معاكي المدرسة عشان تتعايقي بيه قدام زمايلك . سأله الملك : والربع الأخير ؟ أجاب روكا : لفُّه في ورقة سلوفان سيادتك وحدفه بين الفانلة والعضم . قال الشيخ : ح يلفه سيجارتين !