أمس في مقهي »ريش« اجتمع عدد من الكتّاب والمبدعين والفنانين لمناقشة المشهد الثقافي والدفاع عن »عقل مصر« والدفاع عن »الهوية المصرية«.. الأحداث المتلاحقة هذه الأيام من خاصة محاولات السيطرة علي الاعلام والثقافة، والهيمنة علي الحريات وتهديد حرية التعبير والابداع، مناخ اغلاق القنوات التليفزيونية، ومصادرة الصحف، اطفاء انوار المحلات العامة واغلاقها في التاسعة مساء، مناخ المنع والاقصاء.. ومن قبل قرصنة الثورة، ومحاولات خطف مصر، والاستحواذ علي جميع المؤسسات والهيئات واحتكار السلطات لاعلان دولة الاخوان كاملة.. هذا المناخ المعتم هو ما دفع المثقفون للبحث عن فعل وخطاب ثقافي مغاير لخطاب الهيمنة الاسلامي والذي يحاول فرض نفسه علي الثقافة والابداع وصياغة الوطن وفقا للمقاييس الاحادية الخانقة. »الاستمرار« و»المبادرة« هما اتفاق عام من المثقفين المجتمعين أمس فمع كل محاولة لاغلاق منبر ثقافي لابد من فتح عشرات المنابر الاعلامية والثقافية البديلة.. ومع كل محاصرة للابداع يكون المزيد من الكتابة والمزيد من النشر، فالصراع مستمر والمعركة ممتدة وطويلة ولهذا كان الاقتراح بتوسيع دوائر الميديا.. وانشاء مرصد عام للمشهد الثقافي، ورصد أشكال الانتهاكات والمنع والمصادرة، واطلاق موقع الكتروني يعبر عن الثقافة المصرية الحقيقية، والاعداد لمؤتمر عام. النزول الي الشارع ايضا اقتراح اتفق عليه الجميع، فلابد للثقافة من الخروج من عزلتها، وتأكيد ارتباطها الفعلي بالناس والوصول اليهم في القري والمحافظات.. وإذا كان »الاخوان المسلمين« يتحركون في مساحات غياب الوعي بخطاب قادر علي الحشد، فإن المثقف يمتلك خطابا قادرا علي التأثير في الوعي، وهو الضمانة الحقيقية للدفاع عن الهوية والدفاع عن العقل.