آخر زيارة لي للإسكندرية كانت في سبتمبر 2010 مع أسرتي وانقطعت عنها بفعل الظروف وعدت لأزورها في الأسبوع الماضي في أول إجازة لي من العمل بعد 22 شهرا بالتمام والكمال. سنتان لم تتح لي الظروف رؤية معشوقتي عروس البحر المتوسط ولا حتي لتأدية واجب اجتماعي تجاه الأهل أو الأصدقاء.. ذهبت إليها أقدم واجب العزاء في والدة أحد أقرب أصدقائي هناك.. هالني ما وصلت إليه المدينة الجميلة من الإهمال وكم القمامة المنتشر في معظم شوارعها وبلطجة مافيا الميكروباص والزحام الشديد في مدخل الإسكندرية ومخارجها وغياب الأمان علي شواطئها.. ليست هذه هي عروس البحر التي أعرفها ناهيكم عن مخالفات المباني في كل مكان والعمارات التي ارتفعت تناطح عنان السماء في شوارع لا يتعدي عرضها ثمانية أمتار والأسوأ مياه المجاري في شوارع منطقة العجمي الرئيسية التي تساهم في زيادة حدة المرور وتعطيل مصالح الناس فضلا عن الارتفاع الجنوني في المواد الغذائية.. صحيح هناك مشاكل مشتركة مما أطرحه عليكم في كل محافظات مصر ومنها القاهرة بالطبع لكن تبقي الإسكندرية تمثل أعلي نسبة مخالفات في المباني علي مستوي البلاد خاصة علي أطرافها . وفي العجمي علي شاطئ السلام شاهدت كيف تحولت مياهه إلي اللون الأسود الداكن الذي يشبه المناطق الملوثة بمخلفات البترول ورماله التي تخلت عن لونها الأصفر فبدت مثل صحراء قاحلة والناس عازفون عن السير فيه بفعل الروائح الكريهة جدا.. تعجبت مما أراه ومواسير الصرف الصحي تضخ مياهها في عرض البحر.. مواسير ثلاثة بأحجام كبيرة تصرف مياهها علي مدار اليوم كما ذكر لي بعض ممن قابلتهم.. أين ذهب مشروع الصرف الصحي الذي كان في مراحله النهائية قبل الثورة بشهور قليلة وكان يجري توصيله إلي المنازل ؟! لقد كتبت عن صرف مياه المجاري في البحر قبل حوالي شهرين تحت عنوان "يا محافظ الإسكندرية.. جريمة علي شاطئ العجمي" بعدما أرسل لي أحد القراء صورا ومقاطع فيديو مرعبة لهذه المواسير وتلقيت ردا من المهندس عبد المحسن عبد الباقي رئيس مجلس إدارة شركة الصرف الصحي بالإسكندرية يوم 5 سبتمبر الحالي يؤكد فيه وجود 3 مواسير لصرف المياه من خلال قناة بعرض مترين وطولها ألف متر بموقع شركة المقاولون العرب لنزح المياه الجوفية علي عمق 80 مترا لاستكمال إنشاء بيارة لمحطة المعالجة بالكيلو 21 وأن الشركة لا علاقة لها بهذا الوضع الذي يقع تحت إشراف الجهاز التنفيذي لمياه الشرب والصرف الصحي .خيبة أمل بدون حدود تنتابني مما رأيته في الإسكندرية !! سوف تصحو الإسكندرية علي عمارات تتساوي بالأرض كما حدث في الأشهر الماضية وتقوم قيامة كل الأجهزة ثم تخمد لتصحو علي انهيار جديد وهكذا.. نسيت أن احكي لكم عن اختفاء معظم اللافتات الإرشادية علي الطريق الصحراوي.. وأنت وشطارتك في الظلام الدامس مع الحفر والمطبات والذي منه !