سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
توابع »سقطة« الإعلام الإيراني تعليمات عليا في طهران وراء تحريف كلمة د. مرسي لقمة عدم الانحياز تحويل هجوم الرئيس إلي مدح في نظام الأسد.. وضم البحرين بدلا من سوريا للربيع العربي
مازالت تداعيات سقطة الاعلام الايراني تتوالي علي جميع الأصعدة بعد تحريف وتزوير خطاب الرئيس محمد مرسي في افتتاح قمة عدم الانحياز بعدم ترجمة الجزء الخاص بدعم مصر لنضال الشعب السوري واضافة البحرين الي دول الربيع العربي، وهو ما لم يقله الرئيس محمد مرسي وكذلك عدم ترجمة صلاة الدكتور محمد مرسي علي الصحابة الكرام. أجهزة اعلام ايرانية محايدة كشفت عن تعليمات عليا وراء كل ما تم. خرجت صحيفة "الوطن" البحرينية في صدر صفحتها الاولي بعنوان فرعي تقول فيه "الرئيس المصري من قلب طهران: إيران تدعم النظام السوري القمعي الظالم.. ومصر متضامنة مع الشعب السوري". العنوان التالي كان هو الابرز إذ قالت الصحيفة: " فضيحة: الترجمة الايرانية لخطاب مرسي تشطب الخلفاء الراشدين وتستبدل بسورية "البحرين" وقد استعرضت الصحيفة البحرينية في متن الموضوع تفاصيل السقطة الاعلامية الايرانية التي حرفت كلمة الرئيس مرسي وشوهتها عن عمد بناء علي توجيهات سياسية عليا من النظام الايراني. الشبكة الخليجية للأخبار العسكرية كشفت تفاصيل تلك السقطة، وابعاد تلك الفضيحة من خلال عدد من النشطاء الايرانيين، وعدد من الاعلاميين الايرانيين انفسهم، وتقول الشبكة في تقريرها ان الرئيس محمد مرسي حرص في مقدمة كلمته علي ذكر حمد الله والصلاة والسلام علي النبي الكريم وعلي آله وأصحابه، وذكرهم بالاسم، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، إلا أن التليفزيون الإيراني حجب هذا الدعاء كاملا، ورفض ذكر الثناء علي أبي بكر وعمر وعثمان، وذكر أن كلمة الرئيس المصري تصلي علي النبي وآل بيته، ولم يكن هذا هو السلوك الفج الوحيد، حسب قول الصحيفة، بل إن التليفزيون الإيراني تعمد إخفاء صوت الرئيس المصري وهو يتحدث عن سوريا ومذابح بشار الدموية وأنه فاقد للشرعية، وعندما أتي الرئيس المصري علي ذكر الربيع العربي مؤكدا أنه تمدد من تونس إلي ليبيا ومصر واليمن وسوريا، ألغت الترجمة ذكر سوريا ضمن الربيع العربي ووضعت مكانها "البحرين"، وهو ما لم يرد في كلمة الدكتور محمد مرسي من قريب أو بعيد. وتستطرد الصحيفة مؤكدة ان الفضيحة التي ارتكبها التليفزيون الرسمي الإيراني أثارت استياء واسعا لدي قطاع واسع من الإعلاميين داخل إيران وخارجها، واعتبرها نشطاء إيرانيون إهانة لإيران الدولة.. وأشارت الشبكة إلي ان موقع "دجربان" المختص بشؤون وسائل الإعلام المحافظة الإيرانية كتب في هذا الخصوص قائلاً: "قام مترجم الإذاعة والتلفزيون، في إجراء غير مسبوق، بتحريف قسم من خطاب الرئيس المصري، حيث امتنع عن ترجمة هجوم مرسي الحاد علي نظام بشار الأسد". والمعيب ان بعض وسائل الإعلام الإيرانية التي تتبني التوجه الرسمي الإيراني نشرت الخطاب المحرّف للرئيس المصري. اذ ذهب موقع "جهان نيوز" الأصولي المحافظ أبعد من ذلك فنعت د. محمد مرسي ب"الرئيس الناشئ"، ووصف حديثه عن سوريا بالغريب وغيرالناضج، واصفاً موقفه "بالمتشدد وغير المنطقي تجاه سوريا". "أميد مقدم" الناشط الإعلامي الإيراني أكد في حديث ل "العربية.نت" إنه سمع ثلاث مرات اسم "البحرين" في الترجمة الفارسية الفورية لخطاب د. مرسي، الذي تم بثه من القناة الأولي للإذاعة والتليفزيون. وأضاف "كان المترجم الفارسي مرتبكاً، ما يدل علي أنه كان متعمداً اقحام بعض التعبيرات في خطاب الرئيس المصري، كما تعمّد استخدام مسمي "الصحوة الإسلامية" بدلاً من "الربيع العربي" التي قالها في الخطاب، وهذا الأمر لا يمكن أن يحدث إلا إذا كانت هناك أوامر من جهات عُليا طلبت منه ذلك، لأنه تزوير واضح علي خطاب علني ورسمي لرئيس دولة سمعه العالم مباشرة بلغته العربية دون أن تكون فيه أي من هذا التعبيرات الدخيلة. ويشير إلي أن هذا التزوير لا يعكس اهتمام القيادة الإيرانية بالمضمون الحقيقي لخطاب مرسي، وإنما الهدف من ذلك هو الاستهلاك المحلي لخداع الرأي العام الإيراني وإيهامه بأن الثورات العربية ومصر في مقدمتها تتماشي مع خطاب طهران الرسمي. وبخصوص إقحام اسم البحرين والذي لم يذكره د. مرسي بتاتاً في خطابه، ويري موقع "بازتاب إمروز" أن السلطات كانت تتوقع مثل هذا الخطاب للرئيس المصري فحاولت ترجمته للرأي العام الإيراني بالطريقة التي تراها مناسبة. وفسّر ذلك متهكماً بأن السلطات الإيرانية استطاعت أن تحل معضلة ما تناوله مرسي بتقنية الترجمة. موقع "تابوشكني" الناطق بالفارسية وصف تحريف خطاب الرئيس د. محمد مرسي بالإجراء السخيف، مضيفاً: "لقد استهل د. محمد مرسي كلامه بالصلاة والسلام علي الرسول وآله وصحبه والخلفاء الراشدين أبوبكر وعمر وعثمان وعليّ، لكن المترجم امتنع بصورة مرتبكة عن ذكر أسماء الخلفاء الراشدين الأربعة في الترجمة الفارسية التي كانت تبث مباشرة عبر القناة الأولي للتلفزيون الرسمي الإيراني"، وعندما انتقد د. مرسي النظام السوري ووصفه بالظالم، قال المترجم الإيراني علي لسان الرئيس المصري: "هناك أزمة في سوريا وعلينا جميعاً أن ندعم النظام الحاكم في سوريا، وينبغي أن تستأنف الإصلاحات في سوريا ومنع أي تدخل أجنبي. هذا هو موقفنا".