استعرضت بمقال الاسبوع الماضي سياسات وأهداف وآليات لجنة المعارض المنبثقة من لجنة الفنون التشكيلية، وتأتي في المرتبة الثانية »لجنة المقتنيات« والتي تعد من اللجان الصادمة بقراراتها لارتباطها الشديد باقتناء بعض اعمال الفنانين كل عام لتضم لمتحف الفن المصري الحديث، الإشكالية غاضبة لمعظم الفنانين من القيمة التي تحددها اللجنة للشراء.. فكل فنان يري في نفسه القيمة الفنية الأعلي وبالتالي يستحق قيمة مالية أعلي، وعلي مدي عقود متصلة اللجنة تعمل وفق معايير يتفق عليها ثم يصدر بها قرار وزاري.. ولكن التطبيق هو الذي يحتاج إلي عمق في الاختيار وأمانة إبداعية وعدالة في التوزيع، وقد وضعت اللجنة الجديدة بعض المعايير المهمة وهي »المستوي الفني للعمل بغض النظر عن مدرسته واتجاهه وأسلوبه - اعتماد شرائح ثلاثة للسعر تبعاً للريادة الفنية والجيل وصولاً إلي شريحة الشباب - تنقسم اللجنة إلي مجموعتين أو ثلاث تتابع كل منها المعارض المقامة في توقيتاتها بالموسم الفني وتقوم بترشيح الاعمال الفنية المناسبة وعرضها علي اللجنة العامة - تعتبر هذه البنود مكملة لبنود لائحة تنظيم الاقتناء المعتمدة لدي قطاع الفنون التشكيلية، وتنص علي (الاقتناء هو شراء اللوحات والتماثيل.. لوحات تصوير، تماثيل، رسم ، جرافيك، خزف، مجسمات) وسائر الاعمال الفنية التشكيلية من الفنانين أو ذويهم أو الحائزين عليها من الأفراد أو الهيئات بغرض عرضها عرضاً دائماً أو غير دائم بأحد المتاحف أو المعاقل الثقافية المهمة، كما يجوز الاقتناء بغرض العرض العام لتنشيط الحركة الفنية في المواقع المختلفة في أنحاء البلاد ولتنمية التذوق الفني بين الجماهير« يتم الاقتناء من المعارض الداخلية أو من المعارض الاجنبية الوافدة ويجوز اقتناء الامال الفنية المتميزة من مراسم الفنانين أو من المجموعات الخاصة أو من أعمال الراحلين والمعارض الخارجية وأن لم يتم عرضها في معارض خلال موسم الاقتناء، مضافاً إلي ذلك معارض الترشيح لتمثيل مصر دولياً داخلياً أو خارجياً - يشترط في العمل الفني أن يكون متسماً بالجدية والحداثة وقوة الشخصية والابتكار وأن يكون متقناً وأصيلاً وفقاً للآتي:- الجدية هو التعبير عن ذات الفنان وتفرده وثقافته العامة والنوعية بحيث يسير العمل الي عمق التجربة ووضوح الفكرة - الابتكار والحداثة.. ويقصد به قوة الاكتشاف وممارسة التجريب والمغامرة واستقلالها لأهداف تتبني فكراً ثقافيا في سبيل ايجاد مفردات في الخيال الانساني وفي العقل الجمالي - العمل الاصيل.. هو ذلك الفن الذي يتبني حضوراً لا يختلط بحضورغيره وأن يعالج تجربة تبرهن علي ندرتها بقدر ما يكون ذلك مفيداً للعملية الجمالية - الإجادة والاتقان.. وهو شرط لوصول العمل الفني إلي المستوي اللائق للاقتناء الذي يتطلب اتقاناً وجدية في معالجة الأسطح المختلفة للعمل الفني وهيئته الجمالية العامة ويدخل في نطاق ذلك كل الأمور التي تتصل بالتقنية أو بالخامات المستخدمة ويشترط أن تتكاتف هذه العوامل من أجل خلق عمل فني رفيع - وتضمنت قواعد الاقتناء علي مواد إجرائية محددة تنص علي أن يتم الاقتناء بمعرفة لجنة تختار لهذا الغرض وتشكل بقرار من وزير الثقافة ويكون مقررها رئيس قطاع الفنون التشكيلية - يتم الاقتناء بحد أقصي يتم تحديده وفق الميزانية المتاحة - وجدير بالاشارة إلي أن الفنانين الرواد قيمة أعلي تقديراً لإبداعهم المتفرد ولاعتبارات موضوعية أهمها »حجم التجربة الفنية للفنان. وللحديث بقية