كنا ناقصينه، الشيخ هاشم اسلام عضو لجنة الفتوي بالأزهر الشريف خرج علينا بفتوي شيطانية مفادها اهدار دم كل مواطن يخرج للتظاهر ضد الرئيس مرسي وتطبيق حد الحرابة عليه بتهمة الخيانة العظمي. وقال أمام حشد جماهيري أقيم بالنادي الدبلوماسي النهري منذ أيام ان المظاهرات التي يدعو البعض اليها ضد الرئيس هي ثورة خوارج وردة علي الديموقراطية .. أي ديموقراطية يا شيخ هاشم ؟ انت خليت فيها ديموقراطية ؟ اذا كنت بتطالب بقتل أي واحد يعارض الرئيس .. وحسبما نشرت الصحف فقد أعلن الشيخ أن من سيخرج يوم 24 أغسطس يعتبر خارجا بجرمي الحرابة الكبري والخيانة العظمي للوطن ولله ولرسوله وللمؤمنين ولذلك يجب علي شعب مصر أن يقاوم هؤلاء الخوارج، فإن قاتلوا الشعب فعلي الشعب أن يقاتلهم، فإن قتلوا من الشعب فقتلي الشعب في الجنة، و ان قتل الشعب منهم فقتلاهم في النار، و لا دية لهم ودمهم هدر .. ايه ده كله يا شيخ هاشم ؟ انت خلاص قسمت الشعب لفصائل وخليته يقاتل بعضه بعضا، المدهش في الموضوع أن الشيخ هاشم وجد الجرأة لينسب فتواه الشريرة لكلام غريب ادعي أنه حديث شريف للنبي صلي الله عليه و سلم ونصه : من بايع اماما فأعطاه ثمرة قلبه وصفقة عمره فليطعه ان استطاع، فان جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر .. وأنا من جانبي المتواضع أؤكد أنه يستحيل أن يكون الرسول عليه الصلاة و السلام قد قال هذا الكلام حتي وإن تضمنته كتب الصحاح ( التي يضعها البعض في منزلة مقدسة ربما لا يحظي بها القرآن عندهم )، حيث إن هذا الكلام يتعارض مع مبدأ حرية الرأي و الفكر والاعتقاد المكفولة في الاسلام، والتي وردت في العديد من الآيات القرآنية الشريفة، حتي ولو تعلق الأمر بحرية الاختيار بين الكفر والايمان ( مش بس بمعارضة الحاكم ) والأمثلة عديدة: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين، لست عليهم بمسيطر، وما جعلناك عليهم حفيظا، وما أنت عليهم بوكيل، قل الله أعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه، و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة، و غير ذلك فهناك عشرات الآيات الشريفة التي لا يتسع لها المكان لذكرها جميعا، ييجي بقي الشيخ هاشم يغمض عينيه عن كتاب الله تعالي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه و يلقيه وراء ظهره و يتمسح في أحاديث آحاد مدسوسة علي النبي صلي الله عليه وسلم، يستحيل أن يكون قد تفوه بها معارضا بذلك النص القرآني ذاته، نصيحة لوجه الله يا شيخ هاشم: سيبك من الكلام في السياسة خالص وخليك في الوعظ والارشاد بس ابعد عن الأحاديث التي تتعارض مع القرآن وتذكر دائما الآيات التي تقول: ما فرطنا في الكتاب من شيء، ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء، تلك آيات الله نتلوها عليك فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون، صدق الله العظيم .. أعلم أنني خرجت شوية عن الموضوع الأصلي، و لكني أعتقد أن كل البلاوي جاية لنا من الأحاديث المدسوسة وتفاسيرها الشيطانية.