تعقدت أزمة إتحاد الكرة ووصلت للحد الذي ينفع معه إلا الحوار والوصول إلي الحلول التوافقية .. فالخطاب شديد اللهجة الذي أرسله الاتحاد الدولي »الفيفا« أمس الاول والذي يطالب فيه بإلغاء قرار وزير الرياضة بتعيين لجنة جديدة لإدارة شئون الجبلاية برئاسة عصام عبد المنعم جاء ليشعل الموقف ويشعل الصراع بين طرفين أحدهما معلن متمثل في وزير الرياضة واللجنة التي تم تعيينها، والاخر خفي متمثل في المهندس هاني أبوريدة عضو المكتب التنفيذي للفيفا ومجموعة الاسماء التي ضمتها قائمته الانتخابية في الانتخابات التي ألغيت بصدور القرار الوزاري الاخير.. وعلي الرغم من تأكيدات أبوريدة بأنه ليس له أي علاقة بالخطاب الذي أرسله الفيفا، وأنه لم يعلم به إلا بعد وصوله علي الايميل إلا أن العامري فاروق وزير الرياضة ولجنة عصام عبد المنعم يتعاملان مع أبوريدة علي أنه وراء كل الخطابات التي يتم تبادلها بين الاتحادين المصري والدولي، ومنها الخطاب الاخير، ولعل هذا هو الذي دفع العامري لأن يطلب مقابلة أبوريدة أمس ليبحث معه تداعيات الموقف ويطالبه بتوضيح الموقف للفيفا.. الامر لم يخل طبعا من الشد والجذب بين الاطراف المتنازعة بل وصل لحد تهديد كل طرف للاخر بالتصعيد وفعل ما هو أشد، فالعامري يهدد بالكشف عن الكثير من المخالفات المالية والادارية التي إرتكبتها اللجنة السابقة التي كان يرأسها أنور صالح ويدعمها أبوريدة، فيما يهدد أبوريدة بالافصاح عن الاسرار والخفايا التي جعلت العامري فاروق يفتعل كل هذه الازمات مع إتحاد الكرة ومحاربته هو وأفراد قائمته.. هذا وكان اللجنة التنفيذية الجديدة برئاسة عصام عبد المنعم عقدت مساء أمس الاول الاجتماع الاول لها حيث اتخذت مجموعة من القرارات المهمة أبرزها قبول الاستقالة المقدمة من أنور صالح من وظيفته السابقة كمدير تنفيذي للاتحاد ، والواضح أن هذا القرار جاء ضمن الحلول التوافقية التي يأمل وزير الرياضة ولجنة عصام عبد المنعم في أن تحسم الخلاف الدائر وتزيل الأسباب التي أغضبت الفيفا، وهو ما يظنه عصام عبد المنعم الذي قال أن إستقالة أنور صالح ستحل كل الازمة، مشيرا إلي أن الخطاب الذي أرسله الفيفا مؤخرا جاء ليطالب بعودة أنور صالح لممارسة مهام عمله وهو أمر إنتفي الآن بإستقالة أنور صالح.. وعلي الرغم من وجاهة هذا التصرف ومنطقيته إلا أن سريانه لن يكون بكل هذه السلاسة، بل سيثير الجدل والتساؤلات العديدة لمعرفة مدي قانونيته خاصة وأنه جاء بعد ثلاثة أيام من صدور القرار الوزاري الذي أطاح بأنور صالح من منصبه باعتباره تخطي السن القانونية للمدير التنفيذي وهي سبعين عاما، وكان ممن الممكن أن يكون منطقيا لو أنه سبق القرار الوزاري، ولذا فهو قرار قد يطعن البعض في شرعيته.. أضف إلي هذا أن قبول إستقالة أنور صالح في نفس الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الرياضة عن وجود مخالفات مالية وإدارية وقعت باتحاد الكرة خلال الفترة التي كان يدير فيها الاتحاد أنور صالح، أمر يدعو للريبة والشك حول وجود صفقة تقضي بأن يستقيل أنور صالح مقابل الخروج الآمن من الاتحاد ..كما إتخذت لجنة عصام عبد المنعم مجموعة من القرارات الأخري المهمة جدا، ومنها تحديد منتصف سبتمبر القادم لبدء الموسم الجديد للدوري الممتاز، وقال عصام عبد المنعم أنه يعكف حاليا علي الاتصال بوزارة الداخلية من أجل الاتفاق علي عودة النشاط الكروي في هذا الموعد، وقال أنه سيعرض علي الداخلية إقامة المباريات بدون جمهور أسوة بما يتم في المباريات الدولية والقارية للمنتخبات والاندية التي تقام بمصر بدون جمهور.. من ناحية أخري تقرر تعيين خالد بيومي عضو المجلس رئيسا لبعثة المنتخب الوطني الاول في عمان والتي تغادر القاهرة بعد غد الاحد.. كما تقرر توجيه الشكر للجهاز الفني والاداري والطبي للمنتخب الاوليمبي بعد انتهاء مهمتهم بتحقيق الهدف من المرحلة السنية.. وتقرر تشكيل لجنة من مجلس الادارة برئاسة المستشار سامر أبو الخير لمراجعة لائحة النظام الاساسي قبل عرضها علي الجمعية العمومية غير العادية.. وتقرر ايضا اعادة تشكيل اللجان وادارة التسويق وتشكيل لجنة مالية خاصة بمستحقات الحكام .. واصدر الكابتن فتحي نصير المدير التنفيذي قرارا بضرورة تواجد مندوب من كل ادارة من ادارات الاتحاد اثناء انعقاد اجتماع مجلس الادارة لاي ظروف طارئة.