فاترينات المحلات مضاءة باستمرار مما يهدر الكهرباء "لن نكون كبش فداء أو شماعة تحمل عليها الحكومة فشلها في ادارة أزمة انقطاع التيار الكهربائي في كافة ربوع مصر.. وعلي المسئولين ان يجدوا حلولا اخري اكثر واقعية تساهم في حل الازمة بدلا من معالجتها بقطع الارزاق وخراب البيوت".. هكذا أكد اصحاب المحال التجارية والمولات والمطاعم بعد اعلان الحكومة عزمها علي دراسة اقتراح يقضي باغلاق المحلات التجارية بدءا من الساعة التاسعة مساء عقب العيد وكذلك اغلاق المطاعم بدءا من الساعة الحادية عشر مساءا وذلك ترشيدا لاستخدام الكهرباء.. "الاخبار " رصدت الاراء وردود الافعال المختلفة حول هذا الاقتراح في السطور الاتية .. بداية يقول أحمد سليمان 35 سنه صاحب مكتبه "بوسط البلد" : أرفض تماما هذه الدراسه لأنها قطع أرزاق بالنسبه للعمالة المتواجده في المكتبه ، فهذا سيؤثر علي دخل الفرد العامل وهناك ورديات ليليه لكسب لقمه العيش وهذا الاقتراح سيزيد من نسبة البطالة، وتعتبر الساعات الليلية هي الافضل في عمليه البيع والشراء نظرا لارتفاع درجات الحراره وانها تعتبر مصدرا من مصادر تحسين دخل الفرد إذا كان يعمل بوظيفتين. أحمد حسن - صاحب محل - يجب وضع خطه إستراتيجيه كل عام لحل لمشكله الكهرباء وعلي القيادات التنفيذيه تحمّل الاخطاء والرقابة المستمرة عليها حتي لا نكون نحن كبش فداء لشبح الظلام الذي يتحمل نتاج هذه المشكله بسبب كلمة ( تخفيف الاحمال وترشيد الكهرباء. أما رشوان محمد 57 سنه "صاحب مول سنتر للملابس الجاهزه فيقول : أشجع هذه الدراسة خاصة وان كان لها مردود طيب في عصر الزعيم الراحل محمد أنور السادات، ففي هذه الفتره كانت محلات القاهره والمحافظات تغلق كاملة في الساعه (الحاديه عشر مساء) وكان الجميع ملتزما بها، أما الان فنحن نحتاج 25 ساعه في ال 24 ساعه لانه بالبلدي مفيش (لا بيع ولاشراء) ويقول الحاج زين شعراوي 67 سنه " مدير عام بوزاره الزراعه سابقا وصاحب محل للأحذيه " : منذ أكثر من 25 سنه ونحن نصدر الكهرباء في أوقات الذروه نهارا مثل (السعوديه والاردن) وإن السوق " مبيستحملش " تخفيض ساعات العمل في الصيف.. فأنا أفضل تطبيق هذه الدراسة في الشتاء وليس بالصيف لوجود الاجانب والعرب في مصر صيفا . ويضيف أن هناك بعض المصالح الحكوميه والمساجد والشوارع التي تكون فيها الأنوار صارخه في فترات النهار فلابد من الرقابه علي تلك المنشآت، وقال أن هذا سيؤثر علي عملية البيع والشراء وعلي العمالة أيضا وقال علي حد تعبيره (ده خراب بيوت)!!؟. وتقول أ.ع تعمل بمكتب الإداره داخل مول طلعت حرب: إن هذه الدراسة تطبق بالفعل علي مولات شارع "بوسط البلد " فتبدأ مواعيد " غلق المول " الساعه الحاديه عشر مساء وهذا قانون يسري علي جميع المحلات والمولات بوسط البلد، ويكسر هذا القانون في حالات معينة ( المواسم والأعياد ) فالمول يظل مفتوحا حتي الفجر وتضيف بأن المتضرر الأكبر هم أصحاب المحلات والتوكيلات المتواجدين داخل المول فهم يدفعون إيجارات تتجاوز العشرين ألف جنيه شهريا. وعن اراء خبراء الاقتصاد يري د. حمدي عبد العظيم استاذ الاقتصاد والعلوم الإدارية ان غلق المحلات التجارية والمطاعم والمولات في توقيت مبكر له تاثير سلبي وعواقب اقتصادية وخيمة حيث يؤدي الي كساد ونقص في المبيعات بالاضافة الي تأثيره السلبي علي معدل النمو للدخل القومي ويمتد اثره الي زيادة مشكلة البطالة لتقليله ساعات العمل . وينادي د. عبد العظيم بضرورة رفع الدعم عن الكهرباء بالنسبة للطبقات الاجتماعية الاكثر ثراء في المجتمع لان من يستخدم5 أجهزة تكييف في منزل واحد فان ذلك يدخل في نطاق الرفاهية ومن يريد الرفاهية عليه ان يدفع من امواله الخاصة ويقول د. محمد النجار استاذ الاقتصاد ان كل شعوب الارض والدول المتقدمة مثل الولاياتالمتحدةالامريكية تضع اليات لتحديد مواعيد فتح واغلاق المحلات التجارية والمولات دون ادني مشكلة مضيفا ان الدراسة التي تحدد مواعيد اغلاق المحلات الساعة التاسعة مساء والمولات التجارية الساعة الحادية عشرة مساء فكرة صائبة وقد سبق في السنوات الماضية ان طبقت هذة الفكرة ونجحت بحد كبير في حل مشاكل انقطاع الكهرباء . ويضيف استاذ الاقتصاد ان الشعب المصري من اكثر الشعوب اهدارا للموارد ولذا لابد من تحجيمه ووضع اليات تساعده علي توفير وترشيد استهلاك الطاقة مثل ما سوف ستسفر عنه هذه الدراسة مؤكدا ان علي الدولة ايضا تقوم بالنظر الي اليه دعم الكهرباء وعليها ايضا ان تحدد الشرائح التي تستفيد من الدعم والتي يرفع عنها الدعم ويري د. النجار انه لابد ايضا من تطبيق العقوبات علي مهدري الطاقة الذين يسرقون الكهرباء من اعمدة الانارة ويؤكد د. محمد المحمدي استاذ الادارة جامعة القاهرة ان الحل الجذري للخروج من ازمة انقطاع الكهرباء هو ان يتم عملية ادارة منظومة الكهرباء بشكل علمي ويأتي ذلك من خلال وسائل التحكم في ادارة الكهرباء من خلال شاشات حديثة وعدادات توضع في كل الاحياء لقياس الاحمال لكل منطقة ومعرفة الزيادات مؤكدا ان كل الدول المتقدمة تطبق هذة المنظومة الناجحة وتديرها بشكل علمي وليس عشوائ فهناك العديد من المخترعين في مصر لديهم حلول لمشكلة انقطاع الكهرباء ولديهم البدائل والحلول مشيرا ان علي الدولة ان تتعاون معهم وتتبني اختراعاتهم للخروج من الازمة .