سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الداعية الإسلامي الدكتور عمر عبدالكافي في حواره مع الأخبار:الانقسام الحالي بين الإسلاميين والليبراليين..ظاهرة صحية وإيجابية أرفض التصالح مع رموز النظام السابق بعد جرائمهم في حق الشعب
الداعىة الإسلامى الدكتور عمر عبدالكافى فى حواره مع الأخبار« الرئيس مرسي أبن جماعة الإخوان والأن أصبح رئيس لگل المصريين أتوقع حصول الإخوان علي النسبة السابقة في الانتخابات البرلمانية القادمة عوامل كثيرة جعلت من الحوار مع الداعية الاسلامي المعروف د. عمر عبدالكافي استثنائيا في المقدمة منها، شخصية صاحب الحوار، وآراؤه تجاه كل القضايا المطروحة علي الساحة والتي امتدت لتشمل كل ابعاد المشهد السياسي في مصر من الانقسامات بين التيار الديني والليبراليين ولجوء البعض الي لغة التخوين وتبادل الاتهامات مرورا باداء مؤسسة الرئاسة وامكانية انفصال الرئيس محمد مرسي عن انتمائه السابق للاخوان المسلمين، ورؤيته للانتخابات البرلمانية القادمة والموقف من المؤسسة العسكرية بعد التغييرات الاخيرة والجمعية التأسيسية للدستور. وهذا نص الحوار: هل الثورة انتهت في مصر بانتخاب د. محمد مرسي رئيسا؟ - بلاشك فإن الثورة من منح الله للشعب المصري، بعد عقود طويلة من الجفاف السياسي والاقتصادي والظلم الاجتماعي وحتي وصل بعض الناس إلي حالة من الاحباط العجيب حيث كانت تسير مصر من سييء إلي أسوأ حتي جاءت الثورة التي وضعت كما كبيرا من الأوكسجين في انعاش الهمة المصرية والكشف عن الوجه الحقيقي للمعدن المصري، بلاشك من ضمن ثمراتها الكبيرة هذا العرس والتحول الديمقراطي الذي أوصل د. محمد مرسي إلي سدة الرئاسة، ليبدأ الشعب المصري في مرحلة جديدة تماما في اختيار من يمثله ويكلمه لا أن يحكم ديكتاتور بقرارات فوقية. وهل استطاعت الثورة المصرية حتي الآن أن تحقق كل أهدافها؟ - الثورات لا تستطيع تحقيق كل أهدافها، فغالبا تبدأ الثورات صغيرة ثم تكبر ثم يرتفع سقف أمانيها عاليا، فقد أعلنت أسقف المطالب المصرية الممثلة في ثورتها من الاسكندرية إلي أسوان، فالرئاسة الحالية والحكومات الحالية استلمت بيتا خربا ضربه النظام السابق تخريبا تاما وجرف التربة المصرية الكبيرة المعطرة من كل المبدعين الذين يستطيعون تقديم كل الخير لمصر، ومصر كلها مبدعون، فأي إنسان فلاح في شمال الصعيد أو الدلتا فهو مبدع، ولكن الاحباطات التي تمت علي مواد العقود المادية أوصلتنا كما كنا فيه وعند قيام الثورة تحقق بعض المطالب، ولكن لن تحقق كلها، ولكن ان شاء الله يصبر الشعب المصري حيث انه بطول تاريخه يعتبر أكثر الشعوب صبرا، فتنظر الخير خطوة بخطوة ولا داعي للتعجل. انقسامات.. انقسامات ما رأيك في الانقسامات الحادثة حاليا بين الإسلاميين والليبراليين؟ - أراها ظاهرة صحية وايجابية وليست سلبية، فكل يعبر عن آرائه واتجاهاته ومكوناته، وهذه هي مساحة الحرية التي يجب أن تتاح ويتحرك فيها الجميع، المهم ان يجمعنا مشترك واحد وهو حبنا لمصر، أما ان نختلف في آرائنا وأفكارنا واختلاف ظروفنا الثقافية والاجتماعية وطريقة تربيتنا وما انتجه النظام السابق من اثارة الحقد الاجتماعي لدي الناس أدي إلي ثمرات منها هذا الانقسام بين الإسلاميين والليبراليين، ولكن أري ان هذا الخلاف لن يفسد في الود قضية، وسيظل الكل مصريين من البداية إلي النهاية، فالانقسامات ليست ظاهرة سيئة ولكن تصبح سيئة عندما نتلاشي ونتراشق بالاتهامات وأن يخون بعضنا بعضا، فيجب علي الجميع حاليا العمل المشترك وأن نعمل جميعا لمصلحة الوطن، فمصر هي أم الحضارات لذلك يجب أن نعمل معا بشكل حضاري حتي لا نصل إلي ما وصلنا إليه في ست العقود السابقة. بمناسبة التخوين وتبادل الاتهامات فما رأيك في اتهامات اليساريين للقوي الإسلامية بالهيمنة والتكويش علي مقاليد الأمور في مصر؟ - ربما هذا تخوين لا أراه منطقيا، فنحن نمر بتجربة ديمقراطية في مصر لم تكمل عامين بعد، تجربة بعد عقود طويلة من فساد الدولة ودولة الفساد التي كنا نحيا في ظلها للأسف ونعيش علي أرضها بهذا المنطق، فالتخوف الموجود عند اخواننا من الليبراليين والعلمانيين واليساريين من حيث سيطرة الإسلاميين واستحواذهم علي كل ما في المنظومة ويستولون علي الإدارة كلها هذا اتهام ليس في محله، بل العكس فكلنا مواطنون مصريون وكلنا نحب بلدنا، ويجب أن نتواصل بالثقة لا التخوين. أداء الرئيس وما تقييمك لأداء د. محمد مرسي حتي الآن في مؤسسة الرئاسة.. هل الأداء يبشر بالخير؟ - استباق الأحداث ليس مطلوبا، لكن أري أن د. محمد مرسي يتسم بصفات ثلاث جميلة جدا وهي الصبر وهذا مطلوب من رئيس الدولة لأن رئيس الدولة لو لم يكن صبورا وكان عصبيا لأصبحنا في مصيبة، هذه هي الصفة الأولي، أما الصفة الثانية فهو يبهرنا بقرارات مصيرية تجعل سفينة مصر تصل إلي بر الأمان بإذن الله، أما الصفة الثالثة انه يحسن اختيار الذين يديرون الدفة معه، وهذا أملنا فيه إن شاء الله. وهل تعتقد أن الرئيس محمد مرسي انفصل تماما عن انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين؟ - هذا الكلام غير وارد تماما، فأي إنسان نشأ في بيئة صالحة، بيئة تتسم بحسن التربية وتتسم بوضع السلوك القويم لدي الشخص المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين، وأنا بالمناسبة لست اخوانيا ولكن من المحبين والمعجبين بأدائهم، وأحب أي جماعة من الوطنيين الذين يخدمون مصر ويحبون مصر ولماذا تنظر إليهم بأنهم يريدون أن يلتهموا الكعكة كلها مرة واحدة، فهذا كلام غير وارد، وقضية انفصال الرئيس عن الجماعة، ان قلنا انفصال في التصرفات والسلوك هذا أمر غير وارد، فهو ابن الجماعة، ولكن الآن أصبح رئيسا لكل المصريين، وهذا يقتضي عليه الآن أن تتسع عباءته لتمثل الجميع حيث انه الآن أب وأخ لكل المصريين ولا ينحاز لفكر الجماعة فقط لأن فكر الجماعة من ضمن الأفكار المطروحة علي الساحة حاليا، وإن كانت أكثر الجماعات ترتيبا وتنظيما. التغييرات الأخيرة وكيف رأيت التغييرات الجوهرية التي أجراها الرئيس تجاه قادة الجيش؟ - كل منا يصيب ويُخطئ، ولاشك ان المجلس العسكري قاد مصر في مرحلة حساسة ولن ينقلب علي الثورة ولن يستأثر أو يحوز علي السلطة كما صنع في أحداث ثورة 2591، والأحداث كانت يمكن أن تتكرر، والظروف والمناخ كانت مهيأة تماما، ولكن في حقيقة الأمر يحسب للمجلس العسكري أنه لم يستأثر بالسلطة وأنهم أوصلوا مصر إلي بر الأمان بقدر المستطاع، وإن كانوا قد أخطأوا لعدم تمرسهم في عملية السياسة، فالعسكري بطبيعته رجل صاحب أوامر ويقيس كل شيء بقياسات محددة، وقد أخطأ في بعض الأمور، ونحن كنا مكممي الأفواه في العصر السابق لذلك انتقدناه عندما أخطأ، وانطلقت الأفواه تتهم هذا وتخون هذا إلي أن جاءت قرارات د. محمد مرسي مبهرة لنا لأن طنطاوي وعنان قدما كل ما عندهما، وأري انه لابد من التغيير لأن ذلك سنة الحياة وإلا قد نعود لنفس النظام السابق ان الجالس علي الكرسي لا يتحرك إلا بملك الموت. وهل تتوقع أن تكون نسبة الأصوات في الانتخابات البرلمانية القادمة نفس النسبة في البرلمان السابق؟ إذا حدثت انتخابات قادمة، أتوقع أن يحصل الإخوان علي نفس النسبة السابقة لأنهم أكثر الجماعات تواجدا وفائدة وتنظيما في الشارع المصري وهذا ليس موجودا عند الغير. وهل هذا يعد نوعا من الهيمنة والسيطرة حيث انهم سيستحوذون علي البرلمان والحكومة والرئاسة؟ - والله إذا انتخب الشعب هؤلاء، فهذا هو رأي الشعب والكلمة كلمة الشعب، فإذا قال الشعب نحن نريد الإخوان، فإن الشعب يريد الإخوان، أما إذا قال الشعب لا نريد الاخوان ونريد فصيلا آخر أو طائفة أخري، فنحن مع الشعب في اختياره، فكيف نقبل بالديمقراطية في مكان ولا نقبل بها في مكان آخر، فلو قال الشعب كلمته فنحن مع رأي الشعب. وهل هذا نموذج آخر من الحزب الوطني؟ - الحزب الوطني لم يختره الشعب، الحزب الوطني كان يريد ان يختار هو الشعب وأن يهمشه، فيجب ان نطأطأ رؤوسنا لإرادة الشعب مهما كان اختياره. كلام غير صحيح البعض فسر تغييرات قادة الجيش بأنها محاولة لأخونة الدولة؟ - هذا كلام ليس صحيحا، فنغمة أخونة الدولة انطلقت بعد أن هدأت رياح ال 81 يوما الأولي في الثورة، وبدأ تراشق الاتهامات، وأنا أري والله أعلم اننا لو أشعنا بيننا ثقافة الحب بدلا من ثقافة النقد المستمرة، وهذا أكثر فائدة لمصر، فما الذي استفيده ان القي بالاتهامات جزافا وباستقراءات خاطئة، فأنا أري ان مسألة اخونة الحكومة والسياسة والرئاسة مسألة فيها تجاوز.. فيجب علينا جميعا أن نبحث عن مصلحة الوطن.. فليكن كلنا جنودا سواء ليبراليين أو يساريين أو علمانيين أو إسلاميين ونصاري في خدمة هذا الوطن لأنه أمانة في أعناقنا، فإذا لم نحافظ علي الأمانة، فسوف تسلب الأمانة منا. أفكار محدودة كيف قرأت قرارات الإفراج عن بعض المعتقلين السياسيين اصحاب التوجه الإسلامي مؤخرا؟ - يجب أن يفرج عن كل المعتقلين السياسيين لأنهم اعتقلوا نتيجة أفكار محددة، ونحن نعيش حاليا عصر الديمقراطية، فإذا كانت هذه الأفكار لاتهدم أمن المجتمع ولا تمس أمنه فيجب أن نفرج عن هؤلاء المعتقلين طالما انهم لن يصنعوا شيئا يضر بالوطن وأمن هذا الوطن، فأمن الوطن وأمن المواطن خط أحمر لا يجب أن يقترب منه أحد. غير صحيح هل تعتقد أنه توجد علاقة بين خروج المعتقلين السياسيين ذوي التوجه الإسلامي وبين الحادث الإرهابي الذي شهدته رفح المصرية مؤخرا؟ - هذا ربط في غير مكانه، فعندما يقول الشخص فكراً مختلفا ويتم اعتقاله، فهذا كلام غير وارد، لكن ان يمد يده بالإضرار إلي أمن الوطن وأمن الدولة، هذا كلام لا يقبله أي إنسان وطني مهما كان توجهه، أما مسألة أن هؤلاء قد تسببوا في قتل الجنود، فهذا أرفضه لأن الجهاد هو أمان وطمأنة للإسلام والمسلمين، فمن يقتل أبناءنا البواسل والجنود علي حدودنا ويدعي أنه تنظيم جهادي، فهذا خطأ لأنه تنظيم تخريبي وليس جهاديا ويوجد فرق كبير بين هذا وذاك. الأجهزة الاستخباراتية والأمنية نسبت تفجيرات سيناء إلي جماعات من تنظيم الجهاد والتكفير والهجرة.. هل تعتقد أن سيناء بها مثل هذه الجماعات؟ - في الحقيقة انا مفاجأ تماما بأن مسألة هذه الأفكار والجماعات مثل التكفير والهجرة والتكفيريين وتكفير المجتمع كله والعداء التام للجيش والشرطة لاتزال متواجدة.. فأنا أري أن هذه الأفكار عفا عليها الزمن لأن المجتمع لفظها.. وأنا أري ان الأفكار الآن تطرح بحرية ولا داعي لأي جماعة ان تضر نفسها وتعمل تحت الأرض.. أري أن بوسطية الأزهر وبأفكاره فإن هذه الجماعات في طريقها للاختفاء حتي وإن كانت بقية الفلول منها تنشط حاليا.. فأنا معارض لما حدث في سيناء إذا ألصق بهذه الأفكار وهذه الجماعات والتي يجب أن نعالجها أولا بالعزم وبفتح آفاق من الفكر والحرية. وهل د. عمر عبدالكافي تلقي دعوات من قبل لإقناع بعض المتشددين من هذه الجماعات المتطرفة للتخلي عن فكرة العنف؟ - أنا لم أتلق أية دعوة وأنا شخصيا لا أقبل الجلوس مع من يتطاول علي الوطن بالسلاح، فإذا وصل الأمر إلي السلاح يجب أن تتدخل الأجهزة الأمنية المخولة بهذا، أما إذا كان الموضوع وصل إلي حدود الفكر فقط فأنا علي استعداد أن ننصح أبناءنا، فولدي إذا عاقني وإذا لم يبرني لا أقفله ولا أطرده من البيت ولكن احتويه وأربيه وأحاول ان أنظف أفكاره إذا كان هذا سبيلي إلي الحوار. جمهورية إمبابة وما تعليقك علي أفكار بعض هذه الجماعات التي تدعو إلي إقامة إمارة إسلامية في سيناء؟ - هذا الكلام يفكرني بما يقال في الماضي مثل جمهورية إمبابة، وكنا نواجه هذا الكلام بالحوارات الجادة والمحاضرات التي توضح الصواب من الخطأ، فبفضل الله تعالي ليس عندنا فكرة الانفصال أو الانقسام لأننا وحدة واحدة لأننا مذهب واحد ونسيج واحد به مسلمون متمسكون بالكتاب والسنة وهناك مسيحيون يؤمنون بقضيته بحق هذه الدولة علي الجميع أن تكون آمنة مطمئنة، فلن يستطيع أحد أن يجعل سيناء إمارة إسلامية منفصلة عن مصر. لماذا دائما نجهز شماعة حماس وغزةوفلسطين في أي حادث إرهابي بسيناء؟ - هذا الموضوع شديد الحساسية، فلا يجب أن تكون هناك فكرة مسبقة عن اخواننا في حماس وفلسطين وهم جيراننا الأساسيين وهم عرب ومسلمون ويهمهم أمن مصر لأن أمن مصر هو أمنهم وسلامة مصر هي سلامتهم، ونحن واجب علينا ألا تكون بيننا وبينهم حواجز وحدود، فعندما أغلق النظام السابق المعابر عليهم أثناء أزمة غزة مع إسرائيل 8002 كان هذا القرار مخالفا لإرادة كل مصري سواء صغيرا أو كبيراً، مسلما كان أو مسيحيا، ولكن لا أريد أبدا أن تمس العلاقات الفلسطينية المصرية لأن فلسطين جزء من وغزة هي الابن المدلل لمصر، ويجب ألا نكشر أنيابينا ونتهم هؤلاء اتهامات جزافية إلا ان تنتهي الأمور والتحقيقات ونري من هو الفاعل الحقيقي. إعادة النظر هل نحن بحاجة إلي تعديل اتفاقية كامب ديفيد حتي نحصل علي كامل سيادتنا في سيناء؟ - هذا الكلام مفروغ منه تماما، فيجب النظر الدقيق الواضح في هذه المعاهدة التي أضرت بمصر وبأمنها القومي وبتاريخها العظيم، لابد من إعادة النظر، وربنا يري القادة السياسيين وصانعي القرار في مصر أن الوقت هو المناسب لتصحيح هذه المعاهدة. وهل مطالبة مصر بتعديل الاتفاقية يخلق مشاكل بين مصر وإسرائيل؟ - المشاكل متواجدة بطبيعة الحال، فقد وجب أن يوقف المعتدي عند حده، فلا يجب أن تكون هناك معاهدة بيننا وبينهم تضر هنا بأمننا القومي ومصلحة وطننا. نعود مرة أخري إلي جماعة الاخوان المسلمين.. فما تعقيبك علي فكرة إحياء الخلافة الإسلامية مرة أخري والتي طرحها أحد قادة الاخوان قبيل الانتخابات الرئاسية؟ - أولا.. هذا حديث من أحاديث نبي »خلافة علي منهاج النبوة«، لكن لا أقول الساحة غير مهيأة ولكن نحن كمسلمين غير مهيأين لنفهم حقائق الإسلام الكبري، فإذا فهمنا حقائق الإنسان الكبري، وبدأنا أن نصبح دولة منتجة ومصدرة لا مستهلكة ومستوردة وأن تصبح يدنا هي العليا، وألا نري صراعا بين شابين يدعي أحدهما لبس الساعة في يده اليمني والآخر يطالبه بأن يلبسها في يده اليسري وأنا أقول لها كونوا مسلمين علي نطاق منهج العقل السويسري واخترعوا لنا ساعة.. وبعد أن تخترعوا الساعة.. اختلفوا حول مكان ارتدائها، فنحن الآن توقيتنا ليس بأيدينا، فالأمور سابقة لأوانها.. فيجب علينا ضخ ثقافة عن حقائق الإسلام الكبري، التي هي تعمر الكون وتعمر ثقافة الإنساني عندئذ فنتكلم عن مسألة الخلافة؟ تنظيم دولي وهل يوجد بما يسمي بالتنظيم الدولي للإخوان؟ - لاشك ان الاخوان يتواجدون في دول كثيرة، وتجعهم فكرة واحدة وهي فهم معين لدين الله سبحانه وتعالي، فلابد ان يكون الدين في كل مناحي الحياة بدءا من كرسي الكلم وحتي الموظف البسيط الذي يطبق منطق الاخوة الإسلامية.. وأري ان كل جماعة من الاخوان نعيش في دولة همومها كثيرة سواء في الأردن أو سوريا،.. وأن يكون لهم تنظيم دولي هو الذي يقدر ويوزع فهذا الكلام يضر بالفكرة أساسا.. أري أن التخويف الذي مر به النظام السابق ساهم في بغض بعض الدول من انتشار أفكار الاخوان.. وأري ان الاخوان المسلمين فيهم أناس مسلمين شرفاء يريدون مصلحة مصر، وإن شاء الله لا تكون عندهم فكرة الاستحواذ أو أخونة مصر. ما رأيك في التقارب الذي حدث مؤخرا بين الاخوان وأمريكا بدليل اللقاءات بين الجانبين؟ - نحن لا نعيش بمعزل عن العالم، وهناك خطوط عالمية تتشابك فيها المصالح ونريد أن ننفتح علي الجميع، فلماذا يتهم الاخوان بأنهم منفتحون علي أمريكا ولا تتهم دولا كبري في المنطقة العربية والإسلامية ترتبط بعلاقات هائلة مع أمريكا، فأمريكا دولة قوية وتعمل لمصلحتها وليست لمصلحة مصر أو غير مصر، فهي تعمل بالمنطق الأول وهو مصلحة إسرائيل، فالأمور تقتضي ان ننفتح علي كل الدول وأن نسمع من كل الآراء وأن نعرف ما هي مصلحتنا، فلا يصيب الاخوان أو غير الاخوان أن ينفتحوا مع أمريكا، فنحن مطالبون بالتعامل في إسلامنا مع غير هويتنا سواء في دين أو عرق، فالسفارات المنتشرة في العالم يجب ان تضع عملها لمصلحة بلدها. الدستور والجمعية ننتقل إلي الدستور والجمعية التأسيسية.. كيف تري الخلاف حول المادة الثانية من الدستور؟ - أنا أري أن يبقي الدستور الجديد علي المادة الثانية من الدستور القديم كما هي ولا يقترب منها أحد، الفطرة الدينية متواجدة لدي كل الشعب المصري، فيجب أن نترك المادة الثانية من الدستور كما هي، ولا يجب التلاعب بالمبادئ والأحكام والتطبيق وكيفيته، فهذا الكلام يؤخرنا ولا يقدمنا.. فأي مصري غير كاره للدين حتي غير الملتزم.. فالمسلم في مصر ملتزم بدينه والمسيحي ملتزم بدينه.. دعوا هذه المادة الثانية كما هي. وهل تؤيد أن تكون للمؤسسة العسكرية في مصر بعض الامتيازات في الدستور الجديد؟ - لاشك ان المؤسسة العسكرية هي من أنقي وأشرف وأخلص المؤسسات في مصر وأقواها فالجيش المصري من أقوي جيوش العالم بعقيدته الجياشة وارتباطه بالعقلية المنطقية، فالجيش من حقه أن يأخذ امتيازات وليس علي حساب الوطن، فهو حامي هذا الوطن والمدافع عنه. السلفيون والسياسة وما تقييمك للتجربة السلفية في ممارستها للسياسة؟ - السلفيون بمثابة طفل نما مبكراً، فهم الآن في مرحلة الطفولة بالسياسة لأنهم في الحقيقة كانوا عازفين عن السياسة تماما، وفاجأوا وأفحموا البعض بأنهم عندما اقتحموا السياسة بدأوا يقتربون من الواقع أكثر، وهذه لمحة طيبة، وأحييهم علي أدائهم في الفترة السابقة، وشهادتي مجروحة تجاههم لأنن أحبهم جدا. العلاقات الخارجية ننتقل إلي ملف العلاقات الخارجية.. ونسألك كيف تعرف العلاقات الخارجية المصرية؟ - اعتقد ان ترتيب البيت من الداخل أولوية قصوي لتحسين علاقتنا الخارجية، فيجب أولا أن نطعم شعبنا وأن نؤمنه في الداخل، لأن الإنسان الجائع والخائف لا يستطيع أن يقدم شيئا في الداخل والخارج، وبداية فتح ملفات علاقاتنا في الخارج أمر مهم جدا، فالدول الصغيرة أري انها قد تمتلك أكثر من قنصلية في أحدي الدول في حين ان الدول الكبري تمتلك قنصلية واحدة في هذه الدولة أو تختار كل 3 أو 4 دول وتنشيء بها سفارة.. هذا البذخ في الانفاق علي السفارات في الخارج الذي نمارسه أمر يجب إعادة النظر فيه، ويجب علي الملحق التجاري في سفاراتنا ان ينشط ويعقد الصفقات التجارية ليأتي رئيس الجمهورية ليوقع علي الصفقات ولا ننتظر إجراء المباحثات وغيرها. وأتمني إعادة النظر مع الدول الافريقية وفتح قنوات اتصال معهم لأننا جميعا نعيش علي شريان حيوي، كذلك علاقتنا بالدول العربية والأجنبية، ويجب تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل مع الدول الأجنبية، فالمصري قد يقف أكثر من 02 يوما للحصول علي تأشيرة دخول إلي إحدي الدول الأجنبية، لذلك يجب تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل، فلن يحترم العالم إلا الأقوياء.. فالله أعطي ملك الأرض للأولياء.. فلما ولي الأولياء أعطاها للأقوياء، فإذا لم نصبح أقوياء ستأكلنا الذئاب. أنا والسياسة متي يخوض د. عمر عبدالكافي غمار العمل السياسي؟ - العمل الدعوي هو عمل سياسي في الأصل، واختلافي مع النظام السابق أن عملي الدعوي اصطدم مع سياساتهم، فالسياسة منهج اخر لا أجيده، والسياسة تقوم علي المكر والدهاء واللف والدوران، ومحمد عبده كان لايحب السياسة ولكن ليس معني هذا ان الدين منفصل عن السياسة، وأنا لا أميل إلي التحزب فأنا مع جماعة المسلمين الذين يعيشون في العالم لكن وأتمني أن أكون عامل بناء وليس هدم. هل تؤيد فكرة التصالح مع رموز النظام السابق كما فعل نيسلون مانديلا في جنوب أفريقيا؟ - أرفض فكرة التصالح مع من نهب وسوق هذا الشعب، وهؤلاء المنتمون للنظام السابق لن يرضوا بفكرة التصالح لأنهم تربوا علي السلب والنهب لذلك يجب أن ينالوا جزاءهم، فالجزاء من جنس العمل.