تصاعدت حدة الانقسامات بين الصحفيين بسبب فتنة الضوابط التي قررها مجلس الشوري وبدء تلقي طلبات الترشيح لمنصب رؤساء تحرير الصحف القومية واتجاه المجلس وجماعة الإخوان للسيطرة علي تلك الصحف, وشهد أمس وقفتين علي سلالم نقابة الصحفيين الأولي لرفض التغييرات وضوابطها والثانية لتأييدها وبينهما معارك كلامية واشتباكات دفعت مجلس نقابة الصحفيين للدعوة إلي اجتماع طارئ غدا فيما قرر الناشط الحقوقي خالد علي تحريك دعوي لوقف الإجراءات وسط تحد من المهندس فتحي شهاب الدين رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشوري الذي قال إنه لو جاء بملائكة لاختيار رؤساء التحرير ستجد من يعترض عليهم, وقال إن اللجنة مستمرة في تلقي طلبات الترشيح حتي الاثنين المقبل. كما تحدي المهندس فتحي شهاب الدين الدعوات الرافضة للضوابط, وقال إن اللجنة سوف تعقد اجتماعا الثلاثاء المقبل للاتفاق علي طريقة عملها وتحديد المدي الزمني الذي سيتم بعده الإعلان عن اسماء من تم اختيارهم لشغل منصب رئيس التحرير وحول الاعتراض علي قرار فتح باب الترشيح, قال شهاب الدين لو جئنا بملائكة لاختيار رؤساء التحرير ستجد من يعترض عليهم, وحول أن قرار فتح باب الترشيح لم يعرض علي الجلسة العامة, قال إن المجلس اتخذ توصية في أولي جلساته بالبدء في اجراء عملية اختيار رؤساء الصحف. وهتف الصحفيون الرافضون لما أسموه بسيطرة الإخوان علي المؤسسات الصحفية: يسقط حكم المرشد, وقول ما تخفشي.. المرشد لازم يمشي ويامرسي قول الحق.. الشوري باطل ولا لأ, فيما أتهم المؤيدون الصحفيين والقيادات الصحفية بالفساد وهتفوا قول ما تخافشي.. الفاسد لازم يمشي ومهنية مهنية. وقال يحيي قلاش سكرتير عام نقابة الصحفيين السابق إن الصحفيين قرروا مواصلة الاحتجاج ضد الرغبة في السيطرة علي المؤسسات القومية, مشيرا إلي أنه سيتم تنظيم وقفة الأحد المقبل أمام مؤسسة الأهرام, ثم مسيرة إلي مجلس الشوري. وأكد أن الأمر يحتاج لوحدة الصحفيين لأن أحد أهداف التغييرات والاصرار عليها هو إحداث فتنة داخل الجماعة الصحفية ووضع الصحفيين في مواجهة مع بعض, مؤكدا أن هذا غير صحيح. وقال: الصحفيون لا يدخلون أي معركة إلا وهم وحدة واحدة, وهم الآن يحاولون كسر هذه الوحدة, مؤكدا أن الأوضاع في المؤسسات القومية في حاجة إلي تغيير جذري وأن الصحافة بعد الثورة لا تحتاج لتدخل في مسائل فرعية لتنحرف عن الطريق الصحيح لأن الصحافة القومية صحافة الشعب وفي حاجة ماسة للتحرر وألا تنتقل من وريث لوريث جديد ومن تبعية لتبعية أخري. وقال كارم محمود سكرتير عام نقابة الصحفيين إن مجلس النقابة سوف يعقد اجتماعا طارئا غدا السبت لبحث مسألة التغييرات وما تم التوصل إليه داخل اللجنة التأسيسية للدستور حول مطالب الجماعة الصحفية وأهمها إنشاء هيئة مستقلة للصحافة. وأضاف أن مجلس الشوري يتبع نفس أساليب النظام السابق في السيطرة علي المؤسسات القومية وفي العناد والمكابرة دون أدني اعتبار لأصوات الصحفيين أصحاب المصلحة الحقيقية والملاك الحقيقيين للمؤسسات القومية, مشيرا إلي أن الجماعة الصحفية ترفض أن تدار امورها بهذه الطريقة. من ناحيته قال خالد علي المحامي والناشط الحقوقي إنه تلقي بعض الاتصالات من بعض الصحفيين لتحريك دعوي قضائية أمام محكمة القضاء الإداري لمجلس الدولة لوقف هذه الاجراءات, مؤكدا انه مازال يبحث الملف وسوف يحدد موقفه النهائي خلال ساعات. وأشار إلي أن القضايا التي تم رفعها من قبل لم يتم تحديد موعد لنظرها حتي الآن.
