"العلاقة بين الناقد والفنان أشبه بطرفي المقص، كلاهما مشدود الي الآخر لكن كل منهما يسير في اتجاه!" هكذا اختزل أحمد صالح العلاقة بين الناقد والفنان! علي مدار خمسين عاما عاش الكاتب والناقد والسيناريست أحمد صالح في قلوب وعقول الفنانين من صناع السينما تواصل معهم في رحلته الطويلة وتنوعت مفردات العلاقة واختلفت باختلاف الادوار التي لعبها في الحياة.. كان ناقدا يوجه لهم نقدا فنياهادفا يتفقوا أو يختلفوا معه لكن كان لرأيه كل الاحترام، وكان يكتب السيناريوهات ليشاركهم صناعة الأفلام والابداع ويتقبل مثلهم نقد زملائه النقاد بصدر أكثر رحابة بالطبع! عن أحمد صالح تحدث الفنانون الذين عرفوه عن قرب ناقدا وكاتبا وانسانا. كاتبا رومانسيا الفنان محمود يس كان أول أدواره في فيلم من تأليف أحمد صالح قال: "كانت تركيبته الإنسانية مزيجا من الشجن والرومانسية".. وكان واحدا من أصدقاء العمر، عملنا معا في عدد من الأفلام كانت من إنتاج شركات هامة تقدم معا محترمة للغاية، وأنتجت واحدا من أهم أفلامي التي عملنا فيها سويا وهو "رحلة النسيان". وقد كان كاتبا رومانسيا صاحب مشاعر عالية ورقيقة وكان يطرح موضوعات أثيرة لدي عشاق السينما المصرية والعربية والرومانسية. وكان فيلم "رحلة النسيان" من أهم الأفلام في حياتي وفي حياة نجلاء فتحي. حصل علي العديد من الجوائز بشكل خاص سواء الإنتاج أو الأدوار وكانت لدينا فرص لأن نبدع معا، وأنا لاأنسي تجربتي معه في فيلم "نحن لانزرع الشوك" كان الفيلم الأول في حياتي وقد أعطي هذا الفيلم فرصا لي ولغيري و كان أول بطولة لي في السينما المصرية أمام شادية وكان من إخراج العظيم حسين كمال". قلم نزيه أما الفنانة يسرا فقالت "عرفت الأستاذ أحمد صالح رحمه الله عن قرب وعملت معه في العديد من الافلام منها "لا تسألني من أنا" وكان من أهم أفلامي في بداية مشواري الفني جمعني بالقديرة شادية، والحقيقة أنني طالما وجدته إنسانا رائعا وصديقا وفيا". وتضيف "ودائما ماكنت أري أن أهم صفة هي انه كان صحفيا نزيها حر القلم بكل ماتعنيه الكمة من معني". سينارست موهوب وتقول الفنانة ليلي علوي: كان رحمه الله من أحسن الكتاب والنقاد وكنت أقرأ له قبل أن أدخل المجال الفني، ودوما ما كانت مقالاته دافعة لي ولزملائي فكان نقده بناء وهو من أطلق علي لقب البرنسيسة وأميرة السينما العربية، وقد كان رحمه الله زميلا لي في السفر للمهرجانات وطالما سعدت بصحبته. لم يكن كاتبا صحفيا وناقدا فقط وإنما كان أيضا سينارست موهوبا وقد تعاملت معه في واحد من أهم أفلامي عن رواية نجيب محفوظ "الحرافيش". أما علي المستوي الشخصي كان عزيزا علي قلبي وأنا الآن حزينة لفقدانه وأتقدم بخالص التعازي لأسرته ولزملائي السينمائيين. كتاباته موثقة ويقول الفنان عزت العلايلي "أهم ماتميز به أحمد صالح رحمه الله هو تلك الحميمية الإنسانية التي ربطته بالآخرين من حوله وطالما عرفته إنسانا بسيطا تشاركنا كثيرا في مهرجانات وإحتفالات في الداخل والخارج وكان ودودا والصفة الغالبة عليه هي أنه كان موثقا في كتاباته. وقد قمت ببطولة أعمال كثيرة من كتاباته أعتز بها من بينها فيلم "لاتدمرني معك". ويقول الناقد رؤوف توفيق " بدأت صداقتنا في مهرجان "كان" منذ حوالي 25 عاما واستمرت صداقتنا حتي رحل". كنا مجندين أنفسنا لنأخذ كل مايمكن أن نقدمه للقارئ في مصر، وأهم مالفت نظري في أحمد صالح هو صفة الإنتظام في العمل بالإضافة إلي أن ولاؤه ولاءه للمهنة كان غير عادي. يقول الفنان حسين فهمي "أحمد صالح هو صديقي العزيز الذي كنت أعمل معه وأسافر معه في المهرجانات واستعنت به في المكتب الفني طوال السنوات الأربع التي توليت فيها رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي". ولا يمكنني أن أنسي موقفه الداعم لي حينما رفضت أن أكون سفيرا للنوايا الحسنة بعد مجزرة قانا، ولا يمكنني أن أنسي موقفه المشجع لي حينما تعرضت لموضوع الألغام الموجودة في الصحراء الغربية.