أكتب ظهر أمس الأول والمعلن أنه خلال ساعات - ربما تزيد الي يوم- سوف يعلن رئيس الوزراء المكلف د.هشام قنديل أسماء أعضاء حكومته الجديدة. ورغم سريان حالة من الدهشة في أوساط الرأي العام وبعض السياسيين وعددا من كتاب الرأي بعد اعلان اسم رئيس الوزراء الجديد لكن في مقابل المندهشين والرافضين لاختيار قنديل فإن رأيا آخر يؤيد الاختيار بل ويطالب الجميع اعطاء فرصة لرئيس الوزراء الجديد حتي يعمل هو وفريقه الوزاري ويقدم أفكاره ثم بعد ذلك نحكم عليه وعلي رأس هؤلاء المؤيدين لقنديل يظهر اسم د.حازم الببلاوي المفكر والخبير الاقتصادي المعروف. المتحفظون علي اختيار د.قنديل رئيسا للوزراء ذكروا أسبابا تبدو منطقية للرفض منها مثلا أن د.قنديل ليس له خلفية اقتصادية أو مالية والبلد بحاجة الي شخصية اقتصادية بسبب ظروفها الصعبة حاليا لكن البعض رد علي هذا الرأي بأنه ليس شرطا أن تكون خلفية رئيس الحكومة اقتصادية لأنه من المؤكد سوف يعمل معه مساعدون ومستشارون ثم أن قنديل (مش أبيض أوي كده في الاقتصاد). انعدام علاقة هشام قنديل بالسياسة كانت من بين التحفظات التي أثارها البعض خاصة أنهم رأوا أن الرجل ليس له توجها سياسيا محددا كما أنه لم يتم ضبطه مرة واحدة متحدثا عن ثورة يناير.ثم (مش معقولة) بعد ثورة يناير العظيمة التي أشعلها المصريون,نجد أن أول رئيس وزراء في الجمهورية التانية مجرد موظف كبير,حيث عمل د.قنديل مدير مكتب وزير الري الأسبق محمود ابوزيد قبل ترشيح الأخير له وزيرا للري. يري البعض ذوأنا أتفق معهم- أن مصر غنية بشخصيات تستحق هذا المنصب المهم والحيوي خاصة في تلك الفترة الصعبة من تاريخنا,وتلك الشخصيات من الممكن أن تقدم متطلبات المرحلة للبلد,فضلا عن تمتعها بخبرات كبيرة مقارنة بالدكتور قنديل الذي لايعرف الرأي العام تاريخا له. وذهب المعترضون الي أن طالبوا رئيس الجمهورية بأن يشرح للناس أسباب اختياره للدكتور هشام قنديل لرئاسة الوزارة,أي مسوغات تعيينه,لأنهم رأوا تشابها كبيرا في طريقة اختيار مرسي لرئاسة الحكومة مع ماكان يفعله الرئيس السابق عندما كان يغيب عن الناس ويتركها تغلي وتضرب أخماسا في أسداس,ثم يعلن اسم المرشح ليفاجيء الناس بأنه آخر شخص يمكن لهم التفكير في أن الرئيس يمكن أن يختاره,وهذا ماحدث مع عملية اختيار د.قنديل لرئاسة الوزارة فالأخير لم يكن في دائرة الاختيار أو الاهتمام الجماهيري ولم يكن في بورصة الترشيحات التي كانت تري أن رئيس الوزراء الجديد سيكون شخصية اقتصادية. إذن ماذا جري وجعل هشام قنديل فجأة هو المرشح الأمثل لرئاسة الحكومة من حق الناس أن تعرف الأسباب طالما سلمنا بأن المواطنين قد تغيروا بعد الثورة ولن يقبلوا بفكرة نزول القرارات عليهم بالبراشوت مع التسليم بحق رئيس الجمهورية في اختيار رئيس الوزراء الذي سيعمل معه ومن غير المعقول أن يختار رئيس الجمهورية شخصية لرئاسة الحكومة وهو يعلم أنها لن تنفذ تعليماته لذا فقد عجبت من تساؤل بعض الناس عن عدم اختيار مرسي للبرادعي رئيسا للوزراء ونسي هؤلاء أن البرادعي ذو توجه سياسي يختلف تماما مع رئيس الجمهورية وكل منهما لديه برنامجه الخاص به. مش معقولة الدكتور البرادعي سيدع برنامجه جانبا ويأتي رئيسا للحكومة كي ينفذ برنامج رئيس الجمهورية ومشروع النهضة والبرادعي يعرف أنه مشروع خاص بجماعة الإخوان المسلمين. ظني أن مرجعية رئيس الوزراء سواء كانت اقتصادية أو مائية أو عسكرية,وسواء كان توجهه السياسي اخواني أو وفدي لن يؤثر في إجادته لإدارة الحكومة لأن ما يهمنا هو كيف سيختار رئيس الحكومة أعضاء حكومته,وهل سيتم فرض أسماء بعينها عليه أم لا ثم ماهي رؤيته لحل المشكلات (المتلتلة) أمامه مثل الكهرباء والمياه والنظافة والبنزين والمرور ورغيف العيش وغيره. بصراحة أكثر فإنني أبحث في شخصية رئيس الوزراء الجديد عن صفات محددة هي التي ستساعد علي نجاحه منها مثلا تمتعه بشخصية مستقلة وأنه سوف ينفذ ماهو مقتنع به وأنه لن يسبق قراراته بالجملة المعتادة (حسب توجيهات السيد الرئيس) نريد أن نشعر بأن شخصية رئيس الوزرارء قد تغيرت بعد الثورة وأنه ليس مجرد موظف كبير تابع لمؤسسة الرئاسة أو أنه بمثابة كبير سكرتارية رئيس الجمهورية. عاوزين رئيس حكومة (ملو هدومه) وقراره من دماغه,وليس بحاجة في انتظار دائم للتعليمات نريد رئيس حكومة يحترم مؤسسات الدولة وفي نفس الوقت يحترم منصبه كرئيس وزراء مصر. نتمني أن ينتهي الدكتور قنديل من تشكيل الحكومة وأداء اليمين القانونية حتي تبدأ في عملها بسرعة لأن الحال لم يعد يحتمل أي تأخير ونري أيضا أن المواطنين ووسائل الاعلام مطالبون بإعطاء فرصة للحكومة الجديدة عدة أسابيع ثم يبدأ بعدها التقييم..يعني بالعربي كده..شوية صبر. وبصراحة كان الله في عون رئيس الوزراء الجديد واعضاء حكومته..لأن الوزارة الآن لم تعد مغنما بعد أن فقد المنصب هيبته.