عدد لا بأس به من المسئولين الإيرانيين يصرحون بين وقت وآخر بأن إيران لا علاقة لها بالشغب الذي يحدث في البحرين واحياناً في المنطقة الشرقية وفي الكويت.. وعدد آخر لا بأس به يتخذ من أوروبا مقراً له يدأب علي صب الزيت علي النار واثارة العناصر المشاغبة بطريقة مستفزة ومشبوهة. أنا شخصياً أميل إلي تصريحات المسئولين الإيرانيين لسبب بسيط هو أن إيران تواجه الآن خطراً كبيراً بسبب الملف النووي وهي في شبه مواجهة حادة مع أمريكا وإسرائيل وبمباركة كل أوروبا وأبجديات الحرب تقول ان من يحارب علي جبهتين في وقت واحد يخسر الحرب.. إذن فليس من مصلحة إيران وهي في عنفوان هذه المواجهة أن تفتح جبهة اخري مع الخليج وهي تعلم جيداً مدي وضعية الخليج.. ما يحدث اذن إنما هو صناعة أمريكية إسرائيلية.. فمنذ بداية القرن التاسع عشر.. ابتدعت بريطانيا القاعدة الذهبية التي تقول »فرق تسد« والغرب وأمريكا لم يتوقفا لحظة واحدة عن ممارسة هذه القاعدة في كل مكان في العالم بهدف تفتيت الصف والتسلل ثم السيطرة.. في كل دولة هناك اعداد كبيرة من ضعاف النفوس التي تعرض نفسها دائماً للبيع متسترة دائماً بغلالة من ايديولوجية قد تستقطب بعض الشباب أو بعض المواطنين هذه المجموعة المعروضة للبيع تجد من يشتريها بأغلي الاثمان.. امريكا تدفع وإسرائيل تدفع وكل القوي المعادية تدفع وتتحول الدول المسالمة والمستهدفة الي ساحات للقلق والشغب والصراع بل والفوضي.. ان إيران ليست دولة صغيرة حتي تبحث عن مساحة.. والخليج لا يمثل لها مطمعاً بترولياً فلديها البترول والمد المذهبي هم يعلمون قبل أي إنسان أنه مجرد كلام موغل في القدم لم يعد هذا عصره وهو لا يقدم كثيراً أو قليلا للإسلام ولا للمسلمين.. فلن يعلو الإسلام إذا تم سب الصحابة ولن يعلو الإسلام إذا تم تمجيد علي ابن أبي طالب.. والمذهب الشيعي لن يتمدد أكثر من ذلك فقد نشأت الشيعة في مصر ومع ذلك لا يوجد في مصر شيعة.. المسألة اذن هي اصابع اجنبية تمارس لعبتها القديمة والحديثة وهي شراء ضعاف النفوس واثارة الفوضي تمهيداً لتفتيت القوي الاقليمية التي بدأت تستعيد انفاسها وتسترد قواها وتفكر في مستقبلها.. ان الحديث يتردد مؤخراً وإن كان علي استحياء عن رباعية اسيوية.. تضم إيران وتركيا والسعودية ومصر ولك ان تتصور ماذا يمكن ان يحدث لو تحقق هذا الحلم أنه كفيل بأن يحول هذه الرباعية الي قوة اقتصادية وعسكرية وبشرية كفيلة بخنق إسرائيل وبفرض سياستها واسماع كلمتها وتحقيق احلام الملايين التي عاشت لعبة في يد المستعمرين من كل شكل ولون.. ما يحدث إذن كما سبق وقلت هو ممارسات أجنبية.. ولو كانت إيران صادقة في رغبتها لخلق قوة إقليمية تتحدي أمريكا وتدعمها في صراعها الوشيك فعليها أن تقدم حسن النية وأن يكون ذلك أمراً معلناً وواضحاً وصريحاً.. علي إيران أن تعلن تبرأها الكامل مما يحدث في البحرين وتبرأها الكامل من الذين يثيرون القلاقل في الخليج.. وعلي إيران ان تعلن وفوراً انسحابها من جزر طنب وابوموسي فهي جزر لاقيمة لها بالنسبة لإيران فهي مجرد أراض جرداء بها قري هزيلة واعداد قليلة من المواطنين وليست مواقع استراتيجية فإيران اصلا تسيطر علي كل الخليج بسيطرتها علي مضيق هرمز.. علي إيران ان تتدخل وبثقل كبير للتخلي عن دعم السفاحين في سوريا التي تحولت إلي حمام دم لا يتوقف.. هذه الاجراءات البسيطة كفيلة فعلاً بأن يهتف باسمها كل مسلم علي الساحة الإسلامية الممتدة وكفيلة فعلاً بأن تمهد الطريق لوحدة مأمولة تضم كما قلت الرباعية المكونة من مصر والسعودية وإيران وتركيا.. هكذا تكون الحرب وهكذا يجب ان تسير المعركة وهكذا ينفتح الطريق امام الأمل المنشود لكل عربي وكل مسلم وكل سني وكل شيعي وهكذا تستطيع إيران أن تواجه التحدي الذي يحكم الحصار الآن حولها خطوة خطوة وعلي إيران الا تتحول إلي صدام آخر ظلوا ينفخون فيه حتي انفجر وحتي تحولت العراق إلي ساحة للفوضي يعبث فيها اليهود الان كما يحلو لهم. ولله الامر