رجل يحمل طفلاً مصاباً فى منطقة جسر الشغور السورية تعهدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون خلال زيارتها الي تركيا أمس بالاسراع في وضع نهاية نظام الرئيس السوري بشار الأسد ووقف اراقة الدماء في سوريا، موضحة أن ذلك هو الهدف الاستراتيجي. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي مع نظيرها التركي احمد داود اوغلو انها بحثت خططا عملية مع الجانب التركي لتحقيق ذلك، وأعلن الجانبان ان بلديهما ستشكلان مجموعة عمل للتخطيط لأسوأ سيناريو متوقع في سوريا بما في ذلك احتمال تعرض المعارضين للنظام السوري للاسلحة الكيماوية. وقالا ان المجموعة ستنسق ردود الأفعال العسكرية والمخابراتية والسياسية إزاء التداعيات المحتملة في حالة حدوث هجوم كيماوي ينتج عنه حالات طبية حرجة وزيادة محتملة في عدد الاجئين الفارين من سوريا. وأشارا الي أن فرض مناطق حظر جوي يمكن أن يكون خيارا متاحا. وقالت كلينتون ان هناك حاجة لتلك المجموعة لبحث التفاصيل الحقيقية للأزمات الجديدة المحتملة، واعتبرت انه حان الوقت لتخطيط عملي مكثف جدا بين حكومتي البلدين.واعتبرت كلينتون ان العلاقات بين حزب الله وسوريا وايران تطيل عمر نظام الاسد وأشارت الي ان العقوبات التي أعلنتها واشنطن أمس الأول علي النظام السوري وشملت حزب الله اللبناني تهدف لقطع تلك الصلات. في الوقت نفسه، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية انه يجب ألا تتحول سوريا الي معقل لمن وصفتهم ب" ارهابيي حزب العمال الكردستاني" المسلح سواء الان او بعد رحيل نظام" الاسد. واعربت عن قلقها من ان يغتنم عناصر هذا التنظيم أو تنظيم القاعدة كفاح الشعب السوري للدفع باجندتهم الخاصة. من جانبه، اعتبر اوغلو انه "لا مجال لفراغ سلطة في سوريا" قد يستفيد منها حزب العمال الكردستاني مشددا علي ان الفترة الانتقالية يجب ان تنتهي في اسرع وقت في سوريا. واتهمت تركيا مؤخرا دمشق بتسليم" مسئولية العديد من المناطق في شمال سوريا الي حزب العمال الكردستاني. والتقت كلينتون مع ممثلي المعارضة السورية في تركيا بينما انتقد المجلس الوطني السوري المعارض عدم توجيه دعوة لاعضاء المجلس لحضور الاجتماع. وجاء ذلك قبل ان تعلن كلينتون عن تقديم 5,5 ملايين دولار اضافية ما يرفع المساعدة الانسانية الامريكية الي 82 مليون دولار منذ بداية الازمة السورية. وتطور واشنطن منذ اسابيع استراتيجية من ثلاثة محاور بشأن سوريا. وقال مسئول في وزارة الخارجية الأمريكية ان مباحثات كلينتون في تركيا تتضمن طريقة دعم المعارضة السورية والمساعدة الانسانية وسيناريو للانتقال السياسي يرتكز علي "قناعة شديدة" بان ايام الرئيس الاسد معدودة. في غضون ذلك، قال جيرهارد شيندلر رئيس المخابرات الالمانية ان حكومة الأسد في مرحلتها الأخيرة علي ما يبدو لان جيشها ينضب جراء الخسائر البشرية والفارين من الخدمة او الذين انشقوا وانضموا للمعارضة. واشار الي ان الجيش الذي كان يبلغ قوامه يوما ما 320 ألف جندي فقد نحو 50 ألف منذ بدء الانتفاضة. في تطور اخر، أوصي السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن بالحفاظ علي وجود المنظمة في سوريا بعد انتهاء تفويض بعثة المراقبين الدوليين في 19 اغسطس الجاري. ميدانيا، استعاد الجيش السوري الحر "مواقع استراتيجية" في حي صلاح الدين بمدينة حلب الذي اعلن الانسحاب منه قبل يومين، وأشار قائد العمليات الميدانية في لواء التوحيد التابع للجيش الحر صباح أمس الي تعرض كل احياء حلب الي قصف بالطيران وتحدث عن اندلاع معارك ضارية مع الجيش النظامي لمدة 24 ساعة متواصلة، في حين قال ناشطون ان بعض احياء دمشق وريفها تعرضت لاشتباكات وقصف وسمعت دوي انفجارات في حي القابون. ونقلت وكالة انباء رويترز عن إحدي سكان العاصمة قولها إن قوات موالية للنظام اشتبكت مع مقاتلي المعارضة في قلب دمشق قرب البنك المركزي. من جانبه، ذكر التلفزيون السوري ان السلطات تلاحق ما وصفته ب"مجموعة ارهابية" فجرت قنبلة في ساحة المرجة بوسط دمشق واطلقت النيران علي مدنيين هناك.