الفيلم المتداول حاليا علي ( اليوتيوب ) ومواقع التواصل الإجتماعي، حول التظاهرات والإشتباكات أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة، يتجاوز أي فيلم أو مسرحية عبثية، مشاهد من العنف المتبادل بين المتظاهرين وقوات الأمن، تراشق بالحجارة، وقنابل مسيلة للدموع، لكن عندما حان موعد الصلاة، اصطف الجميع للصلاة، متظاهرون وقوات أمن، وقام رائد شرطة في قوات الأمن بإمامة المصلين، في هدنة غريبة غير متفق عليها!! وما ان انتهت الصلاة حتي عاود الجميع التراشق والاشتباكات والحجارة والخرطوش..!! مشهد لا يستدعي فقط الدهشة، بقدر ما يستدعي السؤال حول طبيعة التظاهرات وأهدافها، وحول طبيعة العلاقة بالأمن، المشهد أقرب الي العمل التمثيلي، أو الي المسرحية الهزلية، أو الي لعبة "العسكر والحرامية".. والمشهد أيضا يستدعي سؤالا آخر، حول المتظاهرين أنفسهم، وطبيعة اللعبة الأكبر والأخطر والأكثر عنفا.. في البداية ظهر بعض المتظاهرين من الأخوان المسلمين، أعداد قليلة أمام السفارة، لكنها تسمح باستخدام المشهد سياسيا، بينما تزايدت جماعات الجهاد، وارتفعت أعلام القاعدة (السوداء) علي السفارة الأمريكية، وفوق العربات المزودة بآليات تقودها جماعات ملثمة، وارتفعت صور "بن لادن" فوق لافتات كتب عليها (شيخ المجاهدين).. مشهد سينمائي آخر، لكنه هذه المرة يتجاوز العبث الي الرعب، كاشفا عن حجم الصراع الدائر بين قوي الاسلام السياسي، كاشفا ربما عن بدايات المواجهة بين (جماعات الجهاد) و( الإخوان المسلمين).. وليضرب الله الظالمين بالظالمين.