يومان حتى الآن ولم تتوقف المظاهرات الغاضبة أمام السفارة الأمريكية في القاهرة، مشاهد كاد العقل أن ينساها منذ أن رأيناها لآخر مرة في أحداث محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء، قنابل مسيلة للدموع وحجارة وطلقات خرطوش ومطاطية لتفريق المتظاهرين، تراشق حجارة بين قوات الشرطة والمتظاهرين، ويأتي الأذان ليجمع الجانبين المتناحرين منذ أكثر من 40 ساعة متواصلة. "حي على الصلاة .. حي على الصلاة"، اصطف المتظاهرون في صفوف متساوية، صمت تام يسود محيط السفارة الأمريكية، رائد شرطة يتقدم من الجهة الأخرى من الاشتباكات في اتجاه المتظاهرين ليقرر أن يؤمهم في الصلاة، تناسوا أنهم يتراشقون بالحجارة منذ ساعات متواصلة، تناسوا خلافهم الفكري وجمعتهم كلمة الله، جمعهم الإسلام الذين جاؤوا ليدافعوا عنه ضد الفيلم المسيء للرسول. وانتشر هذا المشهد سريعًا على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى موقع اليوتيوب، فجاءت تعليقات الشباب ما بين التعجب من تصرفات المصريين، وآخريون مدحوا في قوات الشرطة التي تتفهم موقف المتظاهرين، ولكن علق آخرون على عدد المصلين القليل بالنسبة لعدد غير المصلين في الفيديو.